يبدو وكأن سبحة مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت تنفرط، إذ تتوالى الاستقالات داخل الإدارة الأمريكية الواحدة تلو الأخرى، لتفسح المجال لتشكل نواة جديدة من المستشارين على رأسهم الجنرال هربرت ريموند ماكماستر. البيت الأبيض أعلن، الجمعة، أن سيباستيان جوركا (46 عاما)، لم يعد يعمل كمستشار لدى الرئيس ترامب، وكان جوركا مقربا جدا من الاتجاه القومي بقيادة كبير مستشاري ترامب المقال ستيف بانون. وقال مسئول في البيت الأبيض في بيان “سيباستيان جوركا لم يقدم استقالته ولكني أؤكد أنه لم يعد يعمل في البيت الأبيض”. رغم أن البيان لم يحمل تفاصيل استبعاد جوركا، لكنه يلمح إلى أنه قد تمت إقالته. وسائل الإعلام الأمريكية تناقلت معلومات متناقضة عن تنحي جوركا، وعما إذا كان قد أقيل من منصبه او استقال من تلقاء نفسه. تقارير أمريكية أفادت أن جوركا دخل في صراع مع مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر فيما يخص الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في افغانستان. وأوضحت التقارير أن جوركا لم يكن راضيا عن القرار الذي أعلنه ترامب، ودعمه ماكماستر الذي سبق أن خدم في عدد من البلدان ومن ضمنها العراقوأفغانستان، حول مسألة إعادة توجيه الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان. ويعتبر جوركا، الذي كثيرا ما كان يظهر في الإعلام للترويج لسياسات ترامب، شخصية مثيرة للجدل داخل الإدارة الأمريكية، ورآه البعض شخصا قليل الخبرة في الحياة الواقعية، وشكك آخرون بمؤهلاته في مجال مكافحة الإرهاب. ومغادرة جوركا تعتبر الأخيرة في سلسلة الاستقالات التي شهدتها إدارة ترامب مؤخرا، من بينها استقالة مستشار الرئيس الخاص ستيف بانون، والناطق باسمه شون سبايسر ومدير الاتصال أنتوني سكاراموتشي وكبير موظفي البيت الأبيض رينس بريبوس. وجوركا هو آخر المستشارين القوميين الذين يجري تغييرهم في مجلس الأمن القومي وأقسام أخرى من البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة مما يظهر أن الأصوات المناهضة لهذا التيار من أمثال ماكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون في البيت الأبيض هي التي تنتصر في المعركة بين مستشاري ترامب للسياسة الخارجية.