مستشفيات وعيادات التأمين الصحِي حالها ¢لا يسر عدوا ولا حبيبا¢.. فمن عجز شديد في الأطباء المتخصصين.. إلي تردي في المنشآت والإمكانِيات والتجهِيزات.. وهو ما عبر عنه وزِير الصحة عندما أشار إلي اغلاق بعض أقسام الرعاية المركزة لعدم وجود أطباء راغبين في العمل بالتأمين الصحي.. ونضيف اليه العجز الكبير في أقسام جراحات القلب والمخ والأعصاب وحتي جراحات العظام والجراحات العامة. في مستشفي التأمين الصحي بمدينة نصر.. كمثال.. المصاعد الكهربائية معطلة.. العيادات الخارجية مزدحمة حتي إن بعض المرضي يقضون ساعات وقوفا في انتظار طبيب لا يأتي أبدا أو يأتي متأخرا لعدة ساعات.. الأسرة متهالكة وأقسام الأشعة تعمل بربع طاقتها.. والسبب الجاهز للتبرير هو دائما ضعف الإمكانيات وقلة الموراد.. وما يحدث في مستشفي مدينة نصر يتكرر في كل مستشفيات التأمين الصحي بلا استثناء.. والمرِيض دائما وأبدا هو الضحِية. أذكر انني التقيت مسئولا كبيرا في التأمين الصحي وعرضت عليه واقعه المؤلم.. فقال إنه لا يستطيع محاسبة طبيب إذا تأخر أو حتي تغيب.. لأن كل طبيب يعمل في التأمين الصحي يعتبر نفسه متبرعا يعمل لوجه الله.. قال إن جراح القلب يحصل علي الف جنيه عن كل عملية كبري يجرِيها في التأمين الصحي.. بينما يحصل علي ثلاثين ضعف هذا المبلغ إذا أجري نفس العملية في مستشفي خاص.. وقس علي ذلك جمِيع التخصصات الطبية.. قال ان الاشتراكات التأمينية قليلة جدا والموارد محدودة ولا تكاد تلبي ربع احتياجات المنشآت التأمينية. الحقيقة المؤكدة هي أن التأمين الصحي يغطِي نسبة كبِيرة جدا من المستفِيدِين.. وأنه يستقبل وِيعالج ملاِيِين المرضي سنوِيا.. وهو يستحق عن حق وصف طب الغلابة.. ومن حق هؤلاء الغلابة علي الدولة ان تشملهم برعاِيتها وأن توفر لهم متطلبات علاجهم. ولعل قرار تنظيم حوافر العاملين بهيئة التأمين الصحي الذي اعتمده وزِير الصحة قبل أيام.. لمساواة العاملين بالهيئة مع زملائهم العاملِين في قطاعات الوزراة الأخري.. والقانون 3 لسنة 2017 الذي يزِيد ميزانية التأمين الصحي بحيث تصبح قادرة علي الوفاء بمتطلبات المنشآت التأمينية.. وخاصة التجهيزات الطبية واحتياجات الصيانة.. يكون بداية المصالحة بين مقدمي الخدمات العلاجية في منشآت التأمين وبين المرضي.. فالقرار والقانون ِيزِيدان الموارد وِيعالجان الخلل في نظام الحوافز للعاملين.. ولم يعد هناك سوي الارتقاء بمستوي الخدمات.. فهل تشهد خدمات التأمين الصحي خلال المرحلة المقبلة تقدما يلمسه المرضي وِيشعرون بنتائجه؟.. نتمني ذلك.