شهدت منطقة الإسعاف بوسط القاهرة حالة من "الكر والفر" بين الباعة الجائلين وشرطة المرافق. حيث تم شن حملة مكبرة لطردهم واستعادة الوجه الحضاري للمنطقة. ولكن الباعة اصروا علي التواجد بالمنطقة. بمجرد انصراف الحملات. المواطنون طالبوا باستمرار الحملات ونقل الباعة لأن وجودهم بالإسعاف والميادين الحيوية أصبح مشكلة مزمنة تسبب الإزعاج والشلل المروري. في حين أكد الباعة أن وجودهم بالشارع سعياً وراء مصدر رزقهم الوحيد وهم علي استعداد لتحمل نفقات إقامة أكشاك بنفس أماكن تواجدهم. يقول محمد إسماعيل - طالب - إن مشكلة الباعة أصبحت مزمنة خاصة بمنطقة الإسعاف المكتظة بهم. ورغم شن العديد من الحملات لإزالتهم. لكنهم يعودون لأماكنهم مرة أخري بمجرد انتهاء الحملة. مطالباً باستمرار الحملات للقضاء علي المشكلة. يضيف محمد سمير - طالب - أدرس بمعهد الصحافة ودائم التواجد بمنطقة الإسعاف التي لا تخلو من الباعة الجائلين منذ الصباح الباكر وحتي ساعات متأخرة من الليل مستغلين وجود العديد من المصالح الحكومية والمعاهد بالمنطقة مما يجعلها سوقاً مميزاً للبيع والشراء. ويشير رجب فتحي - موظف - إلي انتشار الباعة الجائلين بشكل كبير في منطقة وسط البلد وخاصة الإسعاف.. وكلما يتم إزالتهم ومطاردتهم من قبل الشرطة يعودون في أقل من ساعة وهذا يسبب الكثير من المشاكل. فهم يتسببون في إعاقة المرور ويحتلون الأرصفة خاصة القريبة من محطات المترو. يشاركه الرأي سعيد كامل - مهندس - مؤكداً أن الباعة الجائلين يشوهون منطقة وسط القاهرة والقاهرة الخديوية. فعلي الرغم من الجهود التي تقوم بها الدولة للنهوض بتلك المنطقة إلا أن الباعة الجائلين أصبحوا مصدراً رئيسياً في تشويه هذا المظهر الحضاري. فضلاً عن إعاقتهم للمرور واحتلال الأرصفة. يوضح محمد العمدة - عامل - أن الباعة تسببوا في العديد من المشاكل خاصة بالمناطق الحيوية مثل الإسعاف وميادين رمسيس والتحرير أهمها الشلل المروري خاصة بأوقات الذروة وخروج الموظفين ودائماً ما تحدث مشاجرات فيما بينهم ومضايقات للمارة. ويشير رأفت القاضي - مهندس - إلي أن المبادرات التي تقوم بها المحافظة مثل "الرصيف حق للمشاه" لن تجدي مع استمرار وجود الباعة الجائلين بالشوارع الرئيسية ومنطقة الإسعاف المليئة بالباعة الجائلين المفترشين للأرصفة بالكامل وعلي الجانبين. والوضع إزداد سوءاً بعد وجود مشروع مترو الأنفاق. فالشوارع أصبحت ضيقة ولكن علي الرغم من ذلك وجود الباعة بالإسعاف أصبح أمراً طبيعياً. ويؤكد محسن سيد - شيف - أن مشهد الباعة الجائلين بالإسعاف يومي ولا حملات تجدي معهم وهذا المشهد لا نراه بأي دولة أخري. فهم وباء بيئي وتشوه سمعي وبصري بخلاف إشغال الطريق والمرور. أكشاك وباكيات ويقترح محمد ياسين - رئيس جمعية مصر الإرادة - أن تقوم الدولة بدور فعال تجاه الباعة الجائلين ولا تكتفي بشن الحملات فقط فيجب عليها تنظيم تواجدهم بالشوارع من خلال عمل باكيات مخصصة ذات شكل حضاري واختيار أماكن قريبة من حركة المواطنين اليومية لإقامة أسواق ثابتة لهم حتي نكون قد حافظنا علي مصدر رزق أكثر من 12 مليون بائع لا يجد عملاً سوي افتراش الرصيف وفي نفس الوقت استعدنا المظهر الحضاري لمنطقة وسط القاهرة. وعلي الجانب الآخر يقول علي رمضان - بائع - ان الحملات تطاردنا بصفة يومية ووجودنا بالشارع هو مصدر رزقنا الوحيد الذي يكفل لنا الإنفاق علي أسرنا بدلاً من التشرد وما نحصل عليه يكفي بالكاد متطلبات الحياة الأساسية فقط. مضيفاً نحن لسنا بلطجية وهناك العديد من الباعة حاصلون علي شهادات جامعية لكن نظراً للظروف الاقتصادية وعدم توافر فرص العمل اتجهوا إلي الشارع لإيجاد مصدر شريف للرزق بدلاً من اللجوء إلي السرقة للصرف علي أسرنا. يستكمل أحمد صالح - بائع - بدلاً من الحملات المستمرة. علي الدولة توفير أماكن مناسبة للباعة الجائلين قريبة من تجمعات المواطنين كمحطات الاتوبيس ومترو الأنفاق ونحن علي استعداد لتحمل نفقات إقامة أكشاك بنفس أماكن تواجدنا بمنطقة الإسعاف فمعظم الزبائن تعرفنا وتتعامل معنا بصفة مستمرة.