تترقب العاصمة الفرنسية باريس موجة جديدة من الاحتجاجات، حيث وجهت حركة «السترات الصفراء» دعوة إلى كل أبناء الشعب الفرنسى إلى تنظيم اعتصامات ومظاهرات احتجاجية حاشدة فى شارع الشانزليزيه يوم بعد غد السبت. وقال إريك درويت، أحد ممثلى حركة «السترات الصفراء» بعد اجتماع دام ساعتين مع وزير البيئة الفرنسى فرانسوا دى روجى اعتبروه «غير مقنع»، إن «الفرنسيين لم يقتنعوا مطلقا» بما أعلنه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وأضاف «نريد أكثر من ذلك فالحكومة لم تقدم للشعب ما يحتاجه»، مهددا بالتصعيد العنيف إذا لم تتراجع الحكومة عن قرارتها. والتقى وزير البيئة الفرنسى أمس الأول بممثلى «السترات الصفراء»، الذين يحتجون على تراجع القدرة الشرائية، وارتفاع الرسوم على المحروقات، ولكن جميع وسائل الإعلام الفرنسية أعلنت فشل المباحثات بين الطرفين. متظاهرون يحاصرون وزير شئون ما وراء البحار [صوة من أ.ف.ب] وقال تليفزيون «بى. إف. إم» الفرنسى إن اللقاء بين الطرفين لم ينجح فى احتواء الأزمة التى تشهدها البلاد منذ أيام، مضيفا أن ممثلى السترات الصفراء عبروا عن استيائهم من فشل الاجتماع، كما أنهم «لم يقتنعوا بكلام الوزير». من جانبها، تتخوف قوات الأمن من اندلاع مواجهات عنيفة جديدة بين المتظاهرين وقوات الأمن، على غرار ما حدث السبت الماضي، حيث اضطرت الشرطة الفرنسية إلى استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين. وأظهر استطلاع للرأي، نشره موقع «لوفيجارو» الفرنسي، أن أكثر من 80% من المشاركين، الذين بلغ عددهم نحو 80 ألفا، لم يقتنعوا بما صرح به ماكرون أمس الأول. وفى خطاب مطول، أعلن ماكرون عن حوار مجتمعى شامل لتوضيح أهمية الانتقال البيئي، معربا عن تفهمه «حالة الغضب» لدى الفرنسيين، مشددا فى الوقت نفسه على أنه «لن يتنازل فى مواجهة الذين يهدفون للتخريب». ويعارض المحتجون الضرائب التى طرحها ماكرون العام الماضى على الديزل والبنزين، بغية تشجيع المواطنين على التحول لاستخدام وسائل نقل أقل ضررا للبيئة.