استشعر المصريون يوما بالارتياح.. عندما توافرت لهم وسيلة مواصلات جديدة ومريحة..!! نعم.. إنها ليست في متناول أيدي العامة.. لكن وجودها يخفف كثيرا من الضغط علي باقي الوسائل .. سواء المترو.. أو الأتوبيسات العامة .. أو الميكروباصات .. أو حتي التوكتوك الذي يبدو أن الحكومة عاجزة حتي الآن عن الوصول بصدده إلي الصيغة المثلي ..! *** المهم.. عرف الناس.. أوبر .. وكريم.. وهما الشركتان اللتان ظهرتا في توقيت واحد.. وأخذتا تتنافسان .. بديهي .. أي منافسة شريفة تكون في صالح الناس..!! بمرور الأيام وكالعادة .. أخذت مظاهر الاستغلال تتطاير غياماتها يوما بعد يوم .. ومن كانوا يتحدثون عن أسعار متهاودة.. إذا بهم يقفزون خطوات وخطوات.. ليس هذا فحسب .. بل تراجع مستوي الخدمة متمثلا في ¢السائقين¢ الذين كانوا يتباهون بهم ليصبحوا مثل أقرانهم في ¢التاكسي الأبيض¢.. واختفت .. من بين أياديهم وعيونهم.. عناوين الشوارع.. الأدهي والأمر.. أنك تفاجأ فور دخولك السيارة بمن يفرض عليك الحديث في موضوعات هايفة وسطحية أو لا تهمك عن قريب.. أو من بعيد..! *** المهم رغم أن الصبر طال وطال كثيرا .. إلا أن الضربة الكبري جاءت علي غير توقع.. لقد أعلنت إحدي الشركتين عن استحواذها علي الشركة الأخري مقابل ثلاثة مليارات جنيه.. وأكثر..! الاستحواذ في لغة الاقتصاد - يا سادة- يعني بالحرف الواحد: السيطرة المالية والإدارية لإحدي الشركات علي النشاط التجاري لشركة أخري بحيث يصبح للشركة المستحوذة اليد الطولي في الإدارة.. والقرار الأصيل ..!! ينتج عن ذلك بطبيعة الحال اختفاء الشركة المنافسة ¢سابقا¢ .. لتسيطر علي السوق بل دفعت وعوضت.. وتحكمت. عندئذ .. تفعل الشركة ¢الإمبراطور¢ ما يحلو لها.. فتزيد الأسعار تلقائيا أو تسوء الخدمة أكثر وأكثر لا يهم طالما عنصر المنافسة لم يعد قائما .. ويقول بعض العلماء إن بين الاستحواذ.. والاستئساد .. خيطا رفيعا رغم أن الأول ذا طبيعة اقتصادية.. والثاني يدخل في إطار السلوك الإنساني اجتماعيا كان أو نفسيا..لكنهما في النهاية يسعيان لهدف واحد.. هو التملك والسيطرة .. مع الأخذ في الاعتبار أن الاستئساد معناه في معجم اللغة أنه تجرؤ جرأة الأسد. *** ولعل هذا الاستحواذ أو الاستئساد يذكرنا بما حدث في حقبة التسعينيات عندما كانت ما تسمي شركات توظيف الأموال.. تصول وتجول في مصر وعندما بدأت الحكومة تضيق عليها الخناق .. أعلنت شركة الريان عن استحواذها علي شركة السعد وهما الشركتان الكبيرتان في هذا المجال .. وأطلقوا علي ذلك الاستحواذ لقاء العمالقة لإيهام الدولة والمواطنين بأنهما أصبحتا كيانا ضخما .. لكن سرعان ما انكشفت الألاعيب.. وانهارت إمبراطورية توظيف الأموال من أولها لآخرها ليدفع المودعون في النهاية الثمن..! في جميع الأحوال.. نرجو ألا يتكرر حاليا ما حدث في التسعينيات..! ودعونا نرقب.. وننتظر..! *** والآن اسمحوا لي أن أتعرض لقضية بالغة الأهمية .. هي قضية اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل علي مرتفعات الجولان السورية..! إنها قضية مشينة بكل المقاييس.. لأنها تحمل من التحدي والاستفزاز والعنجهية.. ما أثار غضب الدنيا بأسرها..! ما يثير الدهشة.. أن يعقد مجلس الأمن اجتماعا لمناقشة هذا القرار المريب ليتكلم من تكلم.. ويشجب من يشجب وفي النهاية لا شيء..! بل إمعانا في تزييف الواقع يخرج وزير خارجية أمريكا ليقول إن قرار الرئيس يصب في مصلحة السلام..! حرام عليك يا رجل..! ألهذه الدرجة تكون الاستهانة بمقدرات البشر من ساسة وحكومات وشعوب وقادة وزعماء..؟! إن ذلك النهج المريب لا يمكن أن يطلق عليه سوي هزار أمريكي سخيف يستحيل قبوله..! *** علي الجانب المقابل .. كانت مصر كالعادة أول من اتخذ خطوات إيجابية .. فقد أوفدت في التو واللحظة وزير خارجيتها سامح شكري حيث التقي بوزير الخارجية صاحب التصريح الغريب.. وأيضا مع عدد من أعضاء الكونجرس ليوضح ويشرح.. ويطرح أسئلة .. ويطلب إجابات .. لتبقي مصر دائما صاحبة الريادة وصاحبة الموقف بالنسبة لمختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية.. *** عموما .. لقد اختطت واشنطن لنفسها في الآونة الأخيرة .. توجهات ربما لم يعهدها الأمريكيون فدولة المؤسسات التي طالما يتباهون بها وملأوا الدنيا صياحا بشأنها .. أصبحت مخلخلة في ظل الهجوم الضاري الذي يشنه كل يوم الرئيس ترامب ومعاونوه.. علي سلفه باراك أوباما وطاقم حكمه ويكفي تلك الاتهامات المتبادلة بين الفريقين فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران.. والذي كشف عن صراع حاد لم يسبق له مثيل .. *** وبديهي .. بعد كل هذا الدعم من جانب أمريكا لإسرائيل يعود بنيامين نتنياهو ليتصرف ¢كالطاووس¢ الذي لا مثيل له وهذه الغارات التي تشنها طائراته ضد القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا أراد أن يثبت من خلالها .. أنه الأقوي.. وأنه الأقدر.. لاسيما وأن ثمة اتفاقا مع الروس.. بأن يصمتوا.. ويكفوا عن التدخل.. وقد كان..! *** ثم.. ثم.. فلنبتعد عن السياسة قليلا.. ونتجه إلي الرياضة عسي يكون بها ما يشفي الصدور.. ويخفف حدة التوتر العقلي والجسدي..! اليوم تقام مباراة عزيزة علي قلوبنا جميعا.. هي مباراة القمة بين الأهلي ¢الكبير¢ والزمالك ¢الكبير¢ أيضا..! لا أعرف لماذا يصر البعض علي تسميتها معركة.. معركة إيه ..؟! يا عالم يا هووه.. أولا وأخيرا .. إنها لا تعدو أن تكون حبال مودة بين زملاء .. وأحباء.. وأخوة.. فالمفترض أن الرياضة تقرب بين البشر وليس العكس.. من هنا.. فأنا أتصور أن الكابتن محمود الخطيب سوف يأخذها.. بروح سمحة لو فرض لا قدر الله .. وانهزم فريقه أمام الزمالك.. والعكس صحيح أيضا بالنسبة للمستشار مرتضي منصور .. و.. وكم أتمني أنا شخصيا.. أن تعيد هذه المباراة بالذات الأواصر الطيبة التي كان يتحلي بها أعضاء الفريقين منذ قديم الزمان..! بالمناسبة.. أين بقية اللعبات الأخري..؟ لماذا لا تلقي إلا التجاهل.. أو الصد.. وعدم الاهتمام .. مع أن أبطالها يحققون انتصارات عديدة علي المستويين المحلي.. والدولي ومع ذلك هم أنفسهم يتجهون بأبصارهم لكرة القدم.. وبالتالي ينصرف الشباب لمعشوقة الجماهير الأولي التي نريد منها اليوم أن تطلق شعلات السعادة وليس العكس. *** مواجهات * أرجوك .. ابدأ صباحك.. بالأمل الحقيقي.. والتفاؤل الصادق.. وابعد عن هذا الغل الذي كاد يفتك بقلبك من شدة كراهيتك له أو نقمته عليك..! *** * زمان.. كانوا يسخرون مما يطلق عليه الحب الرومانسي..! الآن .. بعد أن اختفت الرومانسية .. تاه الحب في بحور الظلمات.. وأنات العذاري..!! *** * أعجبتني هذه الحكاية الطريفة: رجل أمريكي اسمه لورانس ريبل عمره 71 سنة .. وبعد 52 سنة زواج رأي أن السجن أفضل من المعيشة مع امرأة نكدية ليلا ونهارا.. فتوجه إلي أحد البنوك وهدد الموظف بمسدس إذا لم يسلمه 3000 دولار..! بالفعل حصل علي المبلغ.. لكنه جلس داخل البنك حتي حضرت الشرطة وقبضت عليه وعند عرضه علي القاضي رأف بحاله حيث إنه كبير السن ومريض .. فقرر حبسه داخل بيته تحت إشراف زوجته. *** * ما من داعي لله سبحانه وتعالي إلا واستجاب له.. فلتكن فرحتك بالإجابة بسبب أن الذي بيده ملكوت كل شيء.. سمع مناجاتك حقا وأكرمك كرما جزيلا..! *** * أصعب المعارك التي تخوضها .. تلك التي تدور بين عقلك الذي يعرف الحقيقة.. وقلبك الذي يرفض أن يقبلها ..! *** * وهذا دعاء أنصحك بأن تردده في كل دقيقة.. وكل ثانية: اللهم هب لنا عطاءك ولا تكشف عنا غطاءك..! *** * أخيرا.. اخترت لك هذه الأبيات من شعر أبو القاسم الشابي: من قصد النور أحلامه .. يباركه النور الذي ظهر إليك الفضاء إليك الضياء .. إليك الثري الحالم المزدهر إليك الجمال الذي لا يعبد .. إليك الوجود الرحيب النضر فناجي النسيم وناجي الغيوم وناجي النجوم وناجي القمر *** و.. و.. وشكرا