ما أقسي أن يكون الوطن مجرد بضاعة تباع بأبخس الأثمان علي قارعة الطريق.. وما أبغض أن تظل نفس الوجوه تمارس دورها المعهود لتستمر المسرحية الهزلية لمن يتحدثون باسم الوطن دون تفويض من أحد! مؤخراً ظهر علينا الدكتور سعدالدين إبراهيم عراب الثورة والداعي لها والمنظر الأول لها رغم كل ما حصدته مصر من خراب بسببها.. ولكنه يصر بشدة علي أن يتصدر المشهد وبالطبع ليس ذلك من فراغ بكل تأكيد.. عراب الثورة التقي مؤخراً بالسفير الإسرائيلي بمنزله لترتيبات لا يعلمها إلا هو وسيادة السفير الذي طلب منه صراحة أن يكون له دور في تخفيف حدة الهجوم الإعلامي المصري علي إسرائيل.. وتدعيم الدبلوماسية الشعبية بين مصر وإسرائيل مش فاهم يعني أيه تدعيم الدبلوماسية الشعبية رغم أن الشعب نفسه يكره إسرائيل. ولم يكتف السفير الإسرائيلي بما طلب من عراب الثورة للمساعدة في تحقيقه فكان الطلب الأكثر غرابة وهو تبني اطلاق خط سكك حديدية بين البلدين و هو مشروع تتمني إسرائيل تنفيذه علي أن يمر عبر سيناء.. وأخيراً السعي لإيفاد الطلاب المصريين للدراسة في إسرائيل و هو المطلب الأهم الذي يريد السفير الإسرائيلي تنفيذه عن طريق إنشاء خطط سكك حديدية بين البلدين لتسهيل توافد الطلاب المصريين لإسرائيل وأن تكون الرحلات إلي هناك أمراً ميسوراً علي الشباب المصري وبالطبع كلنا نعرف البقية.. وكيف يمكن أن يتم تجنيد الشباب هناك أو اغرائهم بالزواج من يهوديات استغلالاً للظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن!! ويبقي السؤال الأهم هو لماذا يتم اختيار عراب الثورة ليقوم بهذا الدور؟؟ ولماذا تتم المقابلة مع السفير الإسرائيلي في منزله الآن في هذا التوقيت؟؟ بالمناسبة الدكتور سافر لإسرائيل أكثر من مرة وألقي هناك عدة محاضرات في الفترة الماضية منها محاضرة في ورشة نظمها مركز "موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا" بجامعة تل أبيب عن مصر والثورات التي شهدتها منذ ثورة 1919م وحتي 2018م. وجاءت كلمة سعدالدين إبراهيم بعنوان "دروس من قرن الاضطرابات في مصر".. تحدث فيها عن التغيرات السياسية التي تشهدها مصر.. وهاجمه شباب عرب 48 واتهموه بالخيانة لدعوته للتطبيع مع الشباب الإسرائيلي بل وصفوه بالعميل الصهيوني!! أيضا نتساءل عن سر الظهور الغريب لسعدالدين إبراهيم الآن تحديداً.. وفي الأوقات العصيبة فقط ليساهم بشكل مباشر في صناعة الفوضي كما حدث من قبل في أحداث 25 يناير وما بعدها.. أليس الرجل هو من دعا للمصالحة مع الإخوان بعد أن كان عراباً للثورة أو للمؤامرة علي الأصح.