إسرائيل تعلن إدخال 344 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة    إنجاز ريال مدريد| رقم قياسي جديد ينتظر الأهلي قبل مواجهة مازيمبي    تحرير 78 مخالفة فى حملة تموينية بالإسماعيلية    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    الطماطم ب5 جنيهات .. أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الجمعة 26 إبريل    إنفوجراف| ارتفاع أسعار الذهب مع بداية تعاملات اليوم الجمعة 26 أبريل    وزير الإنتاج الحربي يتابع موازنة الشركات للعام المالي 2023 2024    بعد ساعات من تطبيقه.. لماذا لجأت الدولة لعودة العمل ب التوقيت الصيفي؟    أستاذ تخطيط: تعمير سيناء شمل تطوير عشوائيات وتوفير خدمات    دراسة مشروع واعد لتحويل قناة السويس إلى مركز إقليمي لتوزيع قطع الغيار    إزالة 30 حالة تعد ضمن المرحلة الثالثة للموجة ال22 بالبحيرة    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد النصر بشمال سيناء    رئيس الصين لوزير الخارجية الأمريكي : يجب على البلدين الالتزام بكلمتهما    احتجت على سياسة بايدن.. أسباب استقالة هالة غريط المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا    خبير: الاحتلال وغياب أفق التسوية وراء تصاعد المواجهات الدم وية في غزة    وزير التعليم العالي يبحث مع نائب رئيس جامعة لندن تعزيز التعاون المشترك    حسام المندوه : الزمالك جاهز لموقعة العودة أمام دريمز .. وهناك تركيز شديد من الجميع    تواجد مصطفى محمد| تشكيل نانت المتوقع أمام مونبلييه في الدوري الفرنسي    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    اتحاد جدة يكشف تفاصيل إصابة بنزيما وموقفه من مباراة الشباب    أرسنال يختبر قوته أمام توتنهام.. ومواجهة محفوفة بالمخاطر لمانشستر سيتي    نقيب أطباء الأسنان يدلي بصوته في انتخابات التجديد النصفي بلجان الإسكندرية    بلطجية يقتحمون الشقق فى الإسكندرية .. الأمن يكشف حقيقة المنشور المثير    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي في الاسكندرية    مأساة في حريق شقة «التجمع الأول».. النيران تلتهم طفلين وتصيب الثالثة (تفاصيل)    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    أفكر في الزواج للمرة الثانية، أبرز تصريحات صابرين بعد خلعها الحجاب    توقعات علم الفلك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    الصحة: إجراء فحص طبي ل 1.688 مليون شاب وفتاة مقبلين على الزواج    تنظيم قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» في بسيون بالغربية    طريقة عمل هريسة الشطة بمكونات بسيطة.. مش هتشتريها تاني    نائب وزير خارجية اليونان يزور تركيا اليوم    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان في الولايات المتحدة    واعظ بالأزهر: الإسلام دعا إلى صلة الأرحام والتواصل مع الآخرين بالحسنى    جامعة الأقصر تحصل على المركز الأول في التميز العلمي بمهرجان الأنشطة الطلابية    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي رسميًّا    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لعنة الإنترنت

المفترض أن يكون رسولاً للمعرفة، ولكن كثيرين جعلوه شيطانًا رچيمًا. وبدلاً من أن يكون باعثاً للمعلومة تحول إلى جرثومة فيروسية استوطنت فى عقول أجيال كاملة. لا أحد ينكر مميزات «الإنترنت» التى غزت ثقافات العالم كله وجعلتنا نتواصل بالصوت والصورة والكلمة مع كل شعوب العالم فى وقت واحد، ومدى أهميته فى سهولة الاتصال بالخارج والاستغناء عن المكالمات الدولية التى كان يتكبدها الأهل سواء فى مصر أو خارجها. ولكن مهما كثرت فوائده ومميزاته فقد فاقت مخاطره وعيوبه كل الحدود.فعندما يتحول الإنترنت من وسيلة تكنولوچية إلى مرض وإيمان لجميع شرائح المجتمع، علينا أن ننتبه ونتوقف ونستعيد الذاكرة ونبحث عن مؤسس المشروع الذى بدأ عام 1983 لمساعدة الجيش الأمريكى من خلال التواصل عبر أجهزة الحاسب الآلى. ومن الأمور التى ساعدت فى إنشاء ونمو شبكة الإنترنت ربط المؤسسة الوطنية للعلوم بجامعات الولايات المتحدة، حيث ساعد الطلبة على تبادل المعلومات وانتشر فى كل أنحاء العالم إلى ما وصل عليه الآن.. ورغم كل الفوائد، فإن السلبيات مدمرة وخطيرة.. فمع صباح كل يوم جديد نتعرض لأخطار جديدة وكوارث لا يتخيلها أحد.. ويكفينا أن كل تفاصيل وخصوصيات حياتنا اليومية أصبحت قابلة للاختراق من جهات معلومة وغير معلومة.. والسبب «لعنة الإنترنت».
حياة المصريين فى قبضة الاستخبارات الأمريكية
كشف الدكتور محمد الجندى، الإعلامى، رئيس منظمة أمن المعلومات، عن اختراق جميع مواقع الإنترنت المصرية من CIA، وحذر المواطنين من استخدام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للاختبارات والمسابقات التى يطرحها «فيس بوك»، لكونها أكبر شبكة تجسسية تجمع أكبر قدر من المعلومات عن المصريين، مؤكدًا أن الإرهابيين هم أول من استخدم الإنترنت فى مصر.
وطالب بربط الحساب الشخصى برقم الموبايل حماية لأنفسنا ولحساباتنا الشخصية.
وناشد الأهالى عدم إنشاء حساب للأطفال أقل من 13 عامًا على «فيس بوك» ومراقبة جميع الألعاب.
كما وجه نداءً للحكومة بمزيد من الشفافية وتأكيد المعلومات الصحيحة وتصحيح المعلومات المغلوطة، لكبح جماح فوضى «النت».
وإلى نص الحوار:
● كم عدد المشتركين فى الإنترنت؟
- طبقًا لأرقام وزارة الاتصالات يوجد 30 مليون مشترك، أما الجهات الخارجية والدراسات والأبحاث، فقدرتها ب48 مليون مشترك بما يعادل 54٪ من عدد سكان مصر.
● كم عدد المشتركين فى «النت» على أجهزة الموبايل؟
- آخر إحصائية صادرة عن وزارة الاتصالات العام الماضى كانت 92 مليون مشترك، نظرًا لأن المواطن الواحد يستخدم أكثر من شريحة موبايل.
ولكن فى تقديرى تخطى هذا الرقم عام 2016 ليبلغ 101 مليون، نظرًا لسهولة استخدامه على «الموبايل» أكثر من اشتراكات المنازل.
● فيم يستخدم المصريون «النت»؟
- «الفيس بوك» و«اليوتيوب» من أكثر المواقع تصفحًا على «النت» وبلا منازع، يليه تحميل الأغانى والبرامج والأفلام، ثم تطبيق برنامج «الواتس آب» فى الشرق الأوسط كله، وليس فى مصر فقط، حتى أثر هذا التطبيق تحديدًا على شركات الموبايل بعد الاستغناء عن رسائل ال«sms».
ويأتى بعد ذلك ألعاب النت، وفى مقدمتها «كاندى كراش».
أما من يستخدمون النت فى مجال العمل، فلا يمثلون نسبة كبيرة.
● ما أكثر الاهتمامات التى تجذب الناس للإنترنت؟
- فى البداية كانت المدونات واستغلها بعض الأشخاص من 6 أبريل فى المظاهرات ثم استغلتها قناة الجزيرة قبل الربيع العربى. واختفت المدونات مع اكتساح «الفيس بوك» عالم «النت». وبلغ عدد مستخدمى «فيس بوك» 27 مليون مستخدم طبقًا لإحصائية الشركة المصرية للاتصالات وأعتقد أن الرقم أكبر بكثير.
ويمثل التعبير عن التوجه السياسى من خلال «الفيس» فى منطقة أفريقيا ومصر وتمثل 30٪ من استخدام النت.
وفي آخر عام 2013 أجرت كلية دبى دراسة دقيقة عن عدد مستخدمى «الفيس بوك» فى مصر فبلغت 3. 7٪ بما يعادل 17٪ من حجم السكان، كما فاقت أعداد السيدات الرجال فى «الفيس».
وذكرت جامعة نورس وسترن يونيفرستى الأمريكية أن المصريين يقضون ما لا يقل عن 13 ساعة يوميًا أمام الموبايل والتاب، و3 ساعات أمام «السوشيال ميديا»، وتبلغ نسبة استخدام «الفيس» من على أجهزة الموبايل 94٪، و27٪ ل«تويتر» و30٪ ل«جوجل بلس» و7٪ «إنستجرام».
جوجل الأولى
● وطبقًا لأولويات الاهتمام.. كيف يكون الترتيب؟
أولاً: البحث عن «جوجل» فى السياسة وكرة القدم ثم الفن.
ثانياً: استخدام الفيس بوك فى الأخبار السياسية وتصفح الجرائد.
ثالثاً: الترفيه بكل أنواعه.
شفافية الدولة
● فيما تتمثل فوضى الإنترنت؟
- «النت» أداة من أدوات العولمة منذ بداية القرن ال20 وحتى الآن، والعولمة تعنى اللامركزية ومن ضمنها مصر تعانى مشاكل كثيرة نتيجة اختلاف وتضارب الأخبار من شخص لآخر ومن مكان لآخر ومن موقع لآخر ومن هنا تأتى الفوضى عكس الدول الأكثر مركزية والتى يكون فيها اتخاذ القرار صادرًا من مكان واحد فقط والقضاء على فوضى النت يحتاج إلى الشفافية.. وتتمثل فى عدم ترك الدولة للفوضى تجتاح شبكات الإنترنت، وعليها أن ترد على المعلومات الصحيحة وتصحح المعلومات المغلوطة والتى سرعان ما تتناقلها الصحافة والإعلام.
أيضًا تطبيق الفكرة المدعومة من قبل الأمم المتحدة «منظمة اليونسكو» بنشر ما يسمى «الحكومات مفتوحة» بمعنى أن تكون هناك شفافية وحرية وتداول معلومات. والرئيس السابق حسنى مبارك ورئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف هما المسئولان عن دخول «النت» مصر وفى ذات الوقت هم أكثر من عانوا منه، فالدولة التى تسمح بدخول التكنولوجيا واللامركزية عليها أن تتسم بالشفافية أو تغلق وتحجب التكنولوجيا.
مفاجأة
● مَن أول من استخدم النت فى مصر؟
- الإرهابيون أول من استخدم «النت» فأول وأقدم موقع فى مصر كان موقع الجماعة الإسلامية عام 1996، وكانت تكلفة الساعة 30 جنيهًا وقتها، وهذا الموقع لم يتذكره أحد.
من أشهر الإرهابيين الذين استخدموا «النت» فى «الجهاد»، كما يسمونه، «أنور العولقى» وهو يمنى الجنسية ودرس فى أمريكا، ثم انضم لتنظيم القاعدة وبدأت المواقع فى تنظيم القاعدة وأفغانستان.. وسرعان ما تطور فكر الإرهابيين فى تصنيع المتفجرات وبث الفيديوهات وإصدار الكتيبات.
● هل هناك مواقع مخترقة فى مصر؟
- بالتأكيد.. كل المواقع مخترقة، فمنذ ظهور «النت» هناك تعاون مباشر بين شركات التكنولوجيا والاستخبارات الأمريكية CIA، فجميع الشركات الناشئة أو الصغيرة تدعمها CIA، فمنها شركة «إنكيوتل» التى تعتبر وجهة تجارية لCIA. وكل المعلومات التفصيلية لديها، وهذا ما كشفه «أدور دسنوتن» عندما سرب تقارير وكالة الأمن القومى الأمريكية.
أيضًا «الفيس بوك» عندما بدأ كان تحت سيطرة الاستخبارات الأمريكية وما زالت العلاقة قائمة حتى الآن، فالرئيس الأمريكى «أوباما» عقد مؤخرًا اجتماعًا مع شركات التكنولوجيا.
الوقوع فى الفخ
● إذن.. مواقع المسابقات والاختبارات التى انتشرت مؤخرًا على «الفيس بوك» تعتبر أدوات تجسس؟!
- بكل تأكيد، فالاختبارات والمسابقات و«التسالى» حتى إن كانت بسيطة مثل أكثر الناس قربًا لك جميعها مواقع تجمع أكبر قدر من معلومات عن كل شخص فى مصر، تعرف توجهاتك وأكثر الأماكن التى تتردد عليها وأقرب الأصدقاء لنا، وقد تكون جهات استخباراتية معلومة أو غير معلومة سواء دول أو جماعات متطرفة، مثل داعش وجبهة النصرة، أيضًا شبكة «رصد» التى تصدر مواقع «سنين» و«أذكار».
ولا يوجد شىء مجانى على «النت»، فما يقدم للأمن تسلية مجانية يحصل على أضعاف من المعلومات عنك وبكل سهولة.
● وكيف نحمى حسابنا الشخصى من الاختراق؟
- يجب أن نفرق بين الحساب الخاص على موقع «الفيس» والموقع على «النت». يوجد فى «الفيس» إعدادات للخصوصية والحماية يجب على كل شخص أن يدخل عليها ويختار ربط الحساب برقم الموبايل، فهى الحالة الوحيدة التى يصعب من خلالها اختراق الحساب.
أما فى حالة تنزيل تطبيق على الموبايل يجب أن نفرق بين العامة والأصدقاء، فكثير منا لم يع هذا الأمر وتظهر جميع منشوراته الشخصية ومنهم من يعمل فى أجهزة سيادية أو أماكن حساسة مثل وزارة الداخلية، ف99٪ من البرامج تجمع بيانات ومعلومات عن الأشخاص وقادرة على نشر منشورات على حسابك الخاص دون أن تعرف.
أطفالنا.. والمواقع الإباحية
● وكيف نحمى أطفالنا من المواقع الإباحية؟
- يجب أن يكون هناك نوع من أنواع التوعية، من الأهل والمدرسة، فعلى الوالدين مراقبة أطفالهم لاستخدام الألعاب والمواقع، وهل هى تناسب أعمارهم أم لا؟ وهناك برامج تقوم بحجب المواقع التى يفتحها الطفل بمزاجه أو رغمًا عنه.. وهناك حجب للمواقع الإباحية على «الراوتر» نفسه أو الاتصال بالشركة لحجبه من «الراوتر».
ولا يجب إنشاء حساب على «الفيس بوك» لأقل من 13 عاماً، فهذا شرط من شروط «الفيس بوك»، ولكن للأسف كثير من الأهالى يقومون بعمل حساب للأطفال من 6 إلى 12 عامًا دون وعى أو إرشاد.
حجب الفيس فى مصر
● ولماذا يطالب البعض بغلق الإنترنت؟
- لا يوجد ما يسمى بغلق الإنترنت فى القرن 21، لأنه أداة ساعدت على تطوير البشرية.. نعم لها سلبيات ولكنها طورت البشرية. ولا يمكن أن ننعزل عن العالم.
ولكن هناك ما يسمى بحجب المواقع، مثل «الفيس» و«اليوتيوب»، ولكنها أيضًا مشكلة لأنه فى النهاية كلها خدمات متعلقة ببعضها، ولا يمكننا حجب كل خدمات «جوجل» لأنها تحتاج لتكاليف باهظة، والحجب نفسه عملية غير فعالة، لوجود مواقع كثيرة جدًا مجانية، ويمكن تحميل ما نحجبه بكل سهولة ويسر.
● إذن.. ما الحل؟
- التوعية هى الحل الوحيد، فيجب على الدولة إعداد وتدريب المواطنين على استخدام «الميديا» الحديثة، والوعى يبدأ بمن يمتلكون جهاز التليفزيون إلى جميع أنواع «السوشيال ميديا».
كما يجب تدريس التوعية باستخدام وسائل التكنولوجيا فى المناهج الدراسية، وكيفية التعامل مع «الفيس بوك»، وكيفية الحصول على معلومة، فمثلًا تم نشر صور عن قتلى فى حلب السورية، وتبين فيما بعد أنها صور وأخبار منذ عام 2012، فإعداد الكوادر يجب أن يبدأ من المدارس الابتدائية حتى الجامعة.
الصين وكوريا الشمالية
● سمعنا عن دول قامت بحجب «الفيس بوك»، مثل الصين وكوريا الشمالية.. ما مدى صحة ذلك؟
- الدول التى تحجب «الفيس» تتصف بالغباء، فالصين عندما قررت حجب «الفيس بوك»، تفاقمت مشكلة بينها وبين «جوجل»، والصين لديها بدائل أخرى وشبكات أخرى خاصة بهم، والصين مؤمنة بأن اقتصاديات الدول الآن معتمدة على المعلومات أكثر من البترول.. وعندما تحصل دول على معلومات من خلال «الفيس» فهى تفسح لهم مجالًا بأن تعطيهم جزءًا من اقتصاد الصين، وهو تفكير برجماتى قائم على ضمان مصالحهم بشتى الطرق.
أما كوريا الشمالية، فهى حالة خاصة، ف«النت» موجود فى بعض الأماكن لا يجيش وبعض مؤسسات الدولة وسرعاته بطيئة جداً، مما يضطر المواطن للعزوف عن استخدامه، وهو ما تريده الدولة.
المشاكل العاطفية والنفسية.. أولى بوادر الإدمان
السؤال الذى يطرح نفسه هو: لماذا وقع هؤلاء المدمنون على الإنترنت فى الفوضى والاضطراب عن طريق استخدام نفس التكنولوجيا التى استطاع غيرهم الاستفادة منها فى حياتهم بشكل متوازن ودون إدمان؟ والسؤال الثانى من الذى يصبح مدمنًا اليوم؟ والسؤال الثالث من الأكثر تعرضًا لخطر الوقوع فى الإدمان غداً؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة سوف تتضح من خلال الدراسة الميدانية التى بينت أن المدمنين على الإنترنت يتمتعون بواحدة أو أكثر من الفرضيات الآتية:
- يعانى العديد من المدمنين على الإنترنت من مشاكل عاطفية أو نفسية حادة قبل البدء بالدخول إلى عالم الإنترنت.
- العديد من المدمنين على الإنترنت لهم تجارب سابقة فى الإدمان على الكحول أو غيره.
- رغم التقارير التى تشير لإدمان ربات البيوت اللواتى يشعرن بالملل، فإن الشاب الخبير بالكمبيوتر، خصوصًا المراهقين وطلاب الجامعات هم النموذج الأكثر احتمالًا للإدمان على الإنترنت، والتعلق بغرفة المحادثة، والألعاب الجماعية.
وعندما يقع هؤلاء فى الإدمان ويبقون مستيقظين طوال الليل على الخط المباشر يفقدون النوم ويفشلون فى الدراسة وينسحبون من بيئتهم الاجتماعية ويكذبون على آبائهم.
- ينتحل العديد من مدمنى الإنترنت شخصيات وأسماء جديدة على الخط المباشر تختلف عن شخصياتهم وأسمائهم المعروفين بها.
- الأشخاص الانطوائيون هم الذين يدمنون على التطبيقات الجماعية على الإنترنت عندما تتم مواجهة مدمنى الإنترنت بسلوكهم الإدمانى، يعترف بعضهم بوجود مشكلة ويحاول القيام بشىء حيال ذلك، لكنهم لا يتعافون منه إلا عند معالجتهم بصورة علمية صحيحة إلا ما ندر، كما أن بعضهم يكابر ويقول إن كل الناس تستخدم الإنترنت واستعماله ليس فيه نقيصة ولا مضرة مثل استعمال المخدرات وتعاطيها أو إدمان الكحول، كما يقولون ليس هناك من يدمن على استعمال آلة، وبعضهم يصف تصرفه بأنه هواية.
● وهنا يبرز سؤال آخر هو: «كيف نستطيع معرفة ما إذا كنت مدمنًا على الإنترنت أو متجهًا نحو الوقوع فى تلك المشكلة»؟
- بالطبع يختلف الأمر من شخص إلى آخر كما أنه لا يتعلق بالوقت المقضى على الخط المباشر فقط.. بل يتعلق بمقدار الضرر الذى تلحقه الإنترنت بحياة المستخدم، ولذلك فإن المستخدم عليه الوقوف عند تلك الأضرار والمشاكل وتقييم نفسه إزاءها. وهذا التقييم للنفس سيضع المرء ضمن إحدى ثلاث فئات وهى إما أن يكون مسيطرًا على استخدام الإنترنت، ولا يسبب له ضرراً وهذا يدل على أن استخدامه للإنترنت استخدام جيد وسوى. أو يجد أن تصفح مواقع الإنترنت يسبب له مشاكل متكررة، لكن يمكنه حلها والتغلب عليها وهذه الحالة إن لم تحل، فإنها تؤدى إلى مرحلة الإدمان.
أما إذا كان استخدامه للإنترنت مزمنًا ويسبب له مشاكل كبيرة فى حياته، فعليه مواجهتها فورًا، لأن الاستمرار عليها دليل على الإدمان المزمن.
والجانب المظلم من فضاء الإنترنت يظهر على نساء أو رجال أو أطفال، وشباب، وشابات، دخلوا إلى العالم السلفى من خلال «الخط المباشر»، وهذا العالم يتكون من غرفة محادثة لا تتوقف أبدًا وألعاب مكونة من حصون وسراديب مليئة بالوحوش والمسوخ وحيوانات التنين. ونشرات لأسماء إلكترونية يزيد عددها على عدد الأسماء الموجودة فى دليل الهاتف لمدينة صغيرة وهذا كله يجعل المدمنين على الإنترنت منهمكين فى تجربة تختلف تمامًا عن التجربة التى يمارسها الباحثون عن المعرفة والباحثون عن المعلومات المفيدة.
وأثبتت الدراسات أن للإنترنت بعدًا نفسيًا أعمق، وأبعد أثرًا من وسائل الإعلام الأخرى.. فبدلًا من أن تصبح تكنولوجيا الإنترنت هى المنقذ فى هذا الزمان سريع التغير نجد أن الإدمان على الإنترنت أصبح من مرضى العصر متجاوزًا بذلك بعض أنواع الإدمان الأخرى مثل الإدمان على الكحول والإدمان على المخدرات، لذلك فهو مرض عصرى خطير.
ولا بد أن يدرك أرباب العمل أهمية تحديد وقت محدد لاستخدام الإنترنت ومراقبة استخدامه من قبل موظفيهم، وذلك بهدف ضمان الاستخدام الأمثل للإنترنت فى مكان العمل، وبالتالى ضمان الجودة والإنتاجية وزيادة الثقة بالمؤسسة.. ولذلك فإن مديرى الموارد البشرية لا بد أن ينتبهوا لضرورة سؤال الموظفين الذين يظهرون ارتفاعًا مفاجئًا فى مستوى التعب أو التغيب عن العمل عما إذا كان لديهم جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت فى المنزل وفيما إذا كانوا يظلون مستيقظين إلى وقت متأخر من الليل بسبب استخدام الإنترنت.
ولا بد من أن ينتبه المروجون لاستخدام الإنترنت، وكذلك السياسيون والتربويون الذين يشجعون على زيادة مستوى استخدام الإنترنت، إلى الطبيعة الإدمانية، المحتملة لهذه التكنولوجيا الثورية.. لذلك لا بد من رفع الوعى بالتطبيقات العديدة للإنترنت وكيفية استخدامها، وهذا سوف يساعد المستخدم على معرفة الصورة الواضحة والمتوازنة لمميزات وعيوب الشبكة البينية «الإنترنت».
ولا بد لوسائل الإعلام بجميع عناصرها من لعب دور هام فى التوعية والحفاظ على توازن تدفق الأخبار المتعلقة بعجائب هذه الدمية الجديدة، مع التذكير من حين إلى آخر بالجوانب المحتملة لها.
أما بالنسبة لأولئك الذين لم ينضموا بعد إلى جيل الإنترنت، فمن المحتمل أنهم سمعوا بأن الإنترنت سيصبح جزءًا روتينيًا من حياتهم اليومية، مثل ما هو حاصل مع التلفاز، وحيث إن ذلك على وشك الحدوث، فإن الوقت قد حان لهم لكى يتعلموا استخدام الإنترنت مع فهم وإدراك مسبق لما يمكن أن يصاحبهم على «الخط المباشر» حتى يمكنهم التحصن مقدمًا ضد مشاكل الإنترنت من خلال معرفة إشارات الخطر التى يمكن أن تودى إلى الإفراط فى استخدامه.. لذلك فالناس على مفترق طرق بين حسن استخدام الإنترنت أو إساءة استعماله، ويلعب المدرسون والمرشدون النفسيون والمثقفون الواعون والوالدان المدركان للمشكلة دورًا رئيسيًا فى تنبيه الطلاب وآبائهم لأبعاد المشكلة وإرشادهم إلى الطريقة المثلى للتعامل معها.
وعلى أية حال نحن لا نعتبر الإنترنت وحشًا شريرًا يمكن أن يدمر كل من يستخدمه، ولسنا ندعو بأى حال من الأحوال للتخلص منه أو بإيقاف تطويره إلا أننا أحذر من سوء استخدام هذه التقنية الحديثة، خصوصًا أننا ما زلنا فى مرحلة مبكرة من انتشار واستخدام الإنترنت وهذا يجعلنا نستطيع رؤية وفهم الصورة الكلية، خصوصًا مع تزامن ذلك مع الدعوة الجارفة التى تحثنا على الترحيب بهذه الأداة العصرية المبتكرة التى ستحسن من الأوضاع الحياتية للناس وتقلل من معاناتهم.
والشباب يؤكدون مفتاح صبرنا على العيشة السوداء والحياة والضنك
الحياة من غير الإنترنت ليس لها طعم.. فهو الذى يصبرنا على مرارة العيشة والحياة الضنك.. هكذا يبرر الشباب سبب إدمانهم للإنترنت، مشيرين إلى أنه أصبح وسيلة مهمة للتواصل مع الأصدقاء وأيضًا سماع الأغانى الشعبية والمنوعات، ولكن المسألة من وجهة نظر الشابين على الدرينى والشناوى سامى مختلفة، فالإنترنت فى نظرهما يعد أخطر تكنولوجيا حديثة فى هذا العصر على عقول الشباب، إذا تم استخدامها دون وعى مؤكدين أن استخدامهم للإنترنت يقتصر على متابعة الأخبار وسماع المسلسلات القديمة والتواصل الاجتماعى عبر «تويتر» و«فيس بوك»، وهذا فقط مع الأهل والأصدقاء والمقربين.
وأشار الشاب سامى عبدالفتاح إلى أن النت ضعيف دائمًا ونادرًا ما يتابع فقط الأخبار عبر مواقع الأخبار المختلفة ذلك بالإضافة إلى التواصل مع الأصدقاء عبر تطبيق «فيس بوك».
ووصف الشاب أحمد ماهر: هيبة الإنترنت بأنه كالماء والهواء، وهو الذى يسهل عليه عملية البحث عن الكتب والمراجع، خاصة بدراسات الحاسب الآلى، حيث إنه طالب بكلية الحاسبات والمعلومات، لافتًا إلى أنه فى أوقات الفراغ يستمع لأغانى عبدالحليم وفريد الأطرش ويشاهد بين القصرين والسكرية لنجيب محفوظ وأفلام إسماعيل ياسين، أيضًا التواصل نادرًا عبر تطبيق «تويتر» أو «فيس بوك».
وأكد الشيخ سيد حمد شرف الدين، إمام وخطيب بالأوقاف، أن استخدامه للإنترنت فى حدود التواصل الاجتماعى عبر فيس بوك والتصفح للمعرفة والاطلاع على أمور الحياة السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية.
وقال محمد حسانين عمار - شاب - إن الإنترنت أفضل من التليفزيون إذ يشاهد عليه كافة ما يريد من برامج ومسلسلات ويتابع من خلاله «ماتشات» كرة القدم الحديثة والقديمة.
وأكد الشاب عبدالرحمن وحيد غانم أن الإنترنت بالنسبة له عبارة عن صندوق الدنيا يتابع عليه ما يريد من ألعاب وأغان ويتواصل من خلال «فيس بوك» مع الأصدقاء، مشيرًا إلى أن والده لا يسمح له باستخدام الإنترنت فى أيام الدراسة.. بل فى الإجازات والمناسبات فقط.
واتفق فى الرأى كل من حمدى أحمد السيد وأحمد محمد حماية وأحمد إبراهيم سالم، موضحين أن استخدامهم للإنترنت يقتصر على التواصل مع الأصدقاء على «فيس بوك» وممارسة الألعاب فقط، بدلاً من الجلوس على المقاهى.
وأدوا أن إدمانهم لاستخدام الإنترنت أفضل بكثير من إدمان المخدرات والاختلاط بأقران السوء والجماعات المتطرفة.
وقال الشاب سامح غانم إن الشباب يستخدمون الإنترنت أسوأ استخدام والقليل الذى يستخدمه بحثًا عن المعلومة المفيدة للعمل أو الدراسة وطالب بضرورة فرض رقابة على الإنترنت، خاصة برامج التواصل الاجتماعى، مشيرًا إلى أنه يستخدم الإنترنت للاستفادة فى مجال العمل ومتابعة الأخبار والتواصل الاجتماعى عبر تطبيق «فيس بوك» مع الأهل والأصدقاء.
وشدد «سامح» على ضرورة تقنين الاستخدام للإنترنت فى كافة برامج التواصل الاجتماعى، مشيرًا إلى جهود الجهات الأمنية للمعلومات مع مراعاة وضرورة تكثيف هذه الجهود.
وأكد إسلام فارس ومحمد رضا وأحمد عاطف أن الإنترنت بالنسبة لهم يمثل العالم الآخر للاطلاع على مجريات الحياة من متابعة أخبار محلية وعالمية والتواصل مع العالم من خلال فيس بوك.
وأضاف محمد مصطفى أن استخدامه للإنترنت يقتصر على مشاهدة المسرحيات وقراءة الدراسات والأبحاث النقدية فقط.
وقالت مديحة عبدالعزيز إن استخدامها للإنترنت عبارة عن تصفح لأحدث موديلات أزياء الموضة والفاشون فقط.
وتشير علياء محمد إنها تستخدم «فيس بوك» لقراءة القصص الأدبية ودواوين الشعر والمدونات وكل ما يتعلق بغذاء العقل من قراءة واطلاع وسماع لموسيقى الكلاسيك.. والإبحار فى عالم الفضاء.
وأكدت يسرا عبدالصمد أن التكنولوجيا الحديثة أحدثت طفرة فى شتى مجالات الحياة، لافتة إلى أن استخدامها للإنترنت يقتصر على برنامج التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وتصفح الأخبار ومتابعة مجريات الحياة.
واستوقفنا أسامة علام -جزار- قائلاً: يجب الإنترنت عشان بحب أشوف الدنيا فيها إيه بلاقى هم ونكد وحزن ودمار فى كل بلد لكن يلاقى كمان ناس هايصة وناس لايصة، مشيرًا إلى أن الإنترنت دمر عقول الشباب الذين يستخدمونه استخداماً سيئاً، فالشباب صغاراً وكباراً أصبحوا مدمنين لاستخدام الإنترنت ليل نهار.
إدمان الشبكة العنكبوتية يهدد الشباب والاقتصاد
للإنترنت فوائد لا تحصى ولا تعد لمن يستخدم عقله وليس عاطفته عند استعمالها، إلا أن شبح إدمانها له عواقب وخيمة إذا بقى دون تحقيق ودراسة واهتمام من قبل المختصين الذين عليهم واجب توعية الآخرين بهذا الخطر الداهم، الذى ينتشر بصمت ويتفشى فى بيوتنا، ومدارسنا، وجامعاتنا، ومكاتبنا، إن لم نضع الضوابط ونعزز المراقبة ونزيد التوعية التى تحد من تفاقم مشاكله، ومن هذا الاختراق لأدق خصوصياتنا وأسرارنا، بل وخطط حكومتنا.
كل المؤشرات تؤكد أن شباب ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو يتعرض لعمليات استقطاب حادة عبر الإنترنت، ولذا عليه الحذر وأن يقف وبقوة مع دولته المصرية ومع وطنه العربى الذى يتعرض الآن لحالة من التفتيت المتعمد من بعض الدول بمساعدة بعض العقول الهدامة داخل الوطن وخارجه.
ولا يختلف اثنان على أن الإنترنت بات يلعب دوراً بارزاً فى حياتنا اليومية وعبر صفحاتها ومواقعها التى لا تعد ولا تحصى تتلقى تدفقات إعلامية هائلة معظمها غير طبيعى مشبوه موجه لخدمة أغراض خاصة تستهدف الأشخاص والحكومات والدول.
والإنترنت مثله مثل أى اختراع آخر لابد من وجود بعض الجوانب المظلمة فى استخداماته، وأشد هذه الجوانب المظلمة إدمان الإنترنت بطريقة صارت تهدد الشباب بطردهم من العمل وأصبحت عبئاً سلبياً على الاقتصاد بما تجلبه من أخطاء عندما يتم اختراقها من المنظمات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة.
لقد أصبح استخدام الإنترنت فى مصر مشكلة حقيقية ومرضاً جديداً من أمراض العصر، إلا أننا يجب أن نشير إلى أنه ليس كل من استخدم الإنترنت يدمنه، ذلك أن هناك ملايين الأشخاص يستخدمون الإنترنت فى المدارس والعمل، والمنازل أو مراكز الأبحاث وفى البنوك والشركات وفى فعاليات حياتية متعددة، فهم يقومون بإرسال رسائل البريد الإلكترونى وإجراء الأبحاث الأكاديمية والبحث عن الأفكار التجارية والاطلاع على آخر الأخبار أو حتى الاستمتاع بالأشكال والصور الملونة من جميع أنحاء العالم أو تصفح الصحف المحلية أو العالمية أو الدخول إلى المكتبات ودور النشر للاطلاع على كل جديد.
وهؤلاء عقلاء يستخدمون الإنترنت فيما أوجدت من أجله، وهؤلاء لا يسهرون الليل من غير فائدة ولا يمضون وقتهم يذبحون الوحوش فى الألعاب الموجودة على الإنترنت.
كما أن علاقاتهم العائلية، والأسرية، والاجتماعية، والعملية تسير على خير ما يرام، فمازالوا يقومون بواجباتهم ويقرأون الكتب ويزورون الأقارب والأصدقاء كما أنهم يمارسون الرياضة والسفر، والتسوق، أى أنهم قادرون على الخروج من بوتقة الإنترنت حالما يأتى موعد النوم أو العمل أو أى مسئولية مهمة أخرى.
وعلى النقيض من ذلك فإن أعداد مستخدمى الإنترنت الذين وصلوا إلى درجة الإدمان فى تزايد مستمر، وهؤلاء هم الذين طرأت تغيرات مؤلمة على حياتهم أو حياة الأشخاص المقربين منهم بسبب إدمانهم استخدام الإنترنت، والمدمن على استخدام الإنترنت لم يعد ينظر إلى الإنترنت على أنها أداة تكنولوجية بل أصبحت بالنسبة له فتنة تكنولوجية، لذلك لابد من التوقف وإمعان النظر فى الدمار الذى يسببه الإدمان على الإنترنت الذى يتمثل بعض منه فى فقدان العمل، والطرد من المدرسة أو الجامعة، وانهيار المراهقين، والمشاكل العائلية، والتحرش بالأطفال، والعنف العائلى، والديون المتراكمة، والثقة المنهارة، ناهيك عن تعود الكذب، وإخفاء الحقائق، والتلون وعدم المصداقية، وغيرها من المشاكل.
ورغم أن هذه الأمثلة تمثل نسبة صغيرة إذا ما قورنت بأعداد المستخدمين المستقيمين للإنترنت، إلا أن الخبراء يحذرون من الانحدار داخل ذلك الثقب الأسود، لأن الدخول إليه يتم بصورة تدريجية وانسيابية تبدأ بحب الاستطلاع وتنتهى بالإدمان إذا تمت دون مراقبة وتوعية.
ورغم هذه المخاطر إلا أن الإنترنت تعتبر أداة تعليمية وبحثية يستفيد منها الصغار والكبار، بصورة سريعة، لدرجة أن معظم الآباء لا يعلمون ما الذى يتوجب عليهم فعله، إزاء ذلك كله، ونتيجة جهل بعض الآباء أو عدم قدرتهم على متابعة جميع المعلومات الجديدة والمستجدة والمتضاربة عن حقيقة الإنترنت، وكيفية عملها وما هى الأشياء التى يستطيع الآباء فعلها أو لا يستطيعون فعلها لأبنائهم.
وينزع معظم الآباء للتغلب على هذه الحيرة بإحدى طريقتين.. الأولى وهى الأكثر انتشاراً هى التجاهل والسبب أن الأب يحدث نفسه قائلاً: «إن الجميع يدعو ويحث على أن يتعلم الأطفال استخدام الإنترنت كجزء من التكنولوجيا الحديثة، فهى موجودة فى المدارس وفى أماكن العمل، وكثير من المنازل، لذا علىّ ألا أمنع أبنائى من استخدامه أسوة بغيرهم من الأطفال».
أما الطريقة الثانية فهى أن بعض الآباء يمنع أبناءه من استخدام الإنترنت جملة وتفصيلاً.
وعلى أية حال فإن جهل الأبوين بالحاسب الآلى وعدم القدرة على تشغيل جهاز الكمبيوتر بأنفسهم يجعلهم أكثر جهلاً بكيفية عمل الإنترنت، وكيفية تكيف وتعامل أبنائهم معها.
كما أن كثيراً من الآباء يعتقد أن استخدام أبنائهم لإنترنت بالتأكيد أفضل من إضاعة وقتهم فى مشاهدة التلفاز، وذلك لأن الإنترنت يفترض بها أن تكون وسيلة تعليمية، لذا لا يتدخل الآباء أبداً ولا يوجهون لأبنائهم الكثير من الأسئلة المفترضة، والسبب أن فاقد الشىء لا يعطيه، ليس هذا فحسب، بل إنهم لا يراقبون وقت استخدام الإنترنت ولا فيما يستخدم، وهم سعداء بأن أبناءهم يعرفون بالإنترنت أكثر مما يعرفون هم.
أما النوع الآخر من الآباء وهم الذين يمنعون أبناءهم من استخدام الإنترنت داخل المنزل منعاً تاماً، تحسباً وخوفاً من ذلك «الوحش» الجديد الذى يهدد سلامة أطفالهم، وهذا الخوف ناجم عما سمعوه حول المشاكل التى يمكن أن تسببها الإنترنت للأطفال التى تتناقلها وسائل الإعلام وما يدور حولها من قصص الإدمان المثيرة على الإنترنت.
المتخصصون يحذرون: مقدرات الدولة والشعب «ليست لعبة»
حذر متخصصون من أن الإفراط فى استخدام التكنولوجيا، يدمر الدولة، مضيفين أن مقدرات الدولة والشعب «ليست لعبة».
قال الدكتور شريف الجيار إنه يجب التعامل بحسم مع قضية الاختراق التكنولوجى من خلال القانون الواضح والصارم لأن مقدرات الدولة ومقدرات الشعوب ليست لعبة، خاصة فى هذه اللحظة التاريخية التى تعيشها مصر ويعيشها عالمنا العربى.
ويطمح "الجيار" فى إقامة مؤتمرات وندوات ولقاءات مباشرة مع الشباب والفئات البسيطة من أهالينا فى المحافظات المختلفة فى مصر والعالم العربى، حتى نناقشهم فيما يحدث الآن من هذه العمليات الاختراقية، وأن تفتح معهم المشكلات وبالتالى يستوعبون ما يحدث عبر هذه الآليات التكنولوجية التى خلقت كى تفيد الإنسان ولكنها الآن تستخدم شكل شيطاني وإرهابي يهدد الأمن والسلم المصرى والعربى، وأشار الجيار إلى يقظة رجال الأمن فى مصر والعالم العربى التى أحبطت العديد من هذه المحاولات التى تقف بالمرصاد لمثل هذه المخططات التى تستعين بالعديد من العناصر الداخلية وسينتصر الحق وتنتصر مصر والعالم العربى حتى ولو بعد حين.
ولمواجهة مثل هذه الاختراقات التى تهدد الأمن القومى العربى وليس المصرى فقط.. قال «الجيار» ينبغى أن يستيقظ شباب الأمة العربية لما يحاك لهذه المنطقة المهمة فى العالم، وأن يتحدث المتخصصون فى لقاءات مفتوحة مع شباب مصر والعالم العربى عن هذا المخطط بوضوح حتى ننقذ بعض شبابنا الممكن أن يتعاطفوا مع هذه الحركات الإرهابية، أو الذين لديهم حب الفضول فى المعرفة داخل هذه الجماعات الإرهابية ثم يستقطبون إلى ذلك.
ويؤكد «الجيار» أن الخطاب المباشر مع الشباب والإعلام عليه دور كبير فى توضيح حقيقة هذه المؤامرة على صفحات العالم الافتراضى فيس بوك، والإنترنت بكل برامجه، لأن المسألة ليست بالسهولة، وأيضاً علينا أن نحصن الشباب من خلال النقاش والحوار الراقى معهم عن قضايا الوطن وعن المؤامرات التى تحاك بشكل واضح الآن للوطن العربى ككل، كل هذا يضع الصورة بوضوح أمام الشباب، وبالتالى يستوعب الشباب مسئوليتهم تجاه هذا الوطن الذي نعيش فيه، وبالتالى يساهمون مع الدولة المصرية، ومع وطنهم العربى فى التصدى لهذه الحملات المغرضة والمخططات الشيطانية لهدم استقرار مصر، وعليهم أيضاً أن يستوعبوا الأهمية القصوى لاستقرار الدولة المصرية ليس لمصر فقط، لكن للمنطقة العربية وأفريقيا، وبالتالى أن نحاور هؤلاء الشباب فى كل مكان.
وأشار «الجيار» إلى أن وزارة الثقافة عليها دور كبير خاصة الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة والمؤسسات الثقافية المصرية والجمعيات الأهلية الخاصة بالثقافة، وعلى كل مثقف أن يتخلى عن ذاته وشخصيته وأن ينزل إلى الشارع المصرى فى النجوع والقرى وفى كل مكان حتى يحاور الناس ويقول كلمته الحقة وكيفية حماية هذا الوطن من هذه المخططات، لأن الثقافة لا تعنى الكتاب فقط فالثقافة تعنى الحوار المباشر مع الشباب ومع أهالينا فى المحافظات المختلفة.
وطالب "الجيار" بأن تكون وزارة الثقافة هى وزارة الشارع وليست وزارة المكاتب، لذا يجب علينا جميعاً أن نتحمل المسئولية فى هذه اللحظة الدقيقة من عمر الوطن ككل للقضاء على المؤامرات التى تريد هدم استقرار الوطن، إذن يجب على الشباب أن يكونوا يقظين لما يحاك لنا، وعليهم أن يستوعبوا هذه اللحظة الدقيقة، وعلى كل فئات الشعب المصرى أن تساند الدولة المصرية الآن، أيضاً على كل شعوب المنطقة العربية واجب مهم فى مساندة الوطن العربى والأوطان العربية لأننا جميعاً معرضون للخطر إذا لم نتوحد.
وقالت الدكتورة هدى عبدالمنعم زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى والعسكرى، إن كل الوسائل التى يستخدمها الإنسان يمكن أن يستخدمها فى الشر والخير، والفرق هنا هو التوجهات التى تحرك فى الناس دوافعهم نحو الاستخدام والشعور بالفراغ والرغبة فى الاستكشاف مما جعل مجموعة كثيرة من الناس تقع فى مطب استخدام هذه الأدوات التكنولوجية للتسلية والبعض الآخر يستخدمها لنشر الشائعات والأفكار المغرضة، والمجتمع لم يتأثر بشكل كبير، ونحن نقول تأثر لأننا الذين نتعامل بشكل كبير مع هذه الأدوات، لكن معظم المجتمع لم يتأثر إذ لا تزال نسبة كبيرة منه لا تستخدم هذه الأشياء.
وتؤكد "هدى" ضرورة نشر حالة من الوعى بين الناس والشباب بأن ندفعهم نحو استخدام هذه الأدوات باعتبار أنها تقدم اجتماعى وتطور، وفى الوقت نفسه برامج الإعلام تحاول أن تنبه إلى أن هذه الأدوات يمكن أن تقود إلى أشياء شريرة سواء بحسن نية أو سوء نية.
وتشير هدى إلى أن العمال والفلاحين لا ينشغلون بهذه الوسائل التكنولوجية نظراً لاندماجهم فى العمل، إذاً هناك فئة معينة فقط هى التى تستخدم التكنولوجيا بشكل سيئ وليس كل الشعب، لأن الأمية والانشغال بلقمة العيش يمنع هذه الفيروسات، لذا لابد من ملء الفراغ لدى الشباب بالأفكار العظيمة والوعى الكبير.
وأوضحت هدى أن الإعلام هو صانع الكارثة الكبرى فى مصر، لذا لابد أن تسود المجتمع روح واحدة هى روح إنقاذ الجماعة والتقدم بها، فلا نريد روح الأنانية التى تسود بعض الفئات الاجتماعية.
وقال الخبير الاقتصادى الدكتور فخرى الفقى إن منظومة الاتصال الحديثة إذا أحسن استخدامها تختصر الوقت وتقلل من تكلفة الوقت وتفاعل الأفكار وتوليد أفكار جديدة، والتكنولوجيا الحديثة بشكل عام تجعل الفرد أكثر فاعلية وابتكاراً، وبالتالى هذا يساعد الاقتصاد بما به من استثمارات بتطبيق هذه الأفكار الجديدة من الإبداع والابتكار التكنولوجى، لأن التكنولوجيا هى قدرة العقل البشرى على توليد أفكار جديدة وتطوير أفكار موجودة بالفعل، ومنظومة الأفكار والتكنولوجيا الحديثة تعمل على تلقيح الأفكار لإيجاد أفكار مبتكرة، وهذا لم يكن قابلاً للتطبيق إلا إذا كان هناك ما يؤتى ثمارها من استثمارات ضخمة فى البحث والتطوير والابتكار.
ويذكر "فخرى" أن الدستور يهتم بالبحث والتطوير والابتكار وتلاقى الأفكار، وهذا لم يتم إلا بتواجد التكنولوجيا والمعلومات والمعرفة الحديثة.
وأوضح "فخرى" أن ميزات وسائل الاتصال الحديثة هى «اختصار الوقت» وبهذا تزداد إنتاجية الفرد، بينما إهدار الوقت يعنى تكلفة عالية.
إذاً المورد الحقيقى للفرد هو الوقت والفلوس والدخل ليس المورد الحقيقى للفرد، حقاً أهم مورد فى الحياة هو الوقت، إذاً قضية الوقت هى المورد الحقيقى للبشر وعلينا أن نعلم جميعاً أن الوقت أهم مورد حقيقى منحه الله للبشر، وأيضاً وسائل الاتصال التى يمتلكها الفرد تقلل من المخاطر، لكن الشىء الذى يدعو إلى القلق من وسائل الاتصال الحديثة أنها يمكن أن تكون لها أبعاد مؤثرة على الأمن القومى من خلال التنصت على البيانات والمعلومات والتصوير والصور الفوتوغرافية فيما يضر الأمن القومى، أيضاً استخدامها فى حروب الجيل الرابع ونشر الشائعات والمعلومات المغلوطة الممنتجة وكل ذلك يستخدم فى تفتيت الشعوب والدول وهذا ما يحدث الآن من نشر الفوضى والتفجيرات وهذا أدى إلى إفشال كثير من الدول لكن مصر قوية بشع بواع ورئيس محب للبلد قولاً وفعلاً، وشعب مصر يحمل فى طياته ما يميزه عن باقى الشعوب الحديثة وقادر على معرفة ما يهدده وقادر على المواجهة والتصدى.
وأوضح "فخرى" أن سوء استخدام التكنولوجيا له بالفعل أبعاده الاقتصادية والسياسية التى تؤدى إلى إضعاف الاستثمار لوجود شعب فوضوى واقتصاد مهدد، لكن الشباب هو مستقبل الأمة.. لذا يجب توجيه الشباب للاستخدام الجيد الإيجابى من أجل النهوض بالوطن، وهذه هى مهمة الدولة من خلال التواصل المباشر مع الشباب وإيجاد فرص العمل وشغل أوقات فراغه لإبعاده عن تلك الأفكار المتطرفة.
وقال الخبير الأمنى اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاعات الأسبق: لا شك أن استخدام الأجهزة التكنولوجية ووسائل الاتصال الحديثة من السهل اختراقها لأنها غير مؤمنة فى المعلومات التى يتم تداولها وبالتالى هذه المعلومات معرضة للوقوع مع أى شخص ولابد أن يكون هناك جزء من السرية لهذه الأجهزة، حيث لا يسهل اختراقها، لذا لابد من تعديل الأجهزة باستمرار حتى لا يحدث اختراق من خلال إعداد ضوابط لكودات وشفرات تلك الأجهزة الخاضعة للجهات المعنية من أجل حماية أجهزة الوطن من الاختراق الداخلى والخارجى.
وقال الدكتور رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد، إن العالم أصبح مكشوفاً والكل يتحدث عن العولمة والعالم الواحد ووسائل الاتصال الحديثة حققت هذا وحقاً كل شىء له جوانب إيجابية وجوانب سلبية، فلا يجوز استخدام الجانب الإيجابى وترك الجانب السلبى، فهناك من يريد أن يثقف نفسه وهناك من يريد مشاهدة المواقع الإباحية وأفلام الجنس، أيضاً وسائل الاتصال الحديثة بها ما هو جيد من أخبار ومعلومات وما هو سيئ مثل كيف تصنع القنبلة وكيفية قتل ضابط الشرطة وقوائم بأسمائهم وكيفية التمكن من الوصول إليهم، ووسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة تلعب دوراً كبيراً جداً فى التواصل مع كل العالم.. ومصر ليس بها أمان ولا استقرار وهذا يؤدى إلى ضرب السياحة والاستثمار فى مصر كما يريدون، لكن علينا أن نعظم الجانب الإيجابى ولن نعطى الفرصة للآخرين وأن نقوم بكشف هؤلاء ونبين للعالم كله أن هؤلاء يستخدمون هذه الأدوات فى الإساءة لمصر بهدف ضرب الاستقرار والأمن والأمان والحضارة والسياحة والاستثمار.. إذن يجب تعظيم هذا الجانب الإيجابى من هذه التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.