كانت المرأة المصرية دائماً وأبداً مَضرِب الأمثال فى الصبر والتحمل لأجل بيتها وأولادها، وكنا نسمع المثل المعروف «الست بتعشش، والراجل بيطفش»!! فلم يكن للمرأة سوى بيتها وزوجها وأولادها الذين تتحمل من أجلهم أى شىء وكل شىء.. وتغفر للرجل ذلاته فى سبيل الحفاظ على بيتها، لكن هل مازالت ستات هذا الزمن يتبعن نفس الأسلوب؟! ويؤمنَّ بنفس المبادئ..!! بالطبع هناك تحول كبير فى العلاقات الإنسانية، والأسرية نتيجة للتغير الواضح فى المجتمع، ووصل الأمر إلى الاتهام الواضح والصريح بعدم قدرة بنات هذه الأيام على تحمل المسئولية «والدلع» هو السبب المباشر فى زيادة حالات الطلاق فى المجتمع المصرى. فقد وصلت مصر إلى لقب الدولة الأولى على العالم فيما يخص معدلات الطلاق، حسب أحدث دراسة صادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وآخر إحصاء صدر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء يبين حدوث حالة طلاق فى مصر كل 6 دقائق.. مما نتج عنه أن وصل عدد المطلقات إلى 2.5 مليون مطلقة!! • الطلاق فى السنوات الأولى وأصبحت معظم حالات الطلاق تتم فى السنوات الأولى من الزواج أى أن الطلاق أصبح منتشراً بين الأزواج الشباب بالمقارنة بالأكبر سنا، فالعديد من الدراسات للمركز القومى للبحوث الاجتماعية أكدت وقوع 49% من حالات الطلاق خلال أول عامين بالزواج، بينما وصلت إلى 18% بالفترة من 4 إلى 6سنوات، 19% خلال الفترة من 7 إلى 10 سنوات، 14% فقط من حالات الطلاق كانت بين من استمر الزواج بينهم لأكثر من 10 سنوات كما أوضحت الدراسة ارتفاع معدلات الطلاق خلال الخمسين عاماً الماضية من 7% إلى 40%. وهناك دراسة حديثة أيضاً بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية للدكتورة ليلى عبد الجواد استاذ علم النفس بالمركز تؤكد أن نصف حالات الطلاق المسجلة حوالى 52% فى المئة منها تمت ما بين 2 إلى 10 سنوات من عمر الزواج، وأوضحت الدراسة أن نسبة 52% من الطلاق تحدث فى الفترة العمرية للزوجين ما بين 20 و 30 سنة. • الستات لم يعد البيت من أولوياتهن! «لم تعد هناك الزوجة المتفانية المحبة التى تكون أولوياتها البيت والأطفال» هكذا بدأ معى أحمد الجزوى 36 سنة يعمل فى مجال الدعاية والتسويق حديثه ويكمل: «حلم المرأة اليوم إثبات نفسها فى العمل أصبح من أولوياتها وتراجعت غريزة الأمومة والاستقرار لدى جيل هذه الأيام؛ فطليقتى لم ترد أن تنجب لأنها كانت مشغولة بالعمل وبالوصول للمنصب وخلافه، كنت أحب فيها طموحها وإصرارها لكن بعد الزواج أدركت أنه هدفها الوحيد، والبيت تحصيل حاصل!! اتفقنا أول الأمر على تأخير الإنجاب ولكن طالت فترة التأجيل وزادت مشاغلها وتعرفت على زوجتى الجديدة وقررت الانفصال عن الأولى لأتركها تتفرغ لعشقها «الشغل». «الدلع وعدم القدرة على تحمل المسئولية أصبح سمة مميزة لبنات هذه الأيام» هكذا التقط هانى المعدول مهندس معمارى 32 سنة طرف الحديث ليكمل نظرة الشباب للبنات هذه الأيام ويقول: «لم أقابل الى الآن انسانة مسئولة وتستطيع أن تكون زوجة تتحمل مسئولية بيتها، كل زميلاتى سطحيات جداً فى موضوعاتهن واهتماماتهن ولا يعرفن شيئاً عن البيت أو الطبخ أو التنظيف ومعتمدات على أمهاتهن، أو منهمكات فى عملهن جداً جداً ولا وقت عندهن لحب أو ارتباط وأرى المتزوجين حولى ومشاكلهم كلها تدور حول عدم قدرة زوجاتهم على دفعهم للأمام حتى يستطيعوا أن ينجزوا فى عملهم، مع أن عمل الرجل هو الذى يفتح البيت، فهو المسئول عن المصاريف وكل ما يحتاجه البيت، أما المرأة فتعمل لنفسها ولمجدها الشخصى وللأسف أصبحت تلك سمة مميزة تسببت فى زيادة نسبة العنوسة أو حالات الطلاق الكثيرة من حولى». • حماتى كانت سيدة البيت م .م. مهندس فى إحدى الشركات 37 سنة يقول: «تعرفت على زميلة لى فى العمل وكنت معجباً بأخلاقها وجمالها وكانت تحضر الماجيستير ووجدت كم هى جادة وطموحة وتقدمت للزواج منها ومن أول يوم وجدت أن حماتى كانت هى من تقرر كل شىء فى حياة ابنتها ولأنها سيدة متزنة ومثقفة وست بيت شاطرة كنت معجباً جداً بذلك واعتقدت أنه شىء طبيعى أن تتبع أسلوب والدتها لأنها خير قدوة واعتقدت أنها ستكون مثلها بعد الزواج ولكن اكتشفت أن زوجتى ليس لها أى دور فى البيت لا تعرف كيف تطبخ أو ترتب أو تقوم بأى طلبات للبيت، كل ما تعرفه المذاكرة للدراسات العليا والماجيستير فى الجامعة ووالدتها هى من تقوم بكل شىء فى إدارة البيت والإشراف على الخادمة والطبخ.. حتى بعد حمل زوجتى أخذت إجازة بسيطة للولادة وبعدها تركت ابنتى لحماتى.. حماتى إنسانة عظيمة ولكن زوجتى فى البيت «زى قِلتها»، وهو ما يضايقنى كثيراً ولا أشعر بأن لى زوجة تشاركنى اهتماماتى وهمومى ولم أعد منجذبا لها للأسف لأنها ليس لها أى تأثير فى بيتى وحياتى». على محمود - محامى 40 سنة يقول: «كنت متزوجاً من جارتى وكانت بيننا قصة حب استمرت لسنوات لكن للأسف لم تكن الزوجة المسئولة التى يعتمد عليها، للأسف كانت «متدلعة» ولا تعرف فى شئون البيت شيئاً، عشت معها أصعب خمس سنوات فى حياتى، كانت عاجزة عن إدارة البيت والوفاء بطلباته وكنا دائماً فى خناق ونوسط أهلنا بيننا ودائما أهلها يبررون تصرفاتها غير المسئولة بأنها «لسه صغيرة» معلشى أصلها البنت الوحيدة ودلوعة العيلة، كان البيت دائماً غير منظم ولا أجد أشيائى وابنتى الصغيرة عانت من عدم قدرة أمها على العناية بها ولم أستطع الاهتمام بعملى إلى أن قررت أن أطلقها لألتفت لحياتى وأتركها فى بيت أهلها.. بعدها بعامين تزوجت من زميلة لى وأنجبت، وحياتى الآن أفضل كثيراً من السابق ولكن نظرة عامة كل النساء الآن لم يعد البيت والولاد كل ما يشغل تفكيرهن حتى ولو كانت المراة لا تعمل، فطول الوقت على الإنترنت والواتس آب والموبايل والمسلسلات ودائماً تفكر بالخروج والفسح والسفر مهما كانت ظروف الزوج وهو ما يؤدى لحالات الطلاق المنتشرة. • مرحلة تحول مرعبة «ليس تحيزاً ضد المرأة ولكن بالفعل بنات اليومين دول متدلعين» هكذا بدأ معى أحمد شعراوى 29سنة محاسب فى أحد البنوك يقول: «لى أصحاب كثيرون شباب وبنات وبالفعل معظم البنات أصبحن سطحيات جداً ويهتممن بالمظاهر جداً وأقول لهن ذلك فيضحكن لأنهن يعلمن ذلك، حتى لو كانت بينهن البنت المسئولة والمعتمدة على نفسها وتثير إعجاب كل من حولها لرجاحة عقلها وحسن تصرفها إلى أن تحدث لها نقطة تحول رهيبة ومفزعة بعد الزواج تفقد حماسها وتحملها للمسئولية مع أن من المفترض العكس، فكل من الشاب والشابة بعد الزواج من المفترض تتعدد مهامهما وتزيد واجباتها لإنجاح حياتهما الجديدة لأنهما المسئولان عن بيتهما الجديد ولكن للأسف معظم البنات اللاتى كن ينادين بالمساواة والعمل ويمتلئن بالحماس تجدها «مأنتخة طول اليوم على الفيس بوك والواتس آب» لا تشعر بالمشاكل التى يعانيها زوجها يوميا لتلبية احتياج البيت وبعد ذلك مصاريف المدارس وخلافه وتصبح طول الوقت متطلبة دون مراعاة للظروف الاقتصادية المرهقة التى نعيشها.. أو تعمل وتشاركه فى المصاريف ولكن طول الوقت ساخطة وعصبية ولا تستطيع تحمل الضغوط «وأؤكد أنهن معظم البنات وليس كلهن» ولكن لكثرة المشاكل من حولى بين أصدقائى المرتبطين وانتشار الطلاق بينهم، أخاف من الإقدام على فكرة الزواج لأن حولى أكثر من علاقة زواج فاشلة وللأسف السبب فيها عدم قدرة الست على إدارة البيت وتحمل الظروف وغياب النضوج اللازم لإنشاء أسرة وقلة صبرهن. • هى ضدهن السيدة ليلى كريم 66سنة تقول: «أقولها شهادة حق البنت اليومين دول غيرنا خااالص زمان، فعلاً دلوعة متستحملش اللى شفناه والغريب انها قد لا تكون مدللة فى بيت أهلها ولكنها تصر على النظر لحقوقها وحقوقها هى فقط بعد الزواج!!! وتطلب الدلع الزائد عن الحد، وقد تطلب المساواة ولكنها ترفض المشاركة فى مصاريف البيت، تريد أن تخرج وتتأخر وتعمل وتتفسح مع أصحابها دون النظر أن لها بيتا يجب أن تراعيه وأطفالا فى أمس الحاجة لها وأن سقوط بيتها وخرابه هى من ستتحمل مسئوليته لأن الزوج وظيفته خارج البيت لتأمين البيت وطلباته، وحمايتهم، واتخاذ القرارات المصيرية، وحال البلد والغلا الآن «تقصم الضهر»، فيجب أن تكون هى الحضن الدافئ ومصدر الأمان والراحة والسعادة فى البيت يلجأ لها أولادها وزوجها لكن ما نراه هذه الأيام من أطفال يفتقدون القدوة ونسمع عن مشاكل نفسية وسلوكية عندهم سببه غياب دور الأم، وأرى للأسف أطفالا يميلون للأب اكثر فيشعرون بحنيته واهتمامه أكثر من الأم وهذه كارثة لأن الأم يجب أن تكون أقرب لهم فهى طبيعة وغريزة ، وقد تكون الأم جالسة مع أطفالها ولكن تتركهم على الإنترنت وهى «تمقق» عينها أيضا على الموبايل «والواتس آب» وخلافه فيكون جلوسها مع ابنها «زى ِقلته» للأسف، وأنا لا أقول إنها يجب أن تظل فى البيت ولا تعمل ولا تمارس هواياتها وتدفن نفسها ولكن ما أراه أنها يجب أن توازن وتتحمل المسئولية ومسئولية اختياراتها وتضع أولادها فى مقدمة أولوياتها وإن لم تستطع التوازن بين العمل والبيت فالبيت أهم لأنها وظيفتها أمام الله ولو كان الشباب بناتاً وأولاداً متسرعين ولا يتحملون المسئولية وهى سمة فى شباب هذه الايام أدت لزيادة الطلاق وهدم البيوت فأرى أن البنات يجب أن تكون أعقل ويجب أن تقوم الأسر بواجبها نحو أولادها فلا تطاوعهم على هدم البيت ويبدءون معهم من قبل الزواج فى تعليمهم أهمية الحياة الزوجية وقدسيتها». خلال السطور السابقة كانت آراء واتهامات موجهة لستات هذا الزمن بأنهن السبب المباشر لزيادة نسب الطلاق وبالطبع لهن حق الرد.. وأيضاً سماع وجهة نظرهن فى شباب هذه الأيام وهو ما سنعرضه خلال الحلقة القادمة فى ستات آخر زمن.•