إذا كانت الدولة تخوض حربا مقدسة ضد الإرهاب فإنها تواجه الآن حربا شرسة من نوع آخر لا تقل خطورة عن الإرهاب وهي حرب الشائعات.. قد يتساءل البعض وهل خطورة الإرهاب تعادل بث الشائعات؟ نعم فإذا كان الإرهاب يسعي لإسقاط مؤسسات الدولة وزعزعة الاستقرار وبث الفتن فإن الشائعات هي الاخري تسعي لنفس الأغراض بل تزيد عن الإرهاب في بث فقدان الثقة في الدولة وقدرتها علي التحدي لتصدير الإحباط إلي الشارع وهذا يعني أن الإرهاب وترويج الشائعات وبث الأكاذيب علي السوشيال ميديا وجهان لعملة واحدة لأن من يدعم الإرهاب هم أنفسهم من يدعمون عمليات ترويج الشائعات ليل نهار عبر كتائب إلكترونية مدربة وممولة من تنظيمات وجماعات ودول اقليمية وأجهزة مخابراتية تشرف عليها. كل الشواهد تؤكد أن الجماعات الإرهابية علي اختلاف مسمياتها خرجت من حضن جماعة الإخوان الإرهابية والمؤكد أيضا أن الكتائب الالكترونية لبث وترويج الشائعات ضد الدولة خرجت من حضن وعباءة جماعة الإخوان التي تضمر لنا الشر وتسعي جاهدة للنيل من استقرار الوطن لأن هؤلاء ببساطة ولائهم الأول والاخير للتنظيم والجماعة وليس للوطن.. هكذا تربوا داخل التنظيم علي عبارة: "فكرتنا كانت دولتنا". يوميا نحن نستقبل مئات الشائعات من كل حدب وصوب عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو بالأحري مراحيض التواصل الاجتماعي ويتم التعامل معها وتشييرها وتداولها للأسف من قبل البعض سواء بقصد أو بدون قصد علي أنها حقائق دون ان ندرك خطورة هذا الأمر والهدف طبعا معروف من قبل المصريين لهذه الشائعات وهو زعزعة الاستقرار وبث اليأس في نفوس المواطنين بأنه لا أمل للإصلاح ثم تصدير دعوات خبيثة عبر عملاء الجماعة الإرهابية علي فضائيات العار الممولة من قطر وتركيا لإثارة الناس ووصل الأمر إلي حد التلاعب في تصريحات المسئولين والوزراء وترويجها بطريقة مستفزة وهنا يكمن دور الوعي الوطني في مواجهة هذا النوع من الحروب وهي ما تعرف بحروب الجيل الرابع والجيل الخامس والتي تسعي لإسقاط الدول عن طريق تطور وسائل القتال في تدمير وفرض الإرادة عليها بنشر الأكاذيب وتحطيم أمال وثقة الناس بنفسها وببعضها وقياداتها.