الحمد لله.. بدأت أيام "الصيفية" وإجازاتها الطويلة. تلملم أوراقها قبل بدء خريف سبتمبر.. الذي يعني لمعظم المصريين الذين لهم أبناء في المدارس بداية عام جديد من الجد والاجتهاد. مع الاستيقاط اليومي المبكر واستعدادات المدارس والجامعات.. ومتطلباتها المادية والنفسية الصعبة.. ويبقي الأمل نراه في عيون الأجيال الجديدة الساعية لمستقبل مشرق.. بإذن الله.. ننعم فيه كلنا علي أرض مصر باستقرارها. وأمنها. وخيرها الذي نأمل أن يصل لأهلها جميعا في عدالة وسعة عيش. كلى بقدر عمله واجتهاده وإخلاصه لوطنه وأهله وناسه. وقبل أيام انتهت أيضاً إجازة عيد الأضحي المبارك "الطويلة" علي خير.. وعادت مدننا وخاصة القاهرة العامرة بأهلها وحياتها إلي "دورانها".. يسعي الجميع إلي أعمالهم ومصادر رزقهم.. ومعها محافظ جديد ضمن أكبر حركة محافظين في تاريخ مصر نأمل أن يكمل مسيرة كل محافظيها البارزين في إعادة رونقها وجمالها.. وكان الله في عونه. وقد صار تعدادها "20 مليون نسمة" يوازي تعداد عدة دول صغيرة في الخليج أو شمال أوروبا. وبالمناسبة.. لست مثل كثيرين من سكان القاهرة الذين يسعدون بتفريغها خلال فترة الإجازات والأعياد.. الذين يحلو لهم أن يتذكروها علي طريقة أفلام الأبيض والأسود القديمة. خالية من البشر والمركبات فيما ندر.. متناسين أو لا يعرفون أن مخرجي السينما القدامي كانوا يعمدون تجميل أعمالهم السينمائية لتبدو بهذا الشكل الرائق.. فكانوا ينتقون الأحياء والشوارع الهادئة لتصويرها. وكان بعضهم مثل المخرج "بركات" يأمر العاملين في "البلاتوهات" بغسل الدواب التي تظهر في مشاهد الأفلام. ولا أريد أن أفسد علي البعض خياله أو ما يطلقون عليه الزمن الجميل.. ولكن ما أقصده هو ضرورة أن تجد حكومتنا حلاً جذرياً لمثل هذه الإجازات الطويلة التي قد تمتد أسبوعاً في الأعياد أو يتراخي فيها العمل. ولا سيما في رمضان.. وهذا بالتأكيد خصم من منظومة العمل والإنتاج.. كما أنها تتسبب في تعطيل مصالح الناس في مواقع العمل الخدمية الجماهيرية. وفي البنوك وأسواق المال والأعمال التي تتأثر كثيراً بهذه الإجازات الطويلة التي لا نري مثيلاً لها في العالم المتقدم.. وتتسبب بعدها في زحام وتكدس عند انتظام العمل. وأخشي أن تستمرئ الحكومة مثل هذه الإجازات الطويلة رغبة في تخفيف أعباء الاختناقات المرورية واستهلاك الوقود والكهرباء والمياه مثلما تتردد هذه الأيام دعوات زيادة عدد أيام الإجازات الأسبوعية إلي ثلاثة أيام.. وهو ما يعني رسالة رسمية للعاملين للتكاسل والتراخي في أداء الأعمال. * * * ولكن من الأمور الإيجابية التي يجب أن نحيي عليها حكومة الدكتور مصطفي مدبولي هي تفعيل دور غرف العمليات المركزية خلال فترة هذه الإجازات.. خاصة في أجهزة المرافق والطوارئ في المستشفيات والإسعاف والسكك الحديدية ووسائل المواصلات. ومتابعة نوبات العمل علي مدار ساعات النهار والليل. وأتصور أن هذه التوجهات الحكومية الجادة تعطي مؤشراً جيداً لرفض كل سلبيات التراخي والإهمال التي كانت تتسبب في الكوارث والحوادث التي كثيراً ما كنا نعاني منها في مثل هذه الإجازات.. كما تعطي القدوة والمثل من عاملين جادين يضحون بأيام إجازاتهم وراحاتهم من أجل أداء أعمالهم لتوفير الأمن والسعادة والأمان لمواطنين آخرين. ويأتي في مقدمة هؤلاء العاملون الجادون المخلصون أبطالنا من رجال الجيش والشرطة الذين ضحي الكثيرون منهم ليس بإجازاتهم وسعادتهم وسط أهلهم فحسب.. بل ضحوا بأرواحهم من أجل أن ينعم بلدنا بمناخ الأمن والاستقرار الذي نعيشه هذه الأيام بعد السيطرة شبه التامة في كل أنحاء الوطن بحدوده المترامية من خطر الإرهاب وتربص المتآمرين من أعداء الداخل والخارج علي مصر وشعبها ومقدراتها. وأتصور أن تضحيات هؤلاء الرجال سواء من قوات الجيش والشرطة أو المدنيين العاملين في مواقع العمل والإنتاج والمشروعات القومية والخدمية الكبري التي يتسارع العمل فيها لإنجازها في توقيتاتها المحددة وفقاً لمتابعة القيادة السياسية التي تسابق الزمن.. لا شك أن هذا يفرض علينا جميعاً مسئوليات كبري للحفاظ علي هذا الأمن والاستقرار الذي ننعم به.. وهذا لا يتأتي إلا بالوعي والعمل والإنتاج.. وأداء كل العاملين لواجباتهم الوظيفية بأمانة وإخلاص ولا نقول تجرد. فليس مقبولاً علي الإطلاق مع بداية العام الدراسي الجديد أن تبدو المدارس مقصرة في أداء دورها التعليمي والتربوي المنوط بها وبالمعلمين المسئولين عن إعداد أجيال جديدة تتحمل مسئولية المستقبل.. وليس مقبولاً تراخ أو تكاسل من أطباء وأجهزة تمريض في المستشفيات.. أو تعطيل لمصالح المواطنين في المواقع الخدمية أو ابتزاز أو رشاوي أو فساد.. كما أنه مطلوب من أصحاب المصانع والمتاجر وحتي الباعة اعتدال في هوامش الربح. وامتناع عن الجشع والمبالغة في الأسعار. باختصار إن هذا الأمن والأمان الذي ننعم به يفرض علينا جميعاً مسئوليات جسام للحفاظ عليه واستدامته من أجل حياة طيبة هانئة.. وغد أفضل بإذن الله.