ما زالت آثار استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس تهز العاصمة واشنطن وتضع مسئولي البنتاجون والمشرعين في حرج. رغم أن مغادرته لإدارة الرئيس دونالد ترامب كانت متوقعة علي نطاق واسع. بهذه الاستقالة ينضم ماتيس إلي سلسلة من الجنرالات العسكريين البارزين المغادرين للبيت الأبيض. تحديدا جنود مشاة البحرية الذين خدموا ¢بامتياز¢. خلال حربي أفغانستان والعراق. جاءت استقالة ماتيس لتسبب صدمة سياسية جديدة في المعسكر الجمهوري الذي بدأ بالفعل يتصدع, خاصة بعد تجديد اكثر من الحكومة الامريكية خلال اقل من عامين . رحل الكبار! هكذا وصفت صحيفة ¢الايكو¢ الفرنسية الوضع في الولاياتالمتحدةالامريكية, بعد استقالة ماتيس يكون اغلب معسكر الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد رحل, في حين كانوا هم من يمكنهم مسايرة اهواء الرئيس ترامب علي حد وصف الصحيفة. قبل جيمس ماتيس كان دونالد ترامب قد خسر أيضا الجنرال ماكماستر. مستشار الأمن القومي السابق. الذي قام بتنظيف البيت الأبيض من عدة مستشارين قوميين بقيادة ستيف بانون. الا انه وبعد خلافات مع الرئيس الامريكي فضل الاستقالة في ابريل الماضي. يذكر ان ماكماستر نفسه كان قد حل محل مايكل فلين. وهو جنرال سابق كان قد تورط في قضية التورط الروسي في الانتخابات الامريكية. أخيراً. أعلن الجنرال المتقاعد جون كيلي رئيس موظفي البيت الابيض. أنه سيتنحي في نهاية العام. وخلال الفترة التي قضاها في البيت الأبيض. كان عليه أن يواجه توترات مع الجناح اليميني للإدارة. وفرض ابنة ترامب وزوجها جاريد كوشنير سيطرتهم علي مجريات الامور في البيت الرئاسي الامريكي هذا بالاضافة الي تقلبات مزاج دونالد ترامب نفسه . استطردت الصحيفة الفرنسية قائلة ان كل هؤلاء كانوا بمثابة رمانة الميزان في الادارة الامريكية تماما مثل السيناتور الديمقراطي مارك ورنر الذي يعتبر اكثرهم اعتدالا ولديه القدرة علي احداث التوازن المطلوب في وجه نقص الخبرة الدبلوماسية للرئيس الامريكي دونالد ترامب. اما ماتيس فقد كان له تقديره في الساحة الدولية حيث استطاع تعبئة الديمقراطيين والجمهوريين من خلفه بالرغم من معارضته لسياسة باراك اوباما علما بانه حصل اثناء اقتراع الثقة علي 99 اسم مقابل 100 في مجلس الشيوخ . قيام ترامب بدفع وزير دفاعه للاستقالة واعلان انسحاب قواته من سوريا, يكون الرئيس الامريكي فقد جزءا كبيرا من مناصريه وخاصة هذا المعسكر الذي ينادي بنوع من التواجد الدائم في الشرق الاوسط حتي لايتركوا الساحة لروسيا وايران. بالنسبة للسناتور ليندسي جراهام. وهو أحد أكثر مؤيدي ترامب المخلصين. فمن الضروري أن يعقد الكونجرس جلسات استماع حول قرار الانسحاب من سوريا - وربما أفغانستان لمعرفة تداعيات هذا الاجراء علي الأمن القومي والذي يعد بمثابة خطر حقيقي علي الولاياتالمتحدة الذي من الممكن ان يفقدها المزيد من حلفائها في المستقبل . اجمالا فقد تم تغيير نصف أعضاء الحكومة منذ وصول دونالد ترامب إلي السلطة - إلي جانب معظم مستشاريه- والفصائل الرئيسية التي شكلت حكومته الأولي من الجيش والبرلمانيين الجمهوريين. ورجال اعمال الامر الذي يفسح المجال لأقارب الرئيس. مثل مستشار الأمن القومي المؤثر. جون بولتون. هنا يتساءل الجميع عن مصير مشاريع الرئيس القادمة ومن سيقنعه بعدم الانسحاب من حلف الناتو كما جاء في تغريدة لسفير اسرائيل السابق بالولاياتالمتحدة بن شابيرو . قالت صحيفة ¢واشنطن بوست¢ . أن زمن احتواء دونالد ترامب قد انتهي. مشيرة الي أن هناك رئاسة مارقة في الولاياتالمتحدة. مضيفة أنه علي مدار العامين الماضيين حاول مستشارو ترامب تعليمه التاريخ ويشرحوا له الفوارق الدقيقة والتداعيات لكل موقف. وحثوه علي إجراء مداولات متأنية واقترحوا ضبط النفس وإعداد نقاط للحديث. لكنهم فشلوا في النهاية .