عندما تحدثت عن التأمين الصحي غير الشامل أو التأمين بوضعه الحالي.. تناولت بموضوعية التناقض بين جهود الأطباء ومستوي الخدمة الطبية المقدمة في مستشفيات التأمين الصحي بشكل عام ومستشفي التأمين بمدينة نصر كمثال.. وبين مستوي مرافق الاقامة الداخلية والعيادات. تحدثت عن عطاء الاطباء غير المحدود والمستوي المتطور لخدمات جراحة ورعاية الحالات الحرجة والنادرة.. كجراحات القلب المفتوح وزرع الكلي وزرع قوقعة الاذن لمرضي الصمم والاورام وغيرها الكثير.. وتحدثت ايضا عن دورات المياه غير الصالحة للاستخدام والمصاعد التي لا تعمل والزحام في العيادات الخارجية دون وجود اي وسائل تهوية.. وعن غياب الصيانة عن مرافق المستشفيات والعيادات وقلت ان الفريق الطبي ليس له ذنب في ذلك وان المشكلة تكمن في غياب التمويل اللازم للصيانة الدورية. هذه المقدمة كان لا بد منها ردا علي رسالة القارئ "عصام.س.ن" من القاهرة والتي جاء فيها أن حديثي لا يخلو من مبالغة وأن العلاج في التأمين الصحي يحتاج الي وساطة أو واسطة. وسوف ارد علي اتهام العلاج بالوساطة.. والنموذج أيضا من مستشفي مدينة نصر وقد شاءت الظروف أن أعايش بنفسي التجربة التي سأذكر تفاصيلها.. البداية كان سقوط رجل في تسعينات العمر واصابته بكسور في الحوض وتم نقله بعربة اسعاف إلي طوريء مستشفي مدينة نصر في ساعة متأخرة من الليل. تحلق اطباء الطوارئ حول المريض المسن.. اجريت له اشعة فورية.. تم حجزه بقسم جراحة العظام وتحضيره لجراحة كبري لتثبيت الكسور بقضبان معدنية.. وبعد يومين اجريت الجراحة بنجاح وبلا اي مضاعفات وغادر المريض المستشفي بعد عشرة ايام.. هذا النموذج يتكرر كل يوم عشرات المرات بلا وساطة او محسوبية أو تهرب من العلاج.