ظهر الطرف الثالث في المظاهرات الاحتجاجية لأصحاب "السترات الصفراء" التي كلفت الدولة الفرنسية خسائر تقدر بعشرات الملايين من الدولارات. نتيجة أعمال الشغب من تدمير وحرق. وسقط فيها حسب التقديرات الرسمية 133 جريحاً بينهم بعض رجال الشرطة. وتم اعتقال 412 شخصاً ممن شاركوا في هذه الاحتجاجات. تأكد وجود الطرف الثالث عبر إعلان جماعة "السترات الصفراء" وأحزاب المعارضة. وبالطبع الحكومة. رفضهم لتدمير وحرق الممتلكات العامة والخاصة. والاعتداء علي رموز الدولة الوطنية مثل قوس النصر وقبر الجندي المجهول. وكذلك المعالم الشهيرة لشارع الشانزليزيه. أجمل شوارع العالم. مما يتناقض مع المطالب المشروعة للمحتجين. وتتلخص في إلغاء الزيادة الحكومية في ضريبة الوقود. وتحسين الأحوال المعيشية للفقراء. والطبقة المتوسطة. وهي مطالب لا ترفضها الحكومة. ولكنها تعطي الأولوية للإجراءات التي تقوي الاقتصاد الفرنسي. وتجعله قادراً علي تلبية هذه المطالب. فهل ينتظر أصحاب السترات الصفراء بعض الوقت. ويملكون من الوعي قدراً كافياً ريثما يقف الاقتصاد علي قدميه. أم تتراجع الحكومة أمام ضغط الشارع. وتلغي الضريبة. وتقترب كثيراً من تحسين أحوال المهمشين. علي حساب خطة ماكرون؟!.. أم يستمر الاحتقان الداخلي طويلاً بلا حل تاركاً للطرف الثالث الذي لم يكشف النقاب عنه حتي الآن فرصة كبري لإشعال الحرائق في الظلام وتدمير باريس "عاصمة النور"؟!!