رئيس هيئة التأمين الصحي ل "الجمهورية":

أعترف بالفجوة بين مطالب المرضي وخدمات الهيئة

التأمين الصحي يغطي 47 مليون مواطن أي ما يوازي 58% من عدد السكان يضم كافة شرائح المجتمع الاقتصادية والاجتماعية ومختلف الفئات العمرية وميزانيته لا تتعدي 4.5 مليار جنيه.. والمؤمن عليه يستفيد من الخدمة التأمينية ولكنها لا تلبي طموحاته.. دائم الشكوي!!!
وفي حوار مع الجمهورية يقول د. عبدالرحمن السقا رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي: اعترف بأن هناك فجوة بين ما يطلبه المنتفع وما يقدم له بالرغم من أن الهيئة تقوم بأعمال كثيرة في خدمة المرضي خاصة الأمراض المكلفة مثل زرع الأعضاء والقلب المفتوح والاورام والفشل الكلوي وعلاج مرضي الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" وكل الأمراض المزمنة إلا أن هناك الكثير الذي يطلبه المؤمن عليه وله كل الحق.. والدولة يجب ان تلبي احتياجاته بالاسراع بتعديل النظام الحالي خاصة نظام التمويل الذي تعتبره أكبر عائق.. فلا يعقل ان يكون نظام التمويل الحالي هو ما كان عليه عند انشاء الهيئة من منتصف القرن الماضي وهذه إحدي أهم المشاكل الكبري.
* التمويل المشكلة الكبري.. كيف يمكن التغلب عليها..؟؟
** يمكن التغلب عليها من خلال توعية للمجتمع بالظروف الاقتصادية للدولة وكيفية تمويل النظام الصحي بعيدا عن ارهاق المواطن الذي يعاني ظروفا اقتصادية صعبة وذلك من خلال مساهمات المجتمع عن طريق تحصيل بعض الرسوم الرمزية علي كثير من الخدمات غير المؤثرة علي المواطن العادي.. مثلا لماذا لا يتم فرض رسم علي تذاكر الحفلات والمسارح والسينما لصالح الصحة؟ وفرض رسوم رمزية علي السجائر والدخان وغيرها من المساهمات التي قد تجمع المليارات؟
زيادة الاشتراك
* كم تبلغ الموازنة الحالية للهيئة.. وما هي الموازنة المطلوبة لتقديم الخدمة التي ترضي المنتفع.
** الموازنة الحالية 4.5 مليار جنيه.. ومتوسط اشتراك المؤمن عليه سنويا 100 جنيه.. ولكن لا تقدم الخدمة كما يريدها المنتفع يجب أن يكون متوسط الاشتراك سنويا ما بين 500 و600 جنيه بحيث تصل ميزانية التأمين إلي 25 مليار جنيه والتأمين الصحي قائم علي النظام التكافلي أي أن نسبة المنتفعين الذين يحصلون علي الخدمة تصل من 25% إلي 30%.. وأن 75% لا يحصلون علي الخدمة لعدم احتياجهم لها أو للعزوف عنها.
* ما الموقف الحالي لقانون التأمين الصحي الجديد.
** السقا.. أهم بنود القانون الجديد تعديل نظام استدامة التمويل بما يضمن خدمة جيدة باشتراكات جيدة وليس اشتراكات هزيلة وان الخدمة لا تكلفه يجب علي المجتمع والدولة أن تتحملها وبمجرد تولي د. مها الرباط وزيرة الصحة والسكان قررت اضافة مجموعة من الخبراء في مختلف التخصصات الخاصة بتنظيم التمويل والتأمين الصحي إلي اللجنة المشكلة لاعداد مشروع القانون حتي يتم تلافي القصور والملاحظات التي أظهرتها مناقشة القانون خلال المرحلة السابقة واللجنة دائمة الاجتماع لمناقشة كافة نقاط الضعف في المسودة السابقة حتي يخرج القانون ملبيا لاحتياجات المواطن.
* كيف سيتم تطبيق القانون الجديد.
** قد يطبق القانون تبعا للتقسيم الجغرافي أو طبقا لشرائح المجتمع ولكن علي مراحل.. وقد يستغرق تطبيقه علي جميع أفراد الشعب من عشرة إلي خمسة عشر عاما وسيكون تدريجيا..
* قد يحتاج القانون الجديد لفترة زمنية حتي تتم مناقشته واعداده وإقراره.. فما هو الوضع الحالي للتأمين الصحي..
** يتم تطوير التأمين الصحي بالرغم من دراسة قانون جديد ونتحرك في مسارين أولهما اعداد قانون جيد يشمل الشعب المصري كله في نظام واحد والثاني تطوير البنية التحتية للنظام الحالي.. من خلال زيادة منافذ تقديم الخدمة وتطويرها طبقا للاحتياجات.. مع رفع كفاءة الأداء.
شرائح جديدة
* هل يتم ضم شرائح جديدة للتأمين حاليا..
** تجري حاليا دراسة ضم شرائح جديدة للنظام الحالي مثل الفلاحين والعمال الزراعيين وأعضاء عدد من النقابات والمرشدين السياحيين وبعض الجهات الأخري وبعض العمالة غير المنتظمة وهذا في مصلحة التأمين الصحي لأنه من خلال ذلك يمكن للهيئة إعداد قاعدة بيانات عن هذه الفئات وكيفية تحصيل الاشتراكات الخاصة بها مما يسهل عمل الهيئة عند تطبيق القانون الجديد للتأمين الصحي.
* حتي الآن ما هي الفئات التي يشملها القانون الحالي..
** العاملون بالدولة الخاضعون للقانون 79 و32 والارامل.. والمعاشات وطلبة المدارس والاطفال دون سن المدرسة والمرأة المعيلة.
* دائما الدواء القاسم المشترك في شكوي المؤمن عليه..
** د. السقا.. الهيئة تنفق مليارا و200 مليون جنيه علي الأدوية والمستلزمات الطبية سنويا أي ما يمثل 28% من ميزانية الهيئة ونحتاج إلي ضعف هذه الميزانية حتي نحصل علي رضاء المنتفع والهيئة ليس لها خطوط انتاج خاصة بها في مصانع الدواء وتوضع علي الدواء اشارة تدل علي انه خاص بالتأمين الصحي حتي لا تتم المتاجرة به.. وهناك اعتقاد ومفهوم غير صحيح بأن للهيئة مصانع خاصة لانتاج أدويتها.
* دور الهيئة في الخدمات الطبية المقدمة للمنتفعين..
** يتردد علي العيادات الشاملة أكثر من 80 ألف مريض يوميا وتم صرف أكثر من 50 ألف روشتة دواء يوميا.. كما تستقبل الهيئة 44 مليون منتفع سنويا يتم مناظرتهم في العيادات الشاملة بالاضافة إلي مليون و100 ألف حالة تتردد علي الاستقبال بالمستشفيات التابعة للهيئة وبلغت حالات الدخول منها 577 ألفا و104 مرضي حيث يتم إجراء 361 ألفا و320 عملية جراحية منها 27% عمليات متقدمة وذات طابع خاص و12% عمليات كبري.
* وبالنسبة للجراحات المتقدمة..
** تم إجراء 13 ألفا و112 جراحة متقدمة لأمراض القلب وقسطرة القلب التشخيصية والعلاجية مع التوسيع بالبالون وتركيب الدعامات وعمليات للقلب المفتوح بتكلفة 35 مليون جنيه.. كما تم إجراء 77 حالة زرع كبد ساهمت فيها الهيئة بمبلغ 6.45 مليون جنيه و358 زرع للقوقعة بتكلفة 15.2 مليون جنيه و258 حالة زرع نخاع بتكلفة 19.3 مليون جنيه و372 زرع قرنية بمبلغ 3.7 مليون جنيه كما انفقت الهيئة هذا العام 60 مليون جنيه علي مساهمتها في زرع القوقعة للاطفال حيث ارتفعت مساهمة الهيئة من 45 ألف جنيه الي 90 ألف جنيه للحالة الواحدة بما يوازي 90% من التكلفة الاجمالية للزرع وتم علاج 28 ألف مريض أورام تكلفة الجلسة الواحدة من 100 ألف إلي 150 ألف جنيه سنويا بالاضافة الي 13 ألف مريض غسيل كلوي و28 ألف قسطرة تجري سنويا داخل وخارج وحدات الهيئة و6 آلاف حالات قلب مفتوح.
* ما هي المشروعات الجديدة التي تنفذها الهيئة لخدمة المنتفعين..
** تم الانتهاء من مستشفي بهتيم بالقليوبية تم تشغيله تجريبيا وسوف يفتتح قبل نهاية هذا العام.. بسعة 70 سريراً وافتتاح مستشفي قنا بسعة 120 سريراً.. بالاضافة الي مجموعة من العيادات الشاملة الجديدة والتي تخدم اكثر من مليون ونصف المليون مواطن بالسيوف بالاسكندرية وسيتم افتتاح احدث مركز لعلاج الاورام بمدينة نصر بالقاهرة خلال 3 شهور ومركز جراحات القلب المفتوح في مستشفي أطفال مصر ومستشفي 6 أكتوبر وافتتاح قسم الاطفال المبتسرين بمستشفي اطفال مصر بسعة 40 حضانة ومركز للاكتشاف المبكر لأورام الكبد بمستشفي المقطم.. وافتتاح عيادة جديدة بمدينة الطور "عيادة الطور الشاملة لخدمة أهالي جنوب سيناء.. كما تم انشاء وتجهيز 680 عيادة مدرسية في 10 محافظات.
* والتجهيزات الحديثة بالمستشفيات والعيادات..
** تم توفير أجهزة طبية حديثة بوحدات الهيئة بتكلفة أكثر من 50 مليون جنيه خلال الفترة السابقة تشمل أجهزة أشعة مقطعية وموجات صوتية.. وأشعة عادية ومناظير جراحية واستكشافية.. كما تم اضافة أدوية جديدة لقائمة الأدوية بالهيئة وتشمل علاج انيميا البحر المتوسط للاطفال وتوفير حقن الانسولين وجهاز تحليل السكر للاطفال لنحو 21 ألف طفل بالمجان.
* هل الخدمة التأمينية مقصورة علي وحدات الهيئة..
** الهيئة متعاقدة مع 630 مستشفي سواء تابعة لوزارة الصحة أو جامعية أو قوات مسلحة وشرطة أو خاصة بالاضافة إلي 3286 وحدة ريفية ووحدات مملوكة للهيئة تضم 39 مستشفي و354 عيادة شاملة و8143 عيادة طلاب و74 مركز اصابات عمل و618 عيادة اسنان و34 لجنة طبية عامة و106 سيارات اسعاف منها 18 سيارة حديثة ومجهزة و14 عيادة متنقلة وقد تم التعاقد مع الجهات الأخري لتسهيل إجراءات تقديم الخدمة ولمواجهة زيادة حجم التغطية التأمينية ولتحقيق التكامل في الخدمات الصحية المتوفرة.
* ما أهم التحديات التي تواجه التأمين الصحي..
** تعدد القوانين وعدم المرونة في تعديل نظام التمويل.. ومحدودية الموارد المالية للتأمين الصحي وآليات تحصيل الاشتراكات الحالية ينتج عنها عجز سنوي ومد مظلة التأمين الصحي إلي قطاعات جديدة والجمع بين التمويل وتقديم الخدمة ولا توجد حزمة محددة للخدمات فهي بدون سقف والمرتبات والحوافز غير جاذبة للموارد البشرية والاستهلاك غير الرشيد للادوية.