في إطار الاحتفال بدور المرأة في بناء المجتمع المصري يجدر بنا الاحتفال بالرموز النسائية في الصحافة المصرية وعلي رأسها زميلتنا الناقدة الكبيرة ماجدة موريس التي حازت هذا العام علي تكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي وأصدر بهذه المناسبة كتابا بعنوان "ماجدة موريس .. حلو ومر السينما" كتبته الصحفية المتميزة انتصار دردير. وماجدة موريس ليست غريبة علي الإسكندرية فهي من مواليد حي محرم بك. عاشت طفولتها وصباها في ربوع الإسكندرية حتي حصلت علي الثانوية العامة وقررت الالتحاق بقسم الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة. وقد كان قسم الصحافة الوحيد في الجامعات المصرية لذلك غادرت الإسكندرية وعاشت في القاهرة لتبدأ رحلتها مع الصحافة ثم مع النقد السينمائي بعد التحاقها بأكاديمية الفنون و هناك تعرفت علي رفيق مشوار حياتها كاتب السيناريو فايز غالي. وقد اتسعت رؤية ماجدة موريس للنقد عندما اهتمت بالكتابة عن المسلسلات التليفزيونية وهي الغذاء اليومي لعشاق الفن. وأرادت ان تستفيد من الشعبية الطاغية للمسلسلات في الحديث في مقالاتها عن أحوال المجتمع وعلاقة المرأة والرجل ورصد التحولات التي عصفت بالمجتمع المصري منذ السبعينيات حتي اليوم. خاصة انتشار أفكار الجهل و التطرف الديني وتأثيرها المدمر علي تطور المجتمع والأسرة والأجيال الجديدة. تحدثت ماجدة موريس في الكتاب الي انتصار دردير في حوار طويل عن رحلة حياتها في الصحافة. وفي فصل بعنوان "رؤية سينمائية" تجيب عن أسئلة كثيرة شديدة الأهمية خاصة بدور النقد في خدمة العمل الفني. لأن الناقد هو العين الأخري التي تشاهد الفيلم أو المسلسل ويستطيع برؤيته ان يضيف إلي الفنان سواء كان مخرجا أو ممثلا أو كاتبا للسيناريو أو مديرا للتصوير. ومن هذا النقد تبدأ رحلة تصحيح الأخطاء في الأعمال القادمة. كذلك تحدثت عن صورة المرأة في السينما المصرية وفي المسلسلات. وكيف ان المرأة المبدعة لها دور كبير في تصحيح صورة المرأة علي الشاشة وانصافها بالتضامن مع قضايا المرأة كأم وزوجة وعاملة. وتشير انتصار دردير الي اتجاه الناقدة ماجدة موريس إلي تقديم برنامج علي القناة الثانية وتحدثت عن أسباب توقف البرنامج بسبب قلة عدد الأفلام المتاحة أمامها لكي تختار منها العرض والمناقشة إلي جانب غياب فكرة العمل الجماعي.. كما ضم الكتاب مجموعة من المقالات المختارة لها مثل مقالها عن فيلم "حسن ومرقص" بالاضافة الي دورها الاجتماعي الفني في مؤسسة نون التي كانت تقيم مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية والذي انتقل إلي شرم الشيخ. يبقي القول اننا في جريدة "الجمهورية" نعتز بوجود الناقدة الكبيرة ماجدة موريس كواحدة من بنات هذه الجريدة والتي ساهمت بدور كبير في جعل القارئ يحترم الكلمة المكتوبة طالما هي بقلم ماجدة موريس.