بدأت مضارب القطاع العام والخاص تتنافس علي شراء الأرز الشعير من الفلاحين.. امتنع غالبية المزارعين عن توريد ما لديهم من محصول آملاً في الحصول علي أسعار أفضل.. حددت شركات مضارب القطاع العام أسعاراً مرنة تتراوح بين 4800 إلي 5200 جنيه للعريض.. بينما يشتري القطاع الخاص الأرز بسعر 5800 جنيه لأفضل الأنواع. طالب الخبراء الاعداد المبكر لاستيراد نوعيات جيدة من الأرز العريض لتوفير احتياجات السوق والحد من المضاربات خلال الفترة الماضية بعد ان سجل الأرز الحر في الأسواق 10 جنيهات لأفضل الأنواع ويتم التوريد لهيئة السلع التموينية بسعر 7.5 جنيه للكيلو ليباع علي البطاقات. يقول الدكتور أحمد الركايبي عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية انه غير مطمئن إلي توريد الكميات المستهدفة من الأرز الشعير هذا الموسم مشيراً إلي ان شركات المضارب رغم توفير الفلوس المطلوبة لتسويق الأرز لم يشتروا من المزارعين الكميات المطلوبة والأرز مازال عند المزارعين. دعا إلي سرعة استيراد أرز عريض الحبة من الخارج يناسب احتياجات المستهلك المصري حتي لا يتكرر ما حدث في الأرز المستورد العام الماضي من تحقيق خسائر كبيرة. أضاف ان كيلو الأرز سجل في السوق الحر 10 جنيهات لأفضل الأنواع. قال ان شركات المضارب غير قادرة علي سحب الأرز من المزراعين بسبب المضاربات للحصول علي أفضل الأسعار لصالح الفلاح. أوضح ان القطاع الخاص يورد أرزاً حالياً لهيئة السلع التموينية بنسبة كبيرة تصل إلي 15% وان الأسعار الحقيقية للأرز تحدد في السوق الحر بين 9 و10 جنيهات. اضاف ان الأرز الموجود في المجمعات يباع علي بطاقة التموين ولا تتوافر كميات كبيرة من الأرز الحر. يقول المهندس فتحي سلامة رئيس مضارب كفر الشيخ ان توجيهات علي المصيلحي وزير التموين تقضي بتشجيع المزارعين علي التوريد لشركات المضارب مع احكام منافذ التهريب. قال ان المساحة المنزرعة 3.5 مليون طن أرز شعير من مليون فدان تم زراعتها بالأرز مشيراً إلي ان معدلات التوريد للأرز الشعير مطمئنة وان الموسم مازال في بدايته. طالب بعدم لجوء المزراعين للتخزين والتجار إلي الاحتكار لتحقيق مصلحة البلاد والمستهلك معاً. اضاف انه لا بديل عن المنافسة الشريفة بين مضارب العام والخاص لشراء الأرز الشعير من الفلاح بأسعار عادلة. أضاف ان د. علي المصيلحي وزير التموين شدد علي سرعة سداد مستحقات المزارعين بسرعة عند التوريد للأرز الشعير. يقول رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات ان القطاع الخاص قام بتوريد 50 ألف طن لهيئة السلع التموينية لتوزيعها علي بطاقة التموين مقابل مستهدف 35 ألف طن. قال ان القطاع الخاص يورد الأرز الأبيض بسعر 7500 جنيه للطن وانه يجب الاسراع في استيراد باقي الاحتياجات لتوفير الأرز لشهور الأرز لشهور يناير وفبراير ومارس وابريل. اضاف ان القطاع الخاص استورد صفقتين من الأرز الأولي 38 ألف طن وتم الافراج عنها والثانية 38 ألف طن بتكلفة تصل إلي 7500 جنيه للطن. قال ان القطاع الخاص يشتري الأرز الشعير بسعر بين 4700 للرفيع و5200 جنيه للعريض. أكد ان المعروض من الأرز كاف للاستهلاك والدليل علي ذلك توريد كميات من الارز أعلي من المستهدف لوزارة التموين. يقول تاجر أرز بسوق الغلال رفض ذكر اسمه ان الارز متوافر واسعاره كويسة وهناك حملات تموينية شغالة علي مخازن الأرز لمنع الاحتكار. قال ان المضارب الحكومية حددت أسعار شراء للأرز الشعير بين 4600 إلي 5200 جنيه بينما القطاع الخاص حتي 5800 جنيه مما يدفع الفلاح إلي التوريد للخاص دون العام. قال ان الارز الابيض يباع في الجملة بسعر 7 جنيهات والمستهلك بسعر 9 جنيهات والعريض بسعر 8 جنيهات وللمستهلك بسعر 10 جنيهات. اضاف: الأرز متوافر ولكن يجب علي المستهلك ان يغير نمط استهلاكه إلي المكرونة التي تباع بأسعار أرخص من الأرز. تباع بعض أنواع المكرونة بسعر 8 جنيهات والاستثماري منها بسعر يصل إلي 15 جنيهاً للكيلو. يقترح الاسراع في استيراد من الخارج لتهدئة أسعار الارز والتحسب لنقص متوقع في الاسواق بسبب انخفاض المساحة المنزرعة. يؤكد هاشم فرج عبدالباقي نقيب صغار المزارعين ان الأرز الشعير مازال عند الفلاح بسبب عدم وجود سعر مجزي للبيع بالأسواق. قال كيف يباع الارز الأبيض بالاسواق بسعر 10 جنيهات للكيلو ويقوم الفلاح بالبيع بسعر 5000 جنيه للطن اي الكيلو ب 5 جنيهات. يري ان السعر العادل لتوريد الارز الشعير لا يجب ان يقل عن 6000 جنيه للطن لكي يحصل الفلاح علي سعر مجز بدلاً من قيام التجار بالشراء بسعر منخفض واعادة بيعه للحكومة بسعر مرتفع مما يؤدي إلي نشر الفساد.. وفي هذه الحالة يكون الفلاح هو الخاسر. يقول عبدالفتاح غنيم خبير في صناعة ضرب الارز انه من الخطأ تحديد سعر لشراء الارز من الفلاحين لان القطاع الخاص يضارب علي هذه الاسعار ويقوم بالشراء بأسعار أعلي من الاسعار المحددة مسبقاً. دعا إلي ترك الحرية في تسعير الأرز الشعير للسوق لتقوم علي الشركة بتسويق الارز الشعير بعيداً عن المضاربات. اضاف ان فشل الشركات في تسويق الارز الشعير هذا الموسم كان متوقعاً وان الارز مازال لدي المزارعين مما ينذر بحدوث أزمة في الاسابيع القليلة القادمة.