تعتبر معركة القضاء علي المليشيات الإرهابية في العاصمة الليبية طرابلس التي بدأتها قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة خفتر. بداية النهاية للعمق اللوجستي الذي استغلته الجماعات المتشددة في منطقة الساحل الأفريقي. والتي كانت يغذيها المتشددون في ليبيا بكل وسائل البقاء لزعزعة أمن واستقرار المنطقة. منذ معركة تحرير بنغازي في 2017 حاولت المجموعات الإرهابية المتمثلة في تنظيمات القاعدة وداعش والإخوان مواجهة الجيش الليبي. الذي بات يمثل خطرا علي تواجدها واتخاذها ليبيا حديقة خلفية لنشاطها في القارة الإفريقية. وفي منطقة الساحل الممتدة عبر الصحراء الكبري بين مالي والنيجر والجزائر وليبيا وتشاد وبوركينافاسو وموريتانيا. تنشط مجموعة من التنظيمات الإرهابية التي تقيم علاقات وثيقة بنظيراتها في ليبيا. مثل جماعة التوحيد والجهاد. وتنظيم القاعدة وداعش وجبهة ماسينا. تلك العلاقات مكنتها من الحصول علي الدعم من خلال الحدود الجنوبية لليبيا والتي اتخذتها هذه الجماعات مسرحا لاختطاف المهاجرين والاتجار بهم. إضافة إلي اعتبارها منفذا مفتوحا لتوريد السلاح والمال. وبعد سقوط نظام معمر القذافي. ارتفعت العمليات الإرهابية في الصحراء بفضل أطنان من الأسلحة القادمة من ليبيا. والتي أدت إلي زعزعة الاستقرار في الصحراء. مما أدي إلي تدخل دولي بقيادة فرنسا منذ ذلك الوقت وإلي وقتنا الحاضر للقضاء علي فلول الإرهابيين. وحسب مراقبين نقل عنهم موقع سكاي نيوز الاخباري. فإن أهمية معركة طرابلس. بعد دخول الجيش الوطني الليبي وسيطرته علي مناطق بجنوب البلاد. سيكون له أثر فعال علي منطقة الساحل. وسيساعد ويدعم الجهود الدولية للقضاء علي الإرهاب في المنطقة. لكن تلك الجهود. لن تكلل بالنجاح ما لم ينه الجيش الليبي سيطرته علي طرابلس التي تتواجد فيها قيادات كبيرة في التنظيمات الإرهابية. سقوطها فقط وتجفيف مواردها هو ما سيساعد في استباب الأمن بالمنطقة. وكان تقرير للجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا حذر. عام 2018. بعد تحرير بنغازي من أن تقوم عناصر من تنظيم داعش وتنظيم أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة. بتشكيل خلايا جديدة بمناطق أخري من ليبيا وخاصة الجنوب الغربي للبلاد. وسجل التقرير هروب العشرات منهم من مدن بنغازي وسرت ودرنة وصبراته. إثر الاشتباكات المسلحة وخسارة تلك المدن نحو منطقة الجنوب. وقالت اللجنة حينها إن لجوء عناصر تلك التنظيمات لهذه المنطقة الشاسعة والمفتوحة سيسمح لها بالتواصل مع تنظيمات إرهابية أخري منتشرة بالقارة الافريقية علي غرار تنظيم بوكو حرام في نيجيريا. والقاعدة في بلاد المغرب. وتنظيم الموقعون بالدم وجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وحسب معلومات استخباراتية في المنطقة. فإن جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها إياد أغ غالي. هي الأكثر صلة بقيادات التنظيمات الإرهابية في ليبيا.. لهذا يري المحللون أن حرب حفتر يجب أن تلقي آذانا صاغية في المنطقة. كونه الشريك المثالي الذي يمكنه دعم الجهود الدولية في الحرب علي الإرهاب في الصحراء. إذا نجح في تحرير ليبيا من الإرهاب وسيطرت قواته علي المنافذ الحدودية التي تغذي من خلالها قيادات مليشيات طرابلس نظيراتها في المنطقة.