استغل اصحاب المقاهي غياب رقابة الاحياء وقاموا باحتلال الشوارع وفرش الترابيزات والكراسي علي الارصفة حيث لاتتعدي مساحة المقهي في كثير من الاحيان عن 10 امتار علي الاكثر مجرد "غرزة" صغيرة ويأخذ من الرصيف مئات الامتار بالبلطجة ودفع "المعلوم" لاصحاب النفوس الضعيفة من موظفي المحليات. هذا ما اكده احمد عبدالحي - موظف - قائلا : ان المقاهي انتشرت كالسرطان بكافة الاحياء الشعبي منها والراقي مما يعد دليلا علي فساد المحليات والاحياء والتي لايهم المسئولين بها سوي الحصول علي المعلوم من اصحاب المقاهي مقابل غض الطرف وعدم تحرير محاضر لهم. ويضيف بسام احمد - عامل - رغم سهولة ترخيص المقاهي بالاحياء الا ان اشتراطاتها الصحية والبيئية صعبة لذا يلجأ اصحاب المقاهي الي فتح المكان دون تراخيص والمستفيد هو الموظف المرتشي الذي يقبل الحصول علي اموال ليست من حقه نظير التغاضي عن تحرير محاضر ازالة ومخالفات. ويوضح اكرم ايمن طالب من سكان المرج رغم انفاق ملايين الجنيهات علي تطوير محور مؤسسة الزكاة والمنطقة المحيطة الا ان الجزيرة الوسطي بطول الشارع وقعت تحت سيطرة اصحاب المقاهي الذين افترشوا النجيلة بالكراسي والترابيزات من بعد اذان المغرب مباشرة وحتي الساعات الاولي من الصباح. يشاركه الرأي أحمد كامل - محام - قائلا : اقيم بشارع ترعة الجبل بالمطرية امام موقف 43 واسفل العقار اكثر من 4 مقاه متجاورة احتلت الارصفة ومئات الامتار من الشارع في الاتجاهين مما يسبب جلطة مرورية مستمرة بالشارع بسبب الاعتداء علي نهر الطريق ووضع الترابيزات والكراسي. بالاضافة الي قيام رواد المقاهي بركن سياراتهم بالشارع. يري محمد فاروق - موظف - ان كافة المقاهي تعتدي علي الارصفة ولا تترك مكانا لعبور المشاة خاصة بمنطقة وسط البلد فمعظم المقاهي تضع الكراسي وعدة المقهي علي جانبي الرصيف ولا تترك سوي مترين للمرور. يؤكد احمد ايهاب موظف بالقطاع الخاص ان الحل في تغليظ العقوبات علي المخالفين وتطبيق القانون بكل حسم ومراقبة صدور التراخيص ومتابعتها بشكل دوري تجنبا لحدوث كوارث خاصة ان كل المقاهي تعمل بالغاز والكهرباء وهناك اشتراطات لابد من توافرها في اي مكان يتجمع به عدد كبير من المواطنين حماية لارواحهم. ويشير وليد ايمن - مهندس - الي ان جزءا كبيرا من مشكلة المرور في مصر يرجع الي الاعتداء علي الارصفة وحرم الطريق بسبب اعداد المقاهي الكبيرة والعشوائية الموجودة بكل شارع خاصة الرئيسية والكبري وذات الكثافة العالية. فالرصيف ليس للمارة مما يدفعهم الي النزول للشارع وتعطيل الحركة واعاقة المرور. يتفق معه في الرأي مهاب محمد - طالب - مؤكدا : ان الوضع يزداد سوءا اثناء عرض المباريات سواء بالدوري المصري أو الاوروبي. فمعظم المقاهي تضع شاشات عرض كبيرة جدا واحيانا بروجيكتور وتحتل به جزءا أكبر من الشارع بالاضافة الِي فرش اعداد اكبر من الكراسي وكأنه مسرح تحت اعين الحي ولا يتجرأ احد من المسئولين علي ازالة هذه المخالفات. ويقول محمد محمدي - موظف - ان اغلب المقاهي الموجودة بالارصفة وبالجزيرة الوسطي ببعض الشوارع يقوم اصحابها بسرقة التيار من اعمدة الانارة المتواجدة حولها وبصورة معلنة فالاسلاك ممتدة علي مرأي ومسمع من الجميع. ويتعجب طارق محروس - موظف - من عدم قيام المحليات بدورها في منع الاعتداء علي الرصيف وحرمان المواطن من المرور الامن بالشوارع فالرصيف اصبح تحت رحمة البلطجية فلا يخلو شارع من مقهي أو محل عصير يفترش الرصيف بالكراسي والترابيزات والثلاجات التي لاتفصلها عن بعضها سوي امتار قليلة.