«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلف الأبواب
يقدمها: صلاح حامد
نشر في الجمهورية يوم 16 - 08 - 2018

مرت أيام عديدة لم يسمع خلالها الجيران صراخ الزوجة الشابة "دودي" وهي تدب خناقة للسما مع زوجها تلقي خلالها قذائف السباب من مختلف العيارات بينما يقف الرجل المسكين . عاجزا عن الدفاع عن نفسه حتي لا يزيد من استفزازها ومع أنه لم يكن يسعي أبدا لإغضابها ولم يكن يقول لها "تلت التلاتة كام" فقد كانت أعصابها تشيط بدون سبب معروف.
كان الأمر يبدو غريبا حقا فمشاجراتها اليومية وحكاياتها الغريبة مع زوجها الرجل "الطيب الأمير" الذي لا يسمع أحد صوته أصبحت إحدي علامات الشارع.
احتار الجميع في تفسير سبب توقف "أم المعارك".
* قالوا متندرين: يمكن تكون ماتت
* وقالوا ويمكن يكون زوجها زهق منها وقطع لسانها.
لكن لم يقل أحد أبدا أنها ربما تكون "عقلت" فإمكانية حدوث ذلك كإمكانية دخول الجمل من ثقب الإبرة.
اختفت الزوجة إذن لفترة ثم عادت ميمونة ظافرة ترفرف السعادة علي محياها.. أما أين ذهبت وكيف عادت.. فوراء ذلك قصة مثيرة تسطر أوراقها دعوي خلع تنظرها محكمة الأسرة بالقاهرة زنانيري.
المسحور
كانت دودي متوسطة الجمال لكنها خفيفة الظل وموهوبة في الدحلبة واختراق القلوب المستعصية حتي ولو كانت أقفالها فولاذية لذلك نجحت في السيطرة علي جارها الثري الذي كان مضربا عن الزواج فاستسلم لها بصورة مثيرة دفعت من حوله يقول أن هذه الظاهرة لا تخرج عن أحد أمرين:
* إما مجنون.. أو مسحور.
كانت بالنسبة له كل حاجة: "بابا وماما وأنور وجدي" وكان تدليله لها يغيظ معارفه خاصة عندما يناديها بإسم الدلع "دودة" الذي هو اسم الدلع ل "دودي" والذي هو أيضا اسم الدلع ل "دينا" يعني "دلع الدلع".
ومع أن الزوج كان يبالغ في تدليل "دودة" فلم تحمل له شكرا ولا جميلة فقد كان ضميرها يوسع ويضيق حسب الظروف مثل "أستك" الفنان سعيد صالح في مسرحية "هاللو شلبي".
قصقصة الريش
مر عام ولم تتحرك في أحشائها ثمرة الزواج.. في الحقيقة لم تكن "دودة" تهتم بالانجاب فهي لم تحب زوجها وكانت تعتبر نفسها في مهمة رسمية لن تنتهي إلا بعد أن تقصقص ريشه.
كانت تشعل الحرائق وتنتهي المشاجرة بترك بيت الزوجية ولأنه لا يقدر علي بعدها فقد كان لا يقصر في محاولات استرضائها ويوسط كل من له خاطر عندها لكي تترك العناد وتعود إلي البيت الذي أصبح مظلما بعد أن هجرته.. بالطبع كانت تقتنص الفرصة لتفرض شروطها وتحصل علي هدايا وامتيازات للترضية وتطييب خاطرها.
فجأة طرأ تغيير كبير علي الشارع فقد ساد الصمت الشقة المعروفة بصخبها واختفت الزوجة تماما وفشل الجيران في الحصول علي إجابات لفضولهم فقد كان الزوج معروفا بأنه إنطوائي ويعيش في كوكب تاني.
أما في حقيقة الأمر فقد كان سلوك الزوجة يصلح عنوانا للخيانة والنذالة كانت عرفت رجلا متزوجا لكنه صاحب مشروع يدر عليه الكثير وهذا كل ما يعنيها ويدغدغ حواسها ومشاعرها.
كان الصيد ثمينا وغاوي أيضا قدمت له نفسها علي أنها "مطلقة" وسهلت له المهمة فهو متزوج وهي "مش خرّابة بيوت".. يكفيها أن يسكنها في جزء من قلبه وفي السر مثل شادية في فيلم "أغلي من حياتي".. شرطها الوحيد أن يخلص لها ويحبها كما تحبه.
علي الفور عادت لزوجها ب "سحنة تقطع الخميرة من البيت" ظلت تضغط عليه بكل قوة لكي يطلقها بزعم أن الطلاق سيكون مثل "استراحة محارب" يعيد فيها كل طرف حساباته ومن يدري فربما كتب الله للمياة أن تعود إلي مجاريها.
أقنع الزوج نفسه بهذه الفكرة.. طلقها بهدوء حتي لا يثير شماتة الشامتين وعاش منطويا مع ذكرياته في انتظار أن تهدأ ويعود الطير إلي عشه.
في الزاوية الأخري كان العاشق الجديد شاكرا لها . تضحياتها الجسيمة وكعادتها لم تضيع وقتها فقد وجهته لأن يترجم هذه التضحيات في صورة أموال يضخها في حسابها في البنك وهدايا ثمينة يقدمها لها بمناسبة وبدون مناسبة لكن في لحظة نادرة أفاق فيها من السحر وشبع من العسل واكتشف أن تلك المرأة شغلته عن أعماله وتسحب بصورة منتظمة أمواله فطلقها.
الدفاتر القديمة
فتشت المرأة في دفاترها القديمة ولم يكن فيها سوي سطر واحد: الزوج الأول الذي مازال علي حاله كما تركته لم تكن في حاجة إلي جهد كبير للسيطرة علي الهدف فهو كالفراشة التي تلقي بنفسها في النار وهي تظن أنها ذاهبة إلي حقل أزهار أو مثل الرضيع الذي يزحف ليمسك بأفعي سامة وهو يظن أنها لعبة.
أسرع ليركع تحت قدميها بمجرد أن أشارت له بأصبعها.. غفر لها كل إساءاتها حتي بدون أن تطلب منه وقال لها: حمدالله علي السلامة وأعادها إلي عصمته.
لكنها كانت تعشق المغامرة والصيد وصلت أخبار مغامراتها إلي الزوج الطيب الذي ظل يبلع لها الزلط حتي "انحشر في زوره" ولم يعد لديه طاقة .علي مزيد من البلع أصيب بصدمة نفسية.
***
هذه المرة وجدت نفسها في صدام مباشر مع أسرة زوجها.. كانت عائدة من رحلة في المجهول فوجدتهم في انتظارها في البيت.. لم يمهلوها حتي تأخذ ملابسها طردوها من "ع الباب".
قالوا لها: إذا عدت إلي هذا البيت مرة أخري سنكسر رقبتك واعلمي أننا لن نطلب منه أن يطلقك حتي لا تأخذي جنيها واحدا.
ونصيحة أخيرة.. خذيها من قصيره واخلعي.
"ودارت الأيام"
انطلقت إليسا تشدو بأغنيتها "أواخر الشتا".. كان الصوت رنة موبايل "عبدالله" فهو يعشق أغاني العذاب والشوق والحنين بحكم سنوات الغربة الطويلة جدا التي يعيشها وحداني قبل الزواج وبعده.
كانت المتصلة شقيقته في القاهرة.. بعد تحيات وسلامات قصيرة دار بينهما هذا الحوار:
* قالت له بلهجة ساخرة لم يسمعها منها من قبل: إذا كنت ناوي تقعد 30 سنة أخري في الغربة معدش ينفع.. زوجتك أخذت العفش وباعت الشقة وتركت ابنك عندي أمانة!!
كانت الكلمات تشبه طلقات مدفع رشاش مضاد للطائرات عيار 62.7 مم.
** استوضحها مرة أخري لعله "فهم غلط".
* قالت : اللي انت سمعته بالضبط.. لأ وكمان اتجوزت الحبيب الأول.
سألها بصوت مخنوق يخرج من فمه كفحيح الأفاعي: هي عملت كده امتي.. وليه؟
* قالت: ابقي اسألها.. الأهم الآن أن تعود لتري صرفة في المشكلة.
انتهت المكالمة عند هذا الحد وفي الحال بدأ يتصل بزوجته بحسب ما كانت بعد عدة محاولات ردت عليه بجفاء: نعم.
قال: ايه اللي أنا سمعته ده.
* قالت: صحيح 100% وزعلان ليه لم نكن نعيش كزوجين فدائما أنت هناك وأنا هنا.
قال: لكنك أخذت كل شيء.
* قالت: حقي مكافأة بدل "عذاب ووحدة" ثم صرخت : أنا الآن ست متزوجة وكلامك معي غلط.
أغلقت الخط.. نزعت الشريحة من الموبايل وألقتها في الزبالة.
كان هذا آخر حوار بينهما أما البداية فقد كان لها قصة أخري نسردها في السطور التالية:
ساعة حظ
عندما قرر عبد الله الزواج بعد طول صبر وانتظار وتأجيل طلب من والدته أن ترشح له عرائس يختار من بينهن واحدة عندما يعود في الأجازة.. نشطت "ست الحبايب" في تنفيذ المهمة التي كانت علي قلبها "زي العسل".. فالسيدة الطيبة ريقها نشف من الكلام مع ابنها في موضوع الزواج وهو دائم التأجيل والتسويف بحجة لما يكون نفسه.
بعد مناقشة مستفيضة مع أمه اختار مريم.. فتاة حلوة ومسمسمة علي رأي أمه
كانت المشكلة الوحيدة هي فارق السن.. الكبير لكن الأم طمأنته.. قالت: لا يعيب الرجل إلا جيبه وأهلها ناس غلابة "هما يطولوا.. دي طاقة القدر انفتحت لهم".
كان عبد الله في ساعة حظه فقد رحبت عائلة العروس به بدون الرجوع إلي رأي البنت التي كان قلبها مشغولا بفارس بلا جواد وطريقه مفروش بالأشواك والمجهول.
كانت الفلوس هي الحبيب الأول للرجل العصامي عبدالله وبعد حسابات سريعة قرر أن يترك زوجته في القاهرة ويعود للغربة وحداني لكن حدث له نوع من التغيير فقد استبدل رنة الموبايل أواخر الشتا بأغنية وردة الجزائرية "مليت من الغربة".. وبس وكأنه يستعذب العذاب.
حياة كئيبة
عاشت مريم بعد الزواج حياة كئيبة حاولت أن تشغل نفسها بابنها الذي خرجت من هذه الزيجة لكن الوحدة التي يعشقها زوجها عبدالله تقتلها.. في احدي جولاتها الشرائية في وسط البلد القاهرة التقت حبيبها الأول حسام صدفة.. كان لقاء عاصفا أزاح التراب من فوق جمرات النار فعادت للاشتعال قوية كحرائق الغابات سيطرت مريم علي مشاعرها فهي لم تنس أنها زوجة.
أخذت مكالماتهما التليفونية تزداد سخونتها يوما بعد يوم حتي وجدت الزوجة الشابة أنها لن تتحمل المزيد اتصلت بزوجها ألحت عليه أن يأخذها معه أو أن يعود والرجل يماطل ويتحجج.
* قالت له: افهم "يا بجم...." أنا امرأة كالمعلقة لا زوجة ولا حرة.. أين شريك حياتي؟
حاول أن يشغلها باستثمار أمواله أرسل لها توكيلا لشراء شقة لقطة قرأ إعلانا عنها في الجريدة.. طلب منها أن تنقل العفش لكي تكون عش الزوجية الجديد.
لكن كانت مريم تخطط لشيء آخر تماما أقامت دعوي خلع كانت الانذارات "أمريكاني" وهي التي تتسلمها.. خلعت زوج علي الورق فقط لتتزوج حبيبها في الشقة الجديدة.
***
عاد الزوج للقاهرة في إجازة قصيرة لم يكن في امكانه فعل شيء. اكتفي بترتيب أمر ابنه وحجز علي أول طائرة تحمله للغربة.
* قالوا: تاني
* قال: هقعد هنا أعمل إيه
* قالوا في نفس واحد: عندك حق.. روح يا شيخ ل "الحبيب الأول" الغربة والفلوس بس اوعي تسلم ذقنك لامرأة أخري.
***
في الغربة.. نصحه أصحابه أن يعمل رنة الموبايل.. ودارت الأيام.. قالوا : فيها برضوا شجن وعذاب علت شفتيه ابتسامة باهته.. قال: شر البلية ما يضحك.
"بروفيسورة".. في النكد
يقول المثل: "اللي حماتها تحبها الشمس تطلع لها" لكن ماذا لو لم تحب الحماة زوجة ابنها مثل السيدة "أم محمود"؟
كانت أم محمود تعارض بشدة زواج ابنها من جارتهم سعاد.. لم تكن عندها أسباب معينة . لهذا الرفض . كل الحكاية ان العروسة "مش نازلالها من زور".. يعني مش بتحبها لله في لله.
طبعا لم تكن أسباب الرفض المعلنة هي الحقيقية فما لم تكشف عنه أم محمود هو أنها "تغار" من الفتاة الشابة التي تعلق بها قلب ابنها ويبدو أنها لم تترك سنتيمتر واحد فاضي لشخص غيرها في قلبه.
لكن "الكترة تغلب الشجاعة" فقد استعان محمود بأصدقائه وأقاربه لإقناع أمه بأن تتخلي عن رفضها.
قالوا لها: الجدع عامل لك خاطر.. لكن هيجوزها سواء رضيت أم رفضت واللي يقف في سكة القطر.. يفرمه.
ردت بزفرة طويلة: آآآآه
لكنها.. إذا كانت قد خسرت المناوشات فأمامها "حرب استنزاف" طويلة وستجعل زوجة ابنها "تبلغ فرار".
***
بعد الزواج.. بدأت أم محمود تمارس دور الحماة بجدارة واقتدار علي طريقة الفنانة ماري منيب في فيلم "الحموات الفاتنات".. كانت أم محمود تعامل سعاد وكأنها عدوتها اللدودة فلا تترك شاردة أو واردة إلا وتجعل منها قذيفة تطلقها في وجه زوجة ابنها.
أما العروس الشابة فقد كانت بريئة وعلي نيتها لا تفهم طبيعة الحياة في بيت أهل زوجها ولا تعرف شيئا عن كيد الحموات فكانت تتحث مع حماتها في كل شيء بطيب خاطر ثم تفاجأ بأن زوجها ينقلب 180 درجة بعدما كان متفقا معها.
كان بيت الزوجية فوق شقة حماتها وكان ذلك مصدرا للشقاء والتعاسة.. كانت أم محمود تقوم بزيارات تفقدية مفاجئة وشبه يومية تفتش خلالها كل ركني من شقة ابنها لتكتشف أسرار البيت وتستخدمها في هجومها الشرس برغم سياسة التعايش السلمي التي تزعم أنها نهجها في الحياة.
"شهقة".. أم محمود
وسار سيناريو دس "الأسافين" بين ابنها وزوجته كالتالي:
عندما تجلس أم محمود لتناول الغداء في بيت ابنها.. تشهق: الأكل زعق يا سعاد كله ملح وأنا معايا ضغط ثم تنظر في اتجاه ابنها: ربي يا خايبة للمايلة.
وعندما تقدم لها سعاد الشاي تضرب أم محمود كفا بكف: الشاي حلو يا سعاد عايزه يجيلي سكر وتخلصي مني يا بنت؟
أما عن لفت نظر ابنها إلي أن زوجته ليست جميلة كما ينبغي أو كما كان يستحق "بنت قمره" فأم محمود تعزف سيمفونية في وصف جمال فتاة قابلتها صدفة في الشارع أو في عيادة طبيب أو في حفلة عرس وتقول: يوووه شفت اليوم بنت ما شفت زيها في جمالها.. صلاة النبي عليها: طول ورشاقة زي الغزالة.
دق الأسافين
لم تنس أم محمود بالطبع أن تطبق سياسة "فرق تسد" التي استخدمها الانجليز مع العرب بعد الحرب العالمية الأولي.. كانت سعاد قد ضاقت من مطاردات حماتها وأسافينها التي تركت أثارها المدمرة علي صفاء الحياة الزوجية فطرحت علي زوجها فكرة البحث عن عقد عمل للخارج لتهرب من هذه الحماة "الخنيقة".. كما كانت تصفها.
وصلت أخبار هذه النقاشات إلي أم محمود فجن جنونها وقررت أن "تقطع عرق وتسيح دم".. فقد وصلت لمرحلة فاصلة: إما أنا.. أو هي.
أخذت أم محمود تضرب علي وتر "راتب الزوجة".. قالت لابنها: وتسافر ليه.. فين مرتب زوجتك؟
قال: تنفقه علي نفسها ثم أنا المسئول عن الانفاق علي البيت.
طبعا علشان انت طيب.. شفت "فلانة" بنت أصل وناس تسلم جوزها الفيزا وما تعرف أصلا كم وصل راتبها.
الفصل الأخير
كل ذلك كان يمكن أن يمر لكن أم محمود عزفت علي الوتر الحساس.. الإنجاب فمحمود وحيدها الذي خرجت به من الدنيا وتريد أن تفرح بأولاده وتشيلهم في حضنها ولأن الضغط يولد الانفجار فقد خرجت سعاد من منزلها غاضبة وذهبت إلي أمها تشكو لها.
قالت الأم: معلهش استحملي.. هي يعني هتعمل لك إيه؟
قالت: دي "بروفيسورة" في النكد ويمكنها فتح أكاديمية في مجال إفساد العلاقة الزوجية بين الأبناء والزوجات.
قالت الأم: لن تحبك لأنك أخذت ابنها.. الوحيد و"ان كان القمح قد التبن تبقي الحما تحب مرات الابن"
ضغطت الأم علي ابنتها لتعود إلي بيتها قبل عودة زوجها حتي لا تستفرد به حماتها وتروي له قصصا من عندها فتجعل البلة طين.. عادت سعاد لتجد حماتها في وجهها.. قالت لها: ارجعي مطرح ما كنت اللي تسيب بيت جوزها في غيابه متستحقش تعيش فيه.
***
بعد دقائق كانت سعاد في بيت أسرتها وأعدت العدة للطلاق ولسان حالها يقول : "الحما حما .. ولو كانت ملكة من السما".
أفنان.. "عدد نجوم السما"
امتقع وجه "أفنان" فجأة.. هبت واقفة وقالت لخطيبها: أنا عايزه أمشي من هنا حالا.
سألها باستغراب: ليه.. ايه اللي حصل؟
ردت بعصبية: بعدين هاأبقي أقول لك ؟ ولم تنتظره وهرعت إلي خارج المطعم الذي كانا يتناولون فيه العشاء.
في الشارع عادت إلي طبيعتها.. تنفست بعمق وكأنها نجت من وحش كاسر كان يطاردها ليفترسها.. قالت لخطيبها لتفسير سلوكها الغريب: متزعلش.. أنا شفت واحد كان قد طلبني للزواج ورفضته وخشيت أن يغلس علينا.
فهل كانت تهرب من فضيحة؟
أم كانت تهرب من ماضيها الساخن؟
***
كانت "أفنان" لا تختار من الملابس إلا المحزق والملزق وما تكشف أكبر مساحة ممكنة من نصفها الأعلي والأسفل.
كانت الفتاة الجميلة تري في التفاف الشباب حولها دليلا علي أنها تهوس وأن جاذبيتها أقوي من الجاذبية الأرضية يصعب علي الجنس الخشن الإفلات منها.
خلال المرحلة الجامعية انفض من حولها كل بنات جنسها لأنها "تشبه".. قالت لها آخر واحدة قبل أن تغادر برج صداقتها: البنات لا حديث لهن إلا عن علاقاتك بالشباب.
ردت: غيرة.. و"قصر ذيل".
قالت صديقتها: لكن الرجل الشرقي.. لا يتزوج فتاة "جمالها مشاع".
ردت: عندما أقول "يا زواج".. سأجد ألف ألف عريس واقفين علي بابي.
ثري حرب
في حفل زفاف التقت شابا يمت لها بصلة قرابة من بعيد لكن فرقت المسافات بين أسرتيهما فحدث بينهما التفاهم والانسجام بينهما وفي الحال ولكل أسبابه:
* هي.. رأت فيه العريس الثري والذي لا يعرف شيئا عن ماضيها.
* هو.. رأي فيها نموذج للجمال الذي كان يظن أنه انقرض من علي سطح الأرض.
كانت أسرة أسامة حديثة عهد بالثراء لكنها أموال مصدرها مجهول رسميا معلوم ضمنيا مثل أثرياء الحرب الذين انقلبت حياتهم من الفقر إلي الغني.
لم يكن المحب الولهان يجيد الغزل أو السباحة وسط الأمواج الهائجة فقرر دخول البيت من بابه وهي لم تكن لتسمح له بغير ذلك فهي صاحبة تجربة وتعرف أن "العطشان بيكسر الحوض".. أما إذا روي ظمأه فسينام في الظل.
السحر والجمال
كان كل شيء فيها كما يراه سحر وجمال حتي اسمها الخليجي لكن ملابسها ساخنة أكثر من اللازم وأقصي ما كان يستطيع قوله لها أن ترتدي ملابس حشمة عندما تزورها والدته لأنها ريفية ولم تدخل مجتمعات مثله.
ومع ذلك رأت الأم بقلبها أن العروس لا تناسب ابنها لكن رأيها لم يكن الفيصل فاكتفت باسداء النصيحة: "اللي أوله دلع.. أخره ولع".
بعد عقد القران قررت أن تكشف له ماضيها واحدة واحدة لتحتاط للمستقبل.
قالت له: لابد أن نعرف عن بعض كل شيء.. بالنسبة لي تقدم لخطبتي شباب كثيرين ورفضتهم ما عدا واحد ارتبطت به لفترة قصيرة ثم انفصلنا.. لم تعجبني أخلاقه.
رد : كنت سأسألك.. فتاة في جمالك وحيويتك كيف لم تجد من يخطفها علي حصانه الأبيض؟
ضحكت.. قالت: لا.. معارفي "عدد نجوم السما" لكنها كلها صداقات بريئة في حدود الزمالة وبس.
فضائح بالتقسيط
بعد الزواج اكتشف الزوج الشهم الذي دخل مجتمعات بعكس والدته الريفية الطيبة أن صداقات زوجته لم تكن كلها بريئة.
قال لها: قلت أنك كنت مخطوبة ولم تقولي أنك كنت أيضا متزوجة.
التقطت طرف الخيط.. قالت: فكرت أنني لو أخبرتك ربما سأفقدك.. تزوجت عرفيا من خطيبي قبل أن ننفصل وعموما كل ذلك كان في الماضي وأنا الآن لك وحدك.
قال: لأ.. كفاية كده.. لو عشت معك فترة أطول ربما أكتشف أن لك أولادا.. أمي كان عندها حق.
ردت بعصبية "طيب.. روح لأمك".
***
لكنها في الحقيقة هي التي راحت لأمها فقد طردها وتركها تخلعه.. تذكر نصيحة أمه.. وقال في نفسه "أكبر منك بيوم.. أوعي منك بسنة.
"بركان".. في القطب الجنوبي
بعد فترة قصيرة من إعلان فشل قصة الحب التي عاشتها "مني" مع زميلها الشاب التقت رجل "متصابي".. كان منفوخا ومنفوشا مثل الطاووس فحدث بينهما توافق من نوع فريد.
هي.. كانت قد زهقت من الحب الذي يخنقه الفقر والعوز ومحكوم عليه بالفشل فحكاية "عش العصفورة" مجرد أغان وأحلام.
هو.. كان يملك المال ويفتقد الشباب والحيوية.
لكن: هل هذه المعادلة من الممكن أن تنجح؟
أو بعبارة أخري: هل يمكن أن يعيش الغراب واليمامة في تفاهم وانسجام؟
ما حدث كان غير هذا وذاك وهو ما أثار حالة من الضحك حتي البكاء.
***
عندما فتحت "مني" بابها للرجل المتصابي الذي كان يغازلها أوهم نفسه أنها وقعت في غرامه أو علي الأقل رأها فتاة عاقلة تعرف قدر الرجال وتوزنهم بميزان الذهب رافضا التلميحات السخيفة التي تزعم أنها ستتزوجه علشان فلوسه.
قالوا له بلهجة لا تخلو من التهكم: انت جنتل وتاريخ ماقلناش حاجة.. لكنك "توعي علي حفر القناة" وأعشاب العطار لن تصلح ما أفسده الدهر بينما هي "بركان" وبنت عصر السماوات المفتوحة.
- رد : ستجد عندي ما لن تجده مع عريس من جيلها.
* وقالوا لها محذرين: انت شابة وهو عجوز والنار والماء لا يجتمعان.
ردت: الشباب في القلب وفي الجيوب.. دي زواجه كلها مكاسب ثم أنا اخدت ايه من الشباب غير الفشل والإحباط؟
مشاعر ساخنة
كان العريس دايب صبابة في هوي الشابة الحسناء وكأنه لم يدخل تجارب عاطفية من قبل.. كانت مشاعره دافئة مثل شاب في العشرين وكانت لهفته عليها أكثر عمقا من لهفة شاب كل الطرق لحبيبته "مسدودة" وكان عندما تكون معه تصبح شهيته للدنيا مفتوحة مثل شهية شخص لم يتذوق الطعام منذ أيام.
خلال جلسة سمر في مركب يجري فوق سطح النيل قال لها "عايز بوسة تحت الحساب".
- ضحكت.. قالت : أصبر تنول.. وفر مجهودك عندما تنزل الملعب.
لكن كل ذلك في الحقيقة كانت مجرد مشاعر وحاجات معنوية يعيشها في الخيال ويحلق بها في السماء أما التجربة العملية علي أرض الواقع فقد كانت "صدمة".
بعد الزفاف كانت الزوجة الشابة في سخونة بركان "فيزوف" الذي عندما يثور فإنه يدمر في طريقه مدن وغابات .. وكان هو مثل القطب الجنوبي . الذي تنخفض فيه درجات الحرارة لعشرات تحت الصفر.
كان "رصيد" مخزون الشباب عنده قد نفد ولم تبق منه نقطة واحدة فلجأ إلي الخطة البديلة التي لاتضطره للبقاء معها علي انفراد وساعده علي تنفيذها أنها كانت عاقلة كما توقع منذ البداية فهي لم تكن تنتظر منه أن يكون زوجا بل حساب بنكي رصيده لا ينفد وهو المطلوب في هذه المرحلة التي أجادت استغلالها تماما.
فارس بلا جواد
وحدث شيء لم يكن في الحسبان تلقت مني اتصالا من صديقة كان بينهما تفاهم وعشم كبيرين.. قالت لها: هو انت وجوزك "هههههه".. علي خلاف؟
ردت مني : بصرف النظرعن الاستظراف.. لأ فالفيزا التي أسحب بها من البنك مازالت سارية المفعول .. بس بتقولي كده ليه يا "ظريفة"؟
قالت: أصل "الراجل الخرفان" ولا مؤاخذة بيعاكس البنات وبصراحة: كلك كده مش حلو!!
كانت هذه فعلا هي المشكلة فما يحدث يعتبر إهانة لها ولأنها عاقلة فقد أدركت أن ساعة الفراق قد أوشكت وأن الرجل يهرب من الواقع الرمادي إلي الخيال البنفسجي فاحتاطت للأمر ونزحت كل ما في البئر "الفيزا" فالجنيه المضمون الآن هو الذي في رصيدها وليس رصيده.
ثم بدأت المواجهة لم ينكر أنه يجري وراء الصبايا الملاح اللائي يبعثن الحيوية فيروحه وجسده وأقسم أنه لا يخونها.
قاطعته: طبعا.. كيف ستخونني؟
نكس رأسه في الأرض.. انسحبت من حياته بسرعة فما أسهل خلع الأزواج.
***
قالوا لها : مش قلنا لك ان النار والماء لا يجتمعان؟
ردت: وأنا قلت لكم دي زيجه كلها مكاسب.
ضحكوا جميعا.. لحد البكاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.