سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المتحدث الرسمى للقوات المسلحة الليبية للأهرام: قطر مسئولة عما يحدث فى ليبيا.. والإخوان سبب خراب ودمار البلاد
استفدنا ماديا ومعنويا من الضربات المصرية للإرهابيين فى «درنة»
فى ندوة عقدتها«الأهرام» ومجلة «السياسة الدولية» الأسبوع الماضي، قال المتحدث الرسمى باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية العقيد أحمد المسمارى أن قطر مسئولة عما يحدث فى ليبيا، وأن لدينا وثائق تؤكد تورط السودان وتدينها بدعم الإرهاب فى ليبيا، مؤكدا أن الجيش الوطنى الليبى يسيطر حاليا على 90% من مساحة الأراضى المأهولة. مشيرا إلى أن الضربات المصرية للإرهاب فى «درنة» عقب الحادث الإرهابى فى محافظة المنيا، أفادت الجيش الليبى ماديا ومعنويا، وأوضح المسمارى أن الجيش الليبى سيطر على القواعد العسكرية الليبية، وجميع حقول ومنشآت النفط وخطوط النقل، كما حصل الجيش على أسلحة من مخازن قطر فى ليبيا بعد الانتصار علي«داعش»، الذى يحتضر حاليا، وسنتعامل مع بقاياه بالبندقية، خاصة أن تعداد الجيش الليبى يبلغ 60 ألف مقاتل. فى بداية الندوة، رحب الأستاذ عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة «الأهرام»، بالمتحدث العسكرى الليبي، مؤكدا أن الدور المصرى واضح فى معالجة المحنة الشديدة التى تعيشها الشقيقة ليبيا، ويمثل خريطة الإنقاذ للوضع الملتهب هناك. وقال المسمارى إن الجماعات الإرهابية التى تمت مواجهتها فى مدينة بنغازي، تكونت من تنظيمات متطرفة فكريا، وإجراميا، محددا منها جماعة الإخوان التى شكلت » قوة درع ليبيا »، وحملت السلاح فى مواجهة الجيش واعتبرتها بديلا عنه، بالإضافة إلى تنظيم القاعدة، الذى كان يعمل تحت لوائه جماعات متعددة بقيادة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، من أهمها «أنصار الشريعة» وكتائب «أبوسليم» و«جيش الإسلام»، أما التنظيم الثالث المتطرف فتمثل فى تنظيم «داعش»، والذى أرجع «المسماري» جذور نشأته إلى ديسمبر 2013. وأكد المسمارى أن قرار التحرك الذى اتخذه المشير خليفة حفتر لمواجهة تلك الجماعات المسلحة بما فيها جماعة الإخوان، كان صعبا للغاية، وأن المعارك العسكرية التى خاضها الجيش منذ 2014، ضد الجماعات المسلحة، كانت شرسة وغير متكافئة، واقرب إلى الانتحار نتيجة الدعم الخارجى المتجدد والمتزايد لتلك الجماعات الإرهابية، خاصة الدعم القطري. وأشار المسمارى إلى أن الجيش الوطنى الليبى يسيطر فى الوقت الراهن على 90% من الأراضى الليبية، حسب الخرائط والقياسات على الأرض، وتتبقى 10% فقط من مساحة ليبيا المعمورة، تتقاتل فيها ميليشيات القاعدة، التى يمثلها » خليفة الغويل » وميليشيات السراج غير المؤدلجة، وهذه المنطقة تمثل الشريط الساحلى الذى يبدأ من مدينة سرت ويمر عبر مصراتة مرورا بمدينة طرابلس. وأضاف أن جميع القواعد العسكرية تقع تحت سيطرة قوات الجيش الوطنى الليبي، باستثناء قاعدة معيتيقة التى تقع على بعد 11 كم باتجاه الشرق من قلب العاصمة طرابلس. كما سيطرت قوات الجيش خلال الفترة الأخيرة على جميع موانى النفط الليبي، وجميع الحقول والمنشآت النفطية، وجميع خطوط نقل البترول. واعتبر المسمارى أن الجيش الوطنى الليبى أنهى واجبه العسكرى فى مدينة بنغازي، وأنشأ عدة مناطق عسكرية متكاملة، وتم تعيين كل قياداتها، مؤكدا أن الجيش يحتاج خلال المرحلة المقبلة إلى الدعم اللوجيستي، مضيفا أن عدد قوات الجيش بلغ 60 ألف عسكري، جميعهم من كليات عسكرية، ومن خريجى الثانوية العسكرية، ومن بعثات تدريب، متوقعا أن يصل عدد أفراد القوات المسلحة الليبية خلال الفترة المقبلة إلى 70 ألف عسكري، مبررا ذلك بفتح باب العودة إلى التجنيد لكل العسكريين الذين استفادوا من قانون العفو الذى أصدره البرلمان الليبى فى 2015، باستثناء المتهمين فى قضايا جنائية. وأضاف أن الجيش الوطنى الليبى يسعى خلال الفترة المقبلة إلى السيطرة على كل الأراضى الليبية والقضاء على الإرهاب بمخلف أشكاله، ومواجهة عصابات المال العام وعصابات بيع الأراضي، ومواجهة الفضائيات التى تمولها قطر، وذلك لفرض هيبة الدولة الليبية، خاصة مع توافر حاضنة اجتماعية للجيش الليبى فى جميع المناطق بما فيها سرت وطرابلس، ظهرت ملامحها بوضوح فى معركة الهلال النفطي، التى لم يقتل فيها شخص واحد، بل تلقى الجيش فيها دعما من المشايخ والقبائل. تأمين الجبل الأخضر من جانبه، قال اللواء محمد الغباري، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ومدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، إن » مصادر تغذية الإرهاب ستستمر فى ليبيا وغيرها من مناطق الشرق الأوسط، وأن الحرب على الإرهاب ستكون طويلة، لأن المستهدف منها هو عزل مصر عن منطقة الشام«. وأشار الغبارى إلى أن اتساع مسرح ليبيا الجغرافى سيؤدى إلى استمرار الإرهاب فى مناطق كثيرة، منها »الجبل الأخضر« فى الشمال الشرقى من ليبيا، وتساءل» الغبارى » عن مدى إمكان وجود تنظيمات إرهابية فى التحصينات التى أقامها العقيد الراحل معمر القذافى كموقع دفاعى يبدأ من الشمال إلى امتداد 25 كيلو مترا فى الجنوب وعلى بعد 25 كيلو مترا من الحدود المصرية. ورد المسمارى على تساؤلات الغبارى قائلا: إن منطقة الجبل الأخضر تقع بالكامل تحت سيطرة الجيش، وان منطقة الحدود المصرية الليبية لا يمكن القيام فيها بعمل إرهابى جماعي، موضحا أن عمليات تهريب السلع التموينية تمثل النشاط الوحيد الذى تلجأ إليه التنظيمات فى الوقت الراهن وأن السودان تلعب دورا غير بريء فى ليبيا يتمثل فى دعمها لجماعات الإسلام السياسى المتطرفة. وقال الخبير الأمنى العقيد خالد عكاشة، إن قوات الجيش الليبى أنقذت ليبيا من مصير مجهول، وان الهدف من دعم وتمويل الإرهاب فى ليبيا كان لزعزعة استقرار دول الشمال الإفريقى ودول الساحل والصحراء. وتساءل «عكاشة» عن مدى حقيقة سيطرة الجيش الوطنى الليبى على 90% من الأراضى الليبية وعن الموقف الحقيقى للدول الغربية من استقرار ليبيا وسيطرة الجيش على النسبة الأكبر من الأراضي؟.
وجاء فى رد المسمارى على عكاشة، أن الجيش الليبى يسيطر فعليا فى الوقت الراهن على 90% من الأراضي، وأن كل الدول الغربية تريد نصيبها من الكعكة الليبية، والمصلحة العليا لهم جميعا تكمن فى تحقيق التعاون والتنسيق مع القوات المسلحة التى تسعى إلى تحقيق الأمن، فإيطاليا تسعى إلى قيادة أى عمل أوروبى أو دولى فى ليبيا، من منطلق أن ليبيا تمثل إرثا استعماريا للايطاليين، وأن إيطاليا تدعم » السراج »، بالرغم من أنه يستحيل أن يحقق مصالحها، وأهمها الأمن بميليشياته المسلحة. كما أن« الإنجليز أيضا لم يدافعوا عن إبراهيم الجضران عندما سيطرنا على الهلال النفطي، بالرغم من أنهم كانوا يدافعون عن الفيدرالية«. «داعش» يحتضر وتساءل مالك عونى مدير تحرير مجلة السياسة الدولية عن رفع الحظر عن السلاح، وهل سيؤدى إلى الوصول إلى توافق سياسى يتخذ الغرب بموجبه قرارا بإعادة الأموال إلى مختلف القوى الليبية أو التمكن من السيطرة على ليبيا، وهل الجيش الوطنى الليبى والقوى السياسية فى طبرق مستعدون للتوصل إلى اتفاق سياسى يدفع بالقبول بوجود الميليشيات، وعناصر الإخوان كجزء من الحل السياسى فى ليبيا؟. وجاء رد «المتحدث العسكرى الليبي»، مؤكدا أن «داعش» يعيش آخر مراحله فى ليبيا، وأن التعامل مع الخلايا النائمة سيكون بالبندقية، كما أن مواجهة الفكر الإرهابى بعد رحيل » داعش » و«القاعدة» عن ليبيا سيحتاج إلى تكاتف الجميع. متوقعا عدم عودة المقاتلين إلى ليبيا فى الوقت الراهن بسبب حدوث معطيات جديدة فى الساحة الليبية قد لا تسمح باستقبال أى من » دواعش » سوريا أو العراق. وثائق تدين السودان وتساءلت الدكتورة أمانى الطويل خبيرة الشئون الإفريقية بمركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» عن الدور الروسى فى الأزمة الليبية، وتسليح الجيش الوطنى الليبي، وحجم التدخل السودانى فى ليبيا؟! وأجاب «المسماري» مؤكدا أن ليبيا لديها تعاقد عسكرى مع روسيا منذ 2009 تزيد قيمته على 4 مليارات دولار، يتعلق بتوريد معدات عسكرية وصيانة أسلحة وقطع غيار، ولم يفعل حتى الوقت الحالي، مشيرا إلى أن روسيا مؤيدة لدور القوات المسلحة لدعم الاستقرار وتحقيق الأمن الليبى إلا أن الروس يشترطون توفير السلاح برفع الحظر عن الجيش الليبي، أما التنظيمات الموجودة فى الجنوب الليبى فى الوقت الراهن فهى تنظيمات إجرامية وليست إرهابية، تنتشر فى مناطق بعيدة عن سيطرة القوات الليبية. وعن دور السودان فى ليبيا قال: »لدينا وثائق تؤكد التدخل السودانى فى ليبيا، كما أن قطر تتحمل المسئولية التاريخية عما يحدث فى ليبيا«. لامكان للدواعش وتساءل جميل عفيفى المحرر العسكرى بالأهرام والمستشار العسكرى لمجلة » السياسة الدولية » عن مدى إمكانية وجود خطة عسكرية من قبل الجيش الوطنى الليبى فى حالة دخول عناصر جديدة من تنظيم » داعش» فى ظل انحساره فى سورياوالعراق؟! وقال المسمارى فى رده إن هناك خطة عسكرية جاهزة للقوات المسلحة الليبية تشمل جميع أنواع القتال، ولدينا أسلحة جاهزة من مخازن قطر فى ليبيا، أما من الناحية الأمنية فإن الجيش الليبى أصبحت لديه «عيون» فى كل مكان للإرشاد والتنبيه، خاصة بعد تقلص عدد مطارات الاستقبال التى كانت تستخدمها التنظيمات الإرهابية فى جلب المقاتلين. الجزائر لا تتدخل وتساءل سامح راشد مدير تحرير مجلة السياسة الدولية عن مدى تهيئة الظروف للحل السياسى بعد سيطرة الجيش الوطنى الليبى على كامل الأرض، وعن علاقة دول الجوار بما يحدث فى ليبيا فى الوقت الراهن، خاصة الجزائر بما لها من حسابات معقدة ترتبط بالداخل الجزائري؟! وأجاب »المسماري« بأنه لم يتم التطرق إلى تفاصيل الرؤية السياسية قبل تحقيق الانتصار العسكرى الكامل. مشيرا إلى أن ال 6 شهور المقبلة ستكون حاسمة فى مصير ليبيا، وأن المصالحة الوطنية التى تم التطرق إليها ستتم بموافقة كل القبائل.. أما عن موقف الجزائر مما يحدث فى ليبيا، فإن السلطة الجزائرية ليست لها سياسة واضحة مما يحدث فى الداخل الليبى على اعتبار أن تغلغل الإسلام السياسى فى الدولة الجزائرية يجعلها لا تسعى إلى زعزعة الاتفاقيات معهم، وأيضا لا تريد الجزائر إثارة قادة الارهاب فى ليبيا من منطلق الحفاظ على الاستقرار الداخلى فى الجزائر. أوضاع المصريين فى ليبيا وأجاب » المتحدث العسكرى الليبى » عن تساؤل أحمد عامر والمتخصص فى الشأن الليبى حول الوضع القانونى للعمالة المصرية الموجودة فى ليبيا، دون أوراق رسمية، وكيفية ضبط المنافذ الصحراوية التى تستخدم فى تهريب العمالة المصرية، وحدود التعاون المصرى الليبى فى ضبط الحدود الشرقية لمنع ظاهرة الهجرة غير الشرعية للمصريين. قائلا إن »هناك تعاونا مصريا ليبيا لمراقبة الحدود، وان جميع المشكلات المتعلقة بالعمالة المصرية سوف يتم حلها« مشيرا إلى أن ليبيا ستحتاج إلى 2 مليون عامل خلال الفترة المقبلة . وعن الدور الأمريكى فى ليبيا بعد تولى الرئيس «ترامب» السلطة أكد المسمارى أن الملف الليبى بعيد تماما عن الاهتمام الأمريكي، لأن ليبيا فى ظل ظروفها الراهنة لا تمثل مصلحة للولايات المتحدةالأمريكية، مشيرا إلى أن وصول هيلارى كلينتون للسلطة كان سيمثل دعما كبيرا للإخوان فى مواجهة الجيش الوطنى الليبي. الضربات المصرية أفادتنا وفى تساؤل عن حدود تأثير الضربة الجوية المصرية للإرهابيين فى مدينة درنة، أكد «المسماري» أن الضربة الجوية المصرية كانت مؤثرة فى اتجاهين، الأول تمثل فى رفع الروح المعنوية للشعب والجيش الليبى معا، على اعتبار أن لديهم سندا يلبى الاحتياجات والتكتيكات التعبوية، والثانى تمثل فى قيام القوات المسلحة الليبية بعمليات نوعية حققت أهدافها فى داخل درنة. المشاركون: اللواء أ. ح محمد الغبارى - العقيد خالد عكاشة جميل عفيفى د. أمانى الطويل - سامح راشد أحمد عامر زياد عقل مالك عونى - أبوبكر الدسوقى عمرو عبدالعاطى د. خالد حنفى سارة كيرة