"مقاهي الأرصفة" ظاهرة تعكس غياب دولة القانون . وفوضي الشارع. وهي مشكلة تتمدد في شوارع وميادين القاهرة وعواصم المحافظات. وتؤذي لخنق المرور وإغلاق المحلات وإيذاء المارة والسكان والتضييق عليهم!! مقاهي الأرصفة تفترش الشوارع وتفرض عليها سياسة وضع اليد والبلطجة . وتمارس التهديد وتشهر السلاح في وجه من يعترض عليه أو يبدي رفضه لما تمارسه من بلطجة وفرض للسطوة. في ظل غياب الشرطة بسبب ما يحدث في البلاد. "المساء" التقت عدداً من الأهالي وأصحاب المقاهي لمعرفة آرائهم في ظاهرة "مقاهي الأرصفة والشوارع" في التحقيق التالي. يقول منجي ميخائيل "موظف": ما يحدث يعد ضرباً جديداً للفوضي واعتداءً سافراً علي القانون. حيث ينتهج أصحاب تلك المقاهي والكافيتريات سياسة البلطجة واستخدام القوة في التغول واغتصاب عشرات الأمكار من انهار الشوارع والميادين. وعندما يحاول رجال شرطة المرافق إزالة تعدياتهم وإشغالاتهم يتعرضون لوابل من السباب والشتائم والمصادمات العنيفة من جانب هؤلاء. ويتم إشهار الأسلحة النارية والبيضاء في وجه الشرطة وقد شاهدت ذلك بنفسي في ظل انتشار السلاح في أيدي أصحاب هذه المقاهي وتراجع الأمن عن أداء واجباته في بعض الأوقات وهو ما نبذر بكارثة إذا ما أراد العودة لأداء عمله. يؤكد حامد صالح "تاجر أخشاب": الوضع السييء الموجود الآن يتواكب مع الاضطرابات التي تشهدها البلاد والتي تؤكد غياب دولة القانون والشرطة. فالحكومة في واد والشعب في واد آخر تماما ولايدري الناس هل سيأتي يومتلتفت إليهم الحكومة وتخلصهم من ظاهرة "مقاهي الأرصفة" التي جعلت شوارع وسط البلد كعلبة سردين. لايستطيع المارة عبورها خصوصا شوارع طلعت حرب و26 يوليو وسليمان باشا ناهيك عن الضجيج الهائل والإزعاج الشديد التي يسببها الكافي شوب في أحياء وميادين القاهرة. يوضح هشام عفيفي "صاحب محل ملابس" أنه لم يعد يستطيع مزاولة عمله كأحد أصحاب المحال التجارية. ولايكاد يمر يوم دون أن تندلع مشاجرات ومشادات مع أصحاب تلك المقاهي التي تضرب بالقانون عرض الحائط متجاوزة في طريقها كل شيء. فقد استحوذت علي الأرصفة والشوارع حتي أن سائقي السيارات يعانون من السير فيها بسبب جلوس البعض بها. كما تقوم هذه المقاهي بسرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة. فضلاً علي ما يحدثه زبائنها من إزعاج وضجيج حتي ساعات متأخرة من الليل دون أن يراعو راحة المرضي والأطفال والعائلات التي تسكن بالقرب منهم. يشير السيد عفيفي "رجل أعمال" إلي أن شرطة المرافق والمحافظين والمحليات عليهم دور كبير ومسئولية حقيقية في مواجهة هذه المافيا التي تتوغل في الشوارع. ويعاني بسببهم ابناء الأحياء الشعبية مثل السيدة زينب والشرابية والزاوية الحمراء قال إنه شاهد بعينيه تجاوزات وتعديات وصلت لحد إغلاق شوارع في مناطق معينة حتي أن السيارات والأفراد لايستطيعون المرور فيها دون أن نتحرك الحكومة لمنع هذه الفوضي. في ظل غياب الشرطة وعدم قيامها بدورها في حماية الطرق والشوارع من التعدي والسيطرة عليها بقوة السلاح. وتهديد من يتعرض أو يبدي رفضه لسياسة وضع اليد التي يمارسها أصحاب المقاهي. وعلي الجانب الآخر قال علي حسنين وتوفيق محسن ورامي جلال من أصحاب كافيتريات تستخدم الأرصفة والطرقات: نناشد المحليات أن تمنحنا تراخيص من أجل لقمة العيش وكسر حالة البطالة التي لازمتنا سنوات. فنحن لسنا بلطجية بل ضحايا البطالة ونريد توفيق أوضاعنا ونرفض غلق الطرق والميادين. وما دفعنا لوضع ترابيزات علي الرصيف هو حاجتنا إلي لقمة العيش. بينما يقول محمد محمود "صاحب كافيتريا": نعاني بشدة بسبب وجود هذه المقاهي في الشوارع وعلي الأرصفة. فهذه البدع أطلت علينا بسبب غياب الأمن وعدم تنفيذ القانون. وهو ما بكبدنا خسائر فادحة حيث ندفع فواتير الكهرباء ومياه وإيجارات ومرتبات عمال. بينما تؤثر علينا تلك المقاهي التي تفترش الشوارع واستمرارها يؤدي لخراب بيوتنا.. مثل هذا جزاء من يلتزم بالقانون من أصحاب المقاهي؟!