ضرب سكان منطقة حدائق حلوان المثل والقدوة في المشاركة الشعبية والتكافل للحفاظ علي البيئة وتجميلها وتحويل القبح والعشوائية إلي لوحة فنية من تصميم وتنفيذ أحد أبناء المنطقة الفنان التشكيلي أحمد عبدالجواد الذي قام بعمل جدارية بسور مترو حدائق حلوان بامتداد 20 متراً وتحمل تكلفتها الأهالي وأصحاب المحلات بالمنطقة كما تم تركيب قواعد من الخزف لعرض الأعمال النحتية عليها وزارعة الأشجار حولها فأصبحت مزاراً ومكاناً لالتقاط الصور. "مع الناس" زارت منطقة حدائق حلوان وسجلت بالصورة والكلمة تجربة الأهالي والبداية مع الفنان التشكيلي أحمد عبدالجواد عضو نقابة الفنانين التشكيليين وجمعيتي محبي الفنون الجميلة والأهلية لفناني وكالة الغوري وبحكم نشأته بالنواب استلهم من نهر النيل الجزء الأكبر من فنه فأقام 5 معارض له وهو يسعي دائما لخلق الجمال من أبسط الأشياء حوله هواية تحويل القبح إلي لوحات فنية. يقول أنا في سعي دائم وراء الجمال فالعين تستحق أن تراه في كل شيء حولها لذلك عمل لوحة جدارية بطول سور محطة مترو الأنفاق بمبادرة من إمام المسجد بالمنطقة عرضها علي وتحمست لها فوافقت علي الفور كنوع من رد الجميل لمنطقتي وكان الاقتراح أن يتم رسم لوحة فنية بالألوان العادية علي الجدار لكنني فضلت أن نقوم بعمل الجدارية من الخزف أو "الموزاييك" قوية تدوم مع الزمن علي عكس الألوان العادية التي تتعرض للتلف بفعل الهواء والعوامل الجوية وبالفعل قمت باستلهام اللوحة من وحي حي الجمالية ومنطقة المعز وغيطان مصر وقمت بتنفيذها بطول 20 متراً وارتفاع 2 متر ونصف المتر مع عدة قواعد لوضع الأعمال التشكيلية والنحتية عليها فيما بعد وتم عمل الأشجار والزرع حولها واستغرقت حوالي شهر ما بين التصور والتنفيذ وتكلفت حوالي 23 ألف جنيه جميعها بمشاركة أهالي المنطقة خاصة أصحاب المحلات المتواجدين حول اللوحة فقد ساهم الجميع دون غضاضة وتحمسوا للفكرة ووجدنا من الحي تعاوناً كاملاً ودعماً مستمراً لكن هيئة مترو الأنفاق كانت أحد المعوقات فلم نجد أي تعاون من جانبهم علي عكس المتوقع فهذه اللوحات تحمي سور المترو من مشاهد وكتابات لعبارات سيئة ومسيئة ونتمني أن نجد منهم الاهتمام والدعم. مؤكداً أنه علي استعداد للمشاركة والمساهمة بفني وجهدي في أي أعمال فنية اخري فمصر تستحق منا بذل ما في وسعنا للحفاظ عليها والفن التشكيلي هو القادر علي تأريخ وتسجيل وتجميل اللحظات والأماكن. أحمد مرسي فكهاني محل الفاكهة الخاص بي مجاور مباشرة لسور مترو محطة حدائق حلوان والذدي تم عمل اللوحة الجدارية بجزء منه وكنت من أوائل المساهمين في هذا العمل الحضاري أنا والعديد من أصحاب المحلات كنوع من المشاركة الإيجابية والمادية في تحويل المكان إلي لوحة فنية يلتف حولها المارة لإلتقاط الصور خاصة الأطفال كما قمنا بزراعة الأشجار حولها لإختفاء المزيد من الجمال عليها وكل هذا بالجهود الذاتية بدعم من مجمد فؤاد رئيس حي المعصرة ورجال الدين بالمسجد بمنطقة حدائق حلوان ونتمني أن يتكرر المشهد بطول محطة المترو فالسور طويل جداً بما يسمح بالمزيد من الأعمال الفنية. يتفق معه محمد سيد صاحب محل قائلاً حرصنا جميعاً علي المساهمة في هذا العمل الجمالي الذي أصبح مساراً للحديث علي مستوي المنطقة وكذلك الاعلام الذي يسعي دائماً لإبراز الإيجابيات الموجودة علي أرض الواقع فهذه الصور الإيجابية والمشاركة المجتمعية والأهلية تستحق القاء الضوء عليها لتصبح دافعاً للجميع حيث قام أصحاب المحلات بجمع مبلغ مالي كمساهمة منا وقام الفنان التشكيلي أحمد عبدالجواد بتنفيذ اللوحة الجدارية في حوالي 10 أيام بمنتهي الحب لمنطقة نشأته ومعيشته فتبرع هو الآخر بجهده وأدواته وفنه لرفع كفاءة المنطقة وتجميلها لتصبح جميلة بناسها وأهلها بعد أن كان الموقع لكشك قديم ومكان لتجمع القمامة. أما عادل خاطر من أهالي المنطقة فيؤكد علي جانب جمالي آخر بالمنطقة وهو المشاركة والحب والتآلف بين جميع الفئات وعدم التفرقة بين قبطي ومسلم فرجال الدين بالمسجد والكنيسة في تعاون مستمر مع الحي وعلي استعداد دائم لبذل الجهد والنصح والتوعية والتوجيه الصحيح للحفاظ علي المجتمع والبيئة المحيطة والاهتمام بنظافة الشوارع والأرصفة. خالد إسماعيل صاحب مطعم يقول تحمسنا جميعاً للفكرة وأبدينا استعدادنا للمشاركة فيها والمساهمة المادية لخروجها إلي النور بهذا المشهد الجمالي فاللوحة خرجت جميلة تجذب نظر المارة واضافت للمنطقة جمالاً ورقياً كما أننا نحافظ عليها ونقوم بري الاشجار حولها مع باقي المحلات حتي يظل المكان محتفظاً بجماله. تضيف أم هبه من سكان المنطقة: الجميع يرغب في أن تكون البيئة حوله نظيفة وجميلة وفي حدود امكانياتنا نساهم في أي مبادرة بيئية بالمنطقة ونتمني تعميم التجربة علي باقي سور المترو ويشارك جميع الشباب بها خاصة الدراسين للفن فعلي الجميع أن لا يبخل بجهد أو علم أو مشاركة في عمل من شأنه الحفاظ علي البيئة وجمالها. وتقترح هالة السيد ربة منزل تعميم التجربة خاصة علي الجانب الآخر من محطة مترو حدائق حلوان فالمنطقة صحراوية خالية من الجمال تماماً ومثل هذه اللوحات ترد اليها الروح مؤكدة أن الفكرة حولت القبح إلي جمال والعشوائية إلي تحضر ولو تكررت في كل حي ومنطقة ستتغير الأماكن إلي الأفضل والأجمل بمشاركة أهلها وعدم انتظار كل شيء من الحي والبلد والحكومة. محمد فؤاد رئيس حي المعصرة نسعي دائماً لخلق بيئة أجمل وأنظف وبمشاركة ومبادرة من أهالي المنطقة من الشباب وأصحاب المحلات ورجال الدين بالمساجد والكنائس وبأنامل الفنان التشكيلي أحمد عبدالجواد وهو من سكان منطقة حدائق حلوان قمنا بعمل لوحه جدارية بجزء من سور محطة مترو الحدائق من الخزف وزراعة الأشجار المثمرة أمامها مباشرة لإضفاء المزيد من الجمال ويقوم أصحاب المحلات المجاورة بسقاية الأشجار والاعتناء بها بصورة يومية فالحي يتابع والمجتمع يشارك وكلانا يكمل الآخر ويدعمه من أجل خلق بيئة حضارية نظيفة.