تتصدر مصر الدول العربية في أعداد المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي.. خاصة الفيس بوك. حيث أشارت الإحصاءات إلي أنها بلغت 20 مليون مستخدم بنسبة 24% من إجمالي العرب.. و10 ملايين مستخدم لتويتر.. وهذا يدعو إلي ضرورة تضافر الجهود لتقنين استخدامها والتوعية بآثارها السلبية.. خاصة لصغار السن والشباب. نعرف جميعاً أن وسائل التواصل الاجتماعي. مثل كل الإنجازات العلمية سلاح ذو حدين أحدهما سلبي والآخر إيجابي.. فهي يمكن أن تكون أداة لهدم المجتمع. وفساد الأخلاق. وفساد الدين. ونشر وزرع التطرف بين الشباب. والتخطيط للجرائم الإرهابية.. وهي أيضاً لنشر الشائعات التي يروجها أعداء الوطن.. وظهر هذا جلياً في الآونة الأخيرة. حيث انتشرت مئات الشائعات علي الفيس بوك.. وفندتها الدولة لعدم صحتها.. وهي أيضاً تسرق عمرنا.. لأنها تبدد الوقت.. وناقشنا ذلك في المقال السابق. ويمكن أن يكون تأثيرها إيجابيا وتساهم في تعميق الثقافة. ونشر الأخلاق الفاضلة. والقيم وتبادل الخبرات الحياتية. واكتساب معلومات. وتنمية المهارات من خلال المجموعات المفيدة التي تجمعها هدف ثقافي.. وطبعاً التواصل السريع مع الأصدقاء والأقارب في أماكن متباعدة. والشخص المستخدم لهذه التكنولوجيا.. هو وحده الذي يملك دفة الإبحار في الجانب السلبي أو الإيجابي وللأسف.. المتابع لواقعنا المصري يري أن هناك سوء استخدام لهذه المواقع.. وأنها أثَّرت سلباً علي العلاقات الأسرية. وساعدت علي اتساع الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة. وأفقدتنا التقارب والدفء الأسري فانتشرت حالات الطلاق والانفصال الداخلي. ولأنها فتحت الأبواب علي الثقافات الأخري. دون تمهيد من الداخل ولا توعية.. فقد أدت إلي رفض الكثير من الشباب الصغير للمنظومة القيمية العربية التي تنبع من ثقافتنا وديننا. فازداد الإحساس لديهم بالوحدة. وعدم الانتماء. وانتشرت حالات الاكتئاب. والانتحار. و استغل الزنادقة والملحدون هذه المواقع لنشر أفكارهم لكسر المقدسات وتهوينها في نفوس الشباب. ومع كل هذا لا يمكننا القول بالاستغناء عنها.. لأنها أضحت واقعاً في حياة البشر جميعاً.. ولذا علينا أن نتعايش معها. ونحقق الاستفادة منها بما يتناسب مع قيمنا وعاداتها وتقاليدنا وذلك بالرقابة الذاتية. والرقابة الأسرية علي الأبناء وتوعيتهم بكيفية التعاطي معها.. وضرورة التكامل التوعوي بين المدرسة والبيت والمسجد والكنيسة. ووسائل الإعلام. وفي هذا السياق أرجو أن تعي وزارة التربية والتعليم دورها في تربية النشء وحمايتهم من هذه المواقع.. بأن يشمل منهج الكومبيوتر الذي يدرس للمرحلة الابتدائية برامج للحماية وتوضيح كيفية الاستخدام بالاستفادة من المعلومات النافعة والبعد عن المعلومات الضارة والمغلوطة والتي تبعد عن أخلاقنا. وأن يكثف الإعلام المرئي البرامج الخاصة بالتوعية بالآثار السلبية. .. وأخيراً.. اللهم اعطنا خير هذه الوسائل. واكفنا شرها.. واكفنا شرار مستخدميها من الإرهابيين الأوغاد.