فريق عمل متكامل بكافة التخصصات يعملون بطاقة وحيوية وعلم لتخفيف معاناة الأطفال المصابين بالتوحد وتحسين سلوكهم وحالتهم الصحية.. حملوا علي عاتقهم أمانة مساعدة الأبناء وتوفير كل سبل الراحة لهم حتي صارت هناك علاقة ألفة بينهم والعاملين بالمركز. في البداية تحدث محمد فتحي مدير مركز رعاية أطفال التوحد قائلاً: يقع المركز علي مساحة 1000 متر وتكلف انشاؤه 10 ملايين جنيه ليصبح صرحاً لرعاية أطفال التوحد بما يمنحهم المزيد من الاهتمام والرعاية خاصة فئة الأطفال المعاقين.. موضحاً ان المركز مكون من طابقين ويتم استقبال الطفل علي أيدي متخصصين وفتح ملف خاص لكل ابن وغرفة الارشاد الأسري والتي تقوم بتقديم الارشادات والتوعية لأهالي المصابين بالتوحد عن درجات وسمات التوحد وكيفية التعامل مع أبنائهم. يتابع مدير المركز: يتم عرض الطفل بعد استقباله علي الطبيب النفسي المتخصص لتشخيص حالته ودرجة الاضطراب في اللغة أو الاحجام عن الكلام ويعقب ذلك وضع البرامج الخاصة بالتدريب والتأهيل وفقاً لحدة الاضطرابات لدي الطفل ومستوي الذكاء بناء علي تقييم الأطفال من خلال الاختبارات والمقاييس الخاصة بالتوحد وقصور الانتباه والفرط الحركي وكذلك وضع البرامج العلاجية سواء الخاصة بتعديل السلوك وتنمية المهارات أو التخاطب والتكامل الحسي والعلاج الوظائفي والعلاج بالفن وهكذا يتم تقديم الخدمة بنطاق اليوم الكامل. أشار إلي أن فريق العمل بالمركز يضم 15 أخصائي تنمية مهارات و5 أخصائيي تخاطب و2 أخصائيي علاج وظيفي و2 أخصائي علاج بالفن وأخصائي كمبيوتر واجتماعي و4 أخصائيين نفسيين وطبيب مخ وأعصاب. أوضح انه في بداية الافتتاح كان عدد الحالات المترددة 71 حالة وحالياً وصل عدد الأطفال إلي 120 حالة.. وتكلفة العلاج للشهر الكامل 1000 جنيه ولنصف الشهر بواقع 3 أيام بالأسبوع ب 500 جنيه وفي حالة انخفاض دخل الأسرة أقل من 1200 جنيه يتم عمل بحث اجتماعي ويتم اعفاؤها من المصروفات. وكان لنا اللقاء مع الشخصية الأولي التي يتقابل معها الطفل بالمركز وهو الدكتور أسامة البرنس استشاري الأمراض النفسية والعصبية يقول: بمجرد وصول الطفل إلي المركز يتم عقد جلسة قصيرة مع الأهل لمعرفة سلوكه وطريقة تعامله ونموه ثم يتم توقيع الكشف الطبي عليه لمعرفة إذا كان مريضاً بالتخلف العقلي أو توحد فقط أم هناك أمراض أخري مصاحبة للمرض مثل النوبات الصرعية ويتم عمل رسم المخ لمعرفة الحالة ومدي تأثيرها علي النطق والسلوك. يشير إلي أن التوحد ليس مرضاً وإنما سلوك مضطرب وان علاج مريض التوحد ينقسم إلي دوائي ونفسي وسلوكي ويتم وضع برنامج للعلاج ثم الاستعانة بأخصائي نفسي وطبيب متخصص بالتخاطب لتحديد مراحل العلاج المختلفة للطفل. تضيف مي محمد "أخصائي نفسي": عند استقبال الطفل وإجراء مقابلة مع ولي الأمر للتعرف علي حالة الابن يتم عمل اختيار "جيليام" لقياس درجة التوحد وعند ثبات إصابته نبدأ في عقد جلسة مع الأسرة وفي حالة موافقتها علي الاستمرار للطفل بالمركز يتم عمل ملف للطفل مدون به كل البيانات والبرنامج الذي يتم التعامل معه. تشير دينا محمد أخصائي نفسي إلي أنه مبدئياً بعد تشخيص حالة الابن ومعرفة نوعية التوحد ودرجاته سواء بسيطاً أو متوسطاً أو شديداً وعلي أساس نوعية ودرجة الاضطراب يتم التدخل ووضع البرامج والتوصيات بالخدمات التي يحتاجها الأطفال والوقوف علي الفروق الفردية والمشاكل السلوكية وكيفية التدخل لتقليل الأعراض وتحسين الحالة للتواصل مع الاشخاص الآخرين. توضح مروة فاروق أخصائي تنمية مهارات ان لكل ابن بالمركز برنامجاً خاصاً يتم التدريب عليه حسب حالته ونوعية نسب التوحد ويتم العمل علي تنمية المهارات بكافة أنواعها وتفديم انظمة التأهيل من التخاطب والعلاج بالفن لتحسين الحالة للطفل. سيد إبراهيم أخصائي علاج بالفن: يعتبر الفن لغة تواصل تسمح للأفراد ذوي الاعاقة بفرصة للتعبير عما يدور بداخلهم والاتصال بالآخرين ومن هنا تأتي أهمية العلاج بالفنون علي أنه وسيلة تساعد في تطوير وعلاج مشاكل الاتصالات لديهم حيث لها أهمية في تنمية المهارات الحركية والتركيز والانتباه ومعرفة الألوان بالإضافة إلي فن "طي الورق" لإخراج الطاقات الموجودة بداخله. ومن داخل غرفة التأهيل الوظيفي تحدثنا مع أحمد مجدي أخصائي العلاج الوظيفي والذي أكد ان طبيعة عمله تتركز علي العمل علي الجزء العلوي من جسم الأبناء وتوظيف الحركات الدقيقة من خلال تطبيق برنامج "finemotn" لتحسين قدراتهم علي تنفيذ مهام الحياة اليومية ومساعدتهم في تطوير والمحافظة علي مهارات الحياة اليومية والعمل ليس فقط لتحسين وظائفهم الحركية الأساسية وقدرات التفكير فقط وإنما للتعويض من فقدان القدرة الوظيفية بدءاً من استخدام الكمبيوتر.. والعمل خاصة مع الأطفال ذوي الإعاقة وتدريبهم علي استخدام اليدين وإمساك القلم والمواظبة علي أداء تمرينات القدمين واليدين لعلاج "اللزمات". ومن داخل وحدة التخاطب تحدثنا مع دعاء فتحي أخصائي تخاطب قائلة ان الأم تبدأ في اكتشاف إصابة طفلها بسمات التوحد حيث يرفض التواصل البصري المباشر كما تجد صعوبة في نطق الكلمات مثل غيره من الأطفال في مثل عمره وعدم قدرته علي التعبير عما يدور بداخله وبعد عرض الطفل علي طبيب المخ والأعصاب والأخصائي النفسي لتحديد نسبة التوحد سواء ناطقاً أو غير ناطق وبناء علي نتائج "مقياس الذكاء" يتم العمل مع كل نوعية حسب نسب التوحد إما بمقياس اللغة أو تنمية المهارات اللغوية لطفل التوحد غير الناطق وعلي أثر ذلك يتم عمل التقييم من 7 برامج يتم تطويرها كل 3 شهور لتوضيح الإيجابيات والسلبيات والنتائج إما زيادة التقييم أو إعادته بطريقة أخري.