مازالت الوظيفة الحكومية حلم غالبية الخريجين والشباب رغم ترهل مؤسسات الدولة بالعمالة الزائدة عن الحاجة الطبيعية وبالتالي ضعف الأداء والتهام الأجور لمعدلات الإنتاج وهنا المسئولية مشتركة بين الشباب والحكومة في هذا الخلل الواضح في الجهاز الإداري. فعصر الوظيفة الميري انتهي فلم تعد المستقبل لتنمية ورفاهية الأوطان أو حتي الحاصلين عليها من الشباب. وعلي الحكومة تشجيع الخريجين علي إنشاء المشروعات الصغيرة والأعمال الحرة فهي المستقبل الحقيقي للرفاهية الاقتصادية وعليها تقديم كافة التيسيرات والتسهيلات والإعفاءات لمساعدة الخريجين في إنشاء مشاريعهم الخاصة ولضمان الإقبال عليها ونجاحها. وعلي الشباب تغيير ثقافة الوظيفة الميري خاصة أنها السبب الرئيسي للبطالة حيث تمتلئ الشوارع بإعلانات المصانع طالبين عمالة ويعزف الشباب عنها لأسباب عديدة منها ضعف الرواتب ووجود بدائل أسهل رغم سلبياتها علي الشباب أنفسهم والتنمية الاقتصادية علي رأسها ظاهرة انتشار التوك توك. لابد من نشر ثقافة ريادة الأعمال لأنها المستقبل الحقيقي للنمو الاقتصادي ورفاهية المواطنين. ورغم إعلان وزارة التخطيط أوائل العام الحالي عن مشروع رواد 2030. وأن المشروع سيطلق خريطة ترويجية واسترشادية عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة ذات الأولوية للدولة. بهدف تمكين الشباب من تأسيس المشاريع الخاصة ودعم ريادة الأعمال في تنمية الاقتصاد الوطني. إلا أنه في حاجة لتفعيل واهتمام أكبر ليصل أرض الواقع واعتباره مشروعاً قومياً للدولة. فالمشروعات الصغيرة السبيل الوحيد لزيادة الإنتاج ورفع مستوي المعيشة والقضاء علي البطالة. مما يتطلب تدخلا حكوميا لتسهيل إجراءات منح القروض للشباب والإعفاء لفترة من الضرائب وتقديم المعونة من خلال جهاز المشروعات الصغيرة والترويج لها بشكل أكبر لتصل لعقول وأفكار الشباب.