اندمجت "كَاني" مع موسيقي ال "DJ". في حفل زفاف "فايف ستارز".. صعدت علي خشبة المسرح. و"هات يارقص".. مرة سامبا برازيلي. ومرة "تانجو" أرجنتيني.. ثم تقلب علي "واحدة ونص" مع الموسيقي. بقوة واقتدار. وكأنها تقول للدنيا بالفم المليان: "أنا أهه".. ف "شعللت" النار في الفرح. ورفعت درجة حرارة الرجال. من كل الأعمار. لمرحلة "الحمّي". قالوا : رهيبة .."تمسح" صوفيناز ب "استيكة". وقالوا : أكيد مولودة في صالة ديسكو. وقالوا : زي ما تكون "رضعت الرقص".. في البزازة. كانت الراقصة "جامدة أوي" -علي رأي الشباب-. ويزيد من حلاوتها. أنها "لابسة من غير هدوم". - علي رأي الزعيم عادل إمام -. كانت ملابسها "الجريئة.. جداً" والمثيرة "آخر حاجة". توحي بأنها راقصة محترفة. في ملاهي شارع الهرم. وأنها تؤدي "أجمل فقرة" في الحفل. فالتف حولها المعجبون. وعيونهم "حمرة زي النار .. وبتولع شرار". بعدما انتهت"الوصلة". اتجهت"كَاني" مباشرة إلي مائدة "حسام". شقيق العريس. الذي سحب كرسي لها. وربت علي كتفها بحنان: "كنت هايلة". ردت بالايطالية "جراسي grazie". ** "ياابن المحظووووظة".. قالها الجميع في نفس واحد.. البعض نطق بها لسانه. وهو تحت تأثيرالدهشة والذهول.. وأخرون كتموها بين جوانحهم. حتي لا تغضب "المدام". الجالسة بجوراهم. لكن : مين دي؟.. كان هذا هو السؤال الأهم. الذي شغل بال كل "المعازيم". .. وإليك حكاية "كِناوة".. الشهيرة ب "كَاني": صاروخ .. "عابر للقارات". بعد التخرج في الجامعة. سافر "حسام" لإيطاليا. في هجرة غير شرعية. بترتيب من أحد "بلدياته".. هناك. في أرض الذئاب والقياصرة. أصابه الهوس ب "صاروخ". قادم من بلد عربي. في شمال أفريقيا. تعمل مضيفة. في ملهي ليلي "أول الليل". وصداقاتها معروفة للجميع في "آخر الليل". محاولاته للتقرب إليها. لم تخفي علي أحد.. بعد فترة قصيرة. أعلن نيته الزواج منها. بحجة الحصول علي بطاقة الإقامة (PS CE) .. وضع أحدهم يده علي جبينه: "انت ياابني إما مجنون.. أو محموم وبتخرّف ؟".. إنها لا تصلح زوجة. وانت "سِيد العارفين". رد : بلاش "عبط وتخلّف".. الجنون أن أترك هذا الصاروخ. يهبط في أرض أخري. قالوا: بس أوعي ينفجر فيك. كان "الصاروخ" واضح منذ البداية.. قالت "إن أسلوبها في الحياة لن يتغير. فظروف عملها. قد تضطرها لقضاء الليل في "العمل". "الخواجاية" وجاءت فرصة "كِناوة" لزيارة أرض "الكِنانة". فقد كانت تلح عليه. في القيام برحلة ل "أم الدنيا". وربما أيضا تنقل نشاطها للقاهرة.. فهي فتاة أقل من "عادية". بين بنات الفرنجة. لكنها -بالنظر إلي مواهبها وإمكانياتها وجرأتها- ستصبح مرموقة في هوليوود الشرق. بدليل أن راقصة أصبحت نجمة. وكسّرت الدنيا. بكليب واحد "سيب ايدي".. أما هي ف "بتسيب ايديها وكل حاجة" في أوروبا.. "ع الفاضي". كانت المناسبة حفل زفاف شقيق زوجها.. اتصلت "كاني" ببلدياتها في القاهرة. لترتيب "لقاءات عمل". وحجز حسام غرفة في نفس الفندق. الذي يقيم فيه شقيقه الفرح. وهناك كان اللقاء الأسري الحار. بعد فراق سنوات. سألوه: أمال فين المدام؟.. قال: "كِناوة" ستنزل بعد قليل. ضحكت أمه في سعادة: اسمها حلو أوي. بعد أن بدأت موسيقي ال "DJ" تصدح. ويرقص علي نغماتها الشباب والشابات. دخلت القاعة "بنت خواجاية".. كانت ترتدي فستانا أزرق. عاري الكتفين والظهر. ويرتفع لأعلي مساحة ممكنة من ساقيها. كذلك الذي ارتدته مونيكا بيلوتشي. وأوقعت به "كلينتون".. رئيس أقوي أمة في العالم. اتجهت الفتاة "المجهولة" إلي المسرح. وبدأت تثني جسدها وتفرده. مع الايقاع. فترسم "كرانيش" الفستان دورات متداخلة. بعبقرية "عفريته" من بنات الجن. كانت مسجونة في قمقم. من أيام سيدنا سليمان.. وترقص فرحاً ب "فك حبسها". تحلّق الشباب حول "ساحرة القلوب".. كانت عيونهم مشغولة بالراقصة .."بس". وعقولهم توقف بها الزمن. عند هذه اللحظة. أنهت الوصلة.. خطت بقدها الميّاس عبر الصالة.. بصعوبة استطاعت أن تشق طريقها. بين "المعجبين". وكانت المفاجأة أنها جلست علي طاولة حسام. فشهقت أمه "دي كِناوة"!!! عواصف وزعابيب كانت مفاجأة غير سارة.. ولقاءً مصحوباً بالعواصف والزعابيب.. قالوا "فضحتنا".. قال: بتتصرف علي طبيعتها في أوروبا. وسوف أقنعها بالحفاظ علي الشكل الاجتماعي. كان يخطط لأن ينحني أمام العاصفة. حتي تمر بسلام. ثم يعود إلي أوروبا .. لكنها كانت تخطط لشيء آخر. فقد وصلت القاهرة. و"البروفة التجريبية". أثبتت نجاحا باهرا .. و"معارفها" يجهزون لها "عقود العمل". قالت: مش راجعة .. هنا "مغارة علي بابا".. وعلي رأي المصريين "لو مش عَاجباك .. هخلعك". تذكر تحذير أصدقائه: أوعي الصاروخ ينفجر فيك.. تمتم: أهو انفجر يااولاد النكدية.. لكن "تفيد بإيه يا ندم".. "العزول".. المجهول استيقظ الزوج من نومه قبل الفجر. نظر بجواره. فلم يجد زوجته.. "عادي". ربما تكون في الحمّام. لكنه سمع أصوات همهمات خافتة. وضحكات مكتومة. تصدر من غرفة المعيشة. كان ذلك شيئا غير مألوفاً. فمن هذا الضيف. الذي يزوره في "انصاص الليالي".. أزاح الغطاء. وخرج يستطلع الأمر.. عندما اقترب من الحجرة. التي كان بابها مغلقا. بدأت الأصوات أكثر وضوحا: زوجته مع رجل آخر!!! فرك عينيه.. قرص نفسه. ليتأكد أنه لا يحلم.. لا إنه مستيقظ. وفي كامل قواه العقلية.. و"ادي الجمل .. وادي الجمّال". لكن.. من غير المعقول ولا المتصور. أن ترتكب زوجته عملا مشيناً.. وحتي وإن كان معروفا عنها. إنها "روشه". وبتاعة علاقات عامة درجة أولي.. إلا أنها محترمة.. وبعيدة عن الخيانة. تجمد في مكانه لبرهة من الوقت. لا يعرف إن كانت قد طالت. أم قصرت.. كان كأنه أصيب بشلل. لا يستطيع معه أن يحرك يده. ليفتح البا .. حتي لا يري ما يخشاه.. لكن من غير المعقول. أن يهرب. أو يعمل نفسه مش واخد باله. مد يده المرتعشة.. فتح الباب بكل عزمه. دفعة واحدة.. كانت عيناه تطقّان "شرار".. انتفضت زوجته من مكانها. وكأن عقرب لدغها. وقالت له وهي تحرك اصبعها بعلامة لا: أوعي تفهمني غلط!! ..فهل كانت فعلاً.. تستحق ألا يفهمها غلط؟!! الماء والنار كان سمير وهناء. يربطهما إعجاب متبادل. وحب صامت.. فهما جيران. كانا عندما يلتقيان. يتكلمان في كل شئ. إلا التصريح بالحب.. لكن "الصب تفضحه عيونه". فقد كان كل الناس يعرفون أن "مصيرهما لبعض". وهو ما كانت تقوله أسرتيهما أيضا. لكن شخصيتهما كانت في غاية التناقض: هو .. شاب عملي. هادئ ورزين .. وعقله أكبر كثيرا من سنوات عمره. هي .. فتاة نشطة. تعشق الحياة في "اللمّة". وتفضّل لو كان بيتها في "محطة مصر" -كما كانت تقول-. كان الشاب والفتاة. يدركان حقيقة هذه التناقضات. لكنهما كانا يريانها إيجابية: هو .. كان بحاجة لشخصيتها المرحة. لتضفي الحيوية علي حياته الجافة. وهي.. قالت : أنا محتاجة واحد "يفرملني شوية". حبسة البيت بعد الزواج .. بدأت الزوجة تتذمر من "حبسة البيت". فزوجها يكون في حاجة للراحة. بعد عودته من العمل. بينما هي "فاضية". وتشكو الوحدة. لكن لحسن الحظ. فقد تحركت في أحشائها ثمرة الزواج. فانشغلت عن الشكوي من الفراغ. بما هو أهم.. ثم أنجبت طفلتها الأولي. عادت لنغمة التذمر. من جديد. وكأنها كانت في هدنة مؤقتة. قالت لزوجها: "قعدة البيت جننتني.. ناقص أكلم الحيطة". - رد: وإيه العمل.. هل "استقيل". وأجلس معك لتأنسي بوجودي.. أو نخرج نلف الدنيا. في مركب سياحي؟ - قالت: "بلاش تريقة".. عاوزه لاب توب ووصلة إنترنت. ألعب وأتسلي. حقق لها طلبها في أقرب فرصة. وكانت الفكرة ناجحة. فقد توقفت عن الشكوي. ولم تعد تلح عليه في الخروج. حتي أن أصدقائهما قالوا :"سمير بهت عليها".. وأصبحت مثله "بيتوتية". شعر الزوج براحة البال. لأول مرة من شهور.. قال: "لو كنت أعرف كده. كنت اشتريت اللاب مع الجهاز". التحليق في الخيال لكن كانت راحة البال "حالة عرضية".. أما المرض الخبيث. فلم يكن قد ظهر بعد. أصبح للزوجة الشابة أصدقاء كثيرون. من خلال الفيس بوك. وغرف الشات علي الإنترنت.. وبعدما كان الأمر تسلية. أصبح إدمان.. بعض أصدقائها "الافتراضيين" كان رومانسياً. وحالماً. يحب التحليق في الخيال.. لكن البعض الآخر. كانوا يعشقون الحديث الساخن.. والمكشوف. مع الوقت.. إنزلقت قدماها في هذا المستنقع. فلا مبرر للخوف أو الخجل.. الأسماء حركية. والصور رمزية .. كانت تعيش بشخصيتين: رزينة مع الناس.. وماجنة في غرف الخيانة الإليكترونية. لاحظ "سمير" أن شخصية زوجته. تغيرت للنقيض. وأصبح "اللاب" هو رفيق دربها. و"أحسن حاجة في الدنيا". ساعة الصفر لم تكن الزوجة. تري أن ما تفعله "خيانة زوجية". فكل ما هنالك أنها مجرد دردشة. مع أشخاص مجهولين.. لكن كل شيء وله نهاية.. وكانت نهايتها في غاية الاحراج.. ضبطها زوجها في تلك الليلة الشتوية الباردة. كان جسدها فقط في الغرفة. أما روحها وحواسها كلها. فقد كانت "هناك". مع شخص تتحدث معه ب "المايك". فلم تشعر إلا وزوجها فوق رأسها. يسمع.. ويري !! انكشف المستور.. غطي العرق البارد كليهما: هو: من الغضب الشديد.. وهي: من الخجل الشديد أيضا. قالت: أوعي عقلك يصور لك حاجة غلط.. مجرد تسلية أدمنتها. بسبب غيابك عني. قال: وهل كل زوجة "فاضية" وزوجها يعمل. ستدمن "الدردشة"؟ .. والأهم من كل ده.. لا يمكن أن نجتمع احنا الثلاثة تحت سقف واحد. - "احنا الثلاثة مين؟".. قالتها باستغراب - قال: أنا وأنت.. و"العزول المجهول"!! "قطة مغمّضة"!! كانت "سهي" مثل "قطة مغمّضة".. لا تعرف خارج بيتها إلا المدرسة. ولا تستعمل من الماكياج إلا "زبدة الكاكاو". التي تحل محل أحمر الشفاة كانت هذه هي إمكانياتها المادية.. أما إمكانياتها الجمالية. فحدث ولا حرج. وقل فيها قصائد ودواوين. كما شئت.. فقط كل ذلك مدفون تحت "التراب". لا يحتاج سوي لمن ينفض عنها الخبار. فيبرز جمال الجوهرة.. تماما كقطعة الماس. التي تظل محتفظة ببريقها ما شاء الله من القرون. وهي مدفونة في قلب الصخر. في انتظار أيدِ خبيرة. تجعل منها تحفة فنية. بالنسبة ل "سهي". لم تنتظر طويلا.. فقد ظهر مكتشفها.. لكن يديه لم تكونا طاهرتين. ..وهذه هي التفاصيل: ذات مساء. طرق باب أسرتها جارهم. "الساعي" في إحدي الشركات الخاصة.. كانت حكاياته عن ترف الناس "العِيليِوي". الذين يعمل معهم. تثير شجن "سهي". وتمدها بقصص أحلام اليقظة. التي تداعب خيالها. مثل كل الأولاد والبنات. .. ودار بينه وبين والد سهي هذا الحوار: * والد سهي ضاحكا: أخبار الناس بتوعك إيه؟ - الضيف: كل خير.. ثم أردف بلغة الواثق: جئتك اليوم بنبأ عظيم .. "بس والله ما هسيبك إلا ما أخد الحلاوة". * والد سهي: لما أعرف الحكاية الأول. - الضيف: كل خير طبعا. * والد سهي مبتسماً: ياساتر.. اللهم اجعله خير. - الضيف: بص ياسيدي.. أنا جايب ل "سهي" عريس من الناس "العِيليِوي". الذين أعمل في خدمتهم.. عريس "أبهة" و "ابن ناس".. فلوس بالكوم.. وشقة.. وسيارة.. يعني "زي نجوم السيما". وش السعد * والد سهي والفرحة "تتنطط" في عيونه: أكمل "يا وش السعد".. قل لي أين شاهد البيه بتاعك "سهي". - الضيف: أنا رشحتها له.. كنت أقدم له القهوة. وسمعته يكلم صاحبه. أنه يبحث عن عروس.. * والد سهي.. مقاطعا: يعني أنت من نفسك. رشحتها له "من الباب للطاق"؟!! - الضيف: لأ يافندم -قالها بلهجة ساخرة -. هو من طلب مني أن أرشح له "عروسة حلوة". فأهل الطبقة الراقية. ليست عندهم "عقدة الفلوس".. المهم عندهم جمال وحلاوة البنت. أضاف: حدثته عن جمال وحلاوة سهي.. "بنت أخويا". وسامحني.. قدمت له صورة أحتفظ بها ل سهي علي الموبايل. فانبهر بها.. وبصم بالعشرة. * والد سهي: بس ده واحد "عِيليِوي". واحنا ناس علي قد حالنا.. والناس دي تبحث عن النسب اللي يشرف. - الضيف ساخراً: يبدو إنك لسه عايش في زمن أفلام "الأبيض والإسود".. ياحبيبي الدنيا "اتغيرت". والجمال يرفع صاحبته لأعلي مرتبة.. ويقدر يخليها "برنسيسة".. خصوصا عند الناس اللي تعرف قيمته.. وعريسنا من النوع ده. * والد سهي: عموما عندك حق.. والله المستعان. صاحبة العصمة انبهر العريس بالفتاة. التي كانت تمثل الجمال الخام -في أبهي صوره ن فتحرك في الحال لاقتناصها لنفسه.. أخرج من جيبه علبه بها قطعة مجوهرات بديعة. وقدمها للعروس.. قال: دي هدية التعارف. كادت سهي أن يىغمي عليها من الفرحة. وهي التي لم تستطع أن تشتري "دلاية" ذهب صيني. بعدة جنيهات.. حاولت أن تقول شكرا. لكنها تلعثمت.. و"تلجلج" لسانها.. تدخل والدها لإنقاذ الموقف.. قال: "ده كتير ياباشا". رد الباشا : أنا "شاري".. ومستعجل .. سأدفع مهر يستاهل جمال العروسة. هدية مني لأسرتها. لأني عايزها بالجلابية اللي عليها. ثم نظر للعروس وقال: وانت اطمني..هشيلك في عينيّ.. وسأجعلك "صاحبة العصمة". كانت فعلا صفقة "بيع وشراء".. وكان العريس كالتاجر. الذي لا يدفع أمواله. إلا في صفقة رابحة. تم الزفاف بعد فترة خطوبة قصيرة.. قال لها: إنسي الماضي.. شجعها أن تشتري ملابس علي الموضه. تبرز جمالها. اصطحلبها للسهر في الأماكن. التي كانت تراها في مسلسلات التليفزيون. وجعل منها فتاة جديدة.. هذه الطفرة غيرتها.. تخلت عن الخجل. وأصبحت أكثر جرأة وثقة بنفسها. ترابيزة خضراء * * لكن.. هل كان يعدها لدور معين. ستلعبه في حياته؟ الإجابة علي هذا التساؤل. كشفه لها. بعد عشاء في فندق 5 نجوم.. قال وهو يوميء برأسه ناحية طاولة. يجلس عليها مجموعة من الرجال والسيدات: شايفه الناس دي.. الشاطر من يتقرب لهم. "فمن جاور السعيد يِسعد". في تلك الليلة. تحدث باسهاب عن نوادر هؤلاء الأثرياء. و"شطارة" نوال زوجة صديقه عماد. التي تعرف كيف "تلاعبهم وتاكل الشهد". ردت بسذاجة: "ودول نتعرف عليهم إزاي". * قال: عزمت مجموعة من الكبار. سيقضون السهرة غدا عندنا في البيت. هؤلاء أقل هداياهم سيارات مرسيدس وألماظات.. عايزك تشرفيني. وتكوني شيك جدا وجميلة. لأنهم يتفاءلون بالوجه الحسن. تحلق الضيوف حول "ترابيزة خضراء". يلعبون القمار. ويشربون الخمور.. بالنسبة لها. فقد اختارها أحدهم "تميمة حظ". وكان سعيدا جدا بها. رغم أنه لم يكسب مرة واحدة.. كان الأمر في غاية الوضوح. كوضوح شمس الظهيرة في أغسطس.. فالمرأة "الذكية" تعرف كيف تفك شفرات النظرات الجائعة. وكيف ومتي "تلعب" مع الذئاب. أتقنت دورها تماما.. وجعلت بينها وبين الأخلاق الحميدة "سداً منيعاً". حتي لا تنغص عليها حياتها الجديدة. وبدأت تلعب مع الضيوف لحسابها. فهي رأس الحربة. في هذه "التجارة". التي يديرها زوجها. ومن حقها أن تأخذ نصيب الأسد. بعد أن أصبح لها معارف وأصدقاء. ولم تعد في حاجة ل "السمسار". لاحظ الباشا أن "الغلّة" بدأت تتراجع. وأن هناك تحركات مريبة. تتم من وراء ظهره. * هو: لم نتفق أن تلعبي لوحدك.. اتفقنا أن نكون معا علي طول. - هي: برغم إنك مخضرم. فاتك إن المرأة تسجل وعودها علي الماء!! * هو: لكن من لا يحترم وعوده.. لا يحترم نفسه. - هي: سلّم لي علي الاحترااام.. ياااامحترم. وابقي خليه ينفعك. وقبل أن تتركه إلي شقتها الخاصة. التي اشتراها لها أحدهم .. قالت له: آه .. نسيت أقول لك إن أنا بدأت إجراءات الخلع من فترة.. وأغلقت الباب وراءها. امرأة .. "تحت المراقبة" شعرت الزوجة بالغثيان. وسيطرت عليها الرغبة في النوم.. قال لها زوجها بحدة: دي ياهانم من علامات الحمل.. ثم بدأ يتساءل في نبرة اتهام: من هو أبوه؟ قالت له الزوجة بسخرية: ألست رجلا. وأنا زوجتك.. ثم كيف جزمت بأنه حمل. ألا يمكن أن أكون مصابة بالبرد .. مثلا؟ كان الزوج بطبعه "شكاك" وغيور لأقصي درجة. ولم تكن هذه أول حالة غريبة.. لكنها كانت الأخيرة. فقد قررت الزوجة أنها اكتفت منه. ومن شكوكه. التي وصلت إلي حد طعنها في شرفها. كان "عاطف" النسخة الرجالي من الفنانة شادية. في فيلم "عفريت مراتي".. كان ينفعل مع كل قضية يسمعها. أو يقرأها. ويتقمص دور الضحية المخدوع. وتصبح زوجته هي الجاني. وعليها أن تثبت براءتها. خيانة إذا قرأ قضية "خيانة زوجية". تصبح زوجته موضع شك. وتصبح تصرقاتها العادية. تحتاج إلي تفسير. ومن الأفضل لو تستعين بشهود إثبات. لتثبت براءتها.. وإلي أن يفصل في القضية. ويصدر حكما بالبراءة لصالح المتهمة "زوجته". فإنه يضعها تحت المراقبة. ويتصل بها في البيت. عدة مرات -علي التليفون الأرضي-. ليتأكد أنها لم تغادره. لحسن حظه.. فقد كانت زوجته "عاقلة".. كانت تلتمس له العذر. وتعتبر أنه ربما يعاني من مرض نفسي. يدفعه إلي التصرف علي هذا النحو. رغما عنه. لكن آخر اتهاماته كانت "صعبة". وهي إنكار نسب طفل. ليس موجودا حتي في رحم أمه.. لم يرزق الزوجان بطفل. بعد سنوات من الزواج.. أثبتت التحاليل أن الزوجة لا تعاني من مشكلة. أما زوجها فقد رفض الخضوع للكشف الطبي. اشتكت الزوجة من شعورها بالغثيان. قفزت إلي ذهنه فكرة الخيانة. بالدليل القاطع.. فها هي زوجته "حامل". من علاقة جنسية خارج مؤسسة الزواج. بدأت الزوجة إجراءات الدفاع عن نفسها. ذهبت مع زوجها إلي الطبيب. الذي نفي حدوث حمل.. لكنها لم تعد مع زوجها إلي البيت.. فمن يدري. ربما تفشل في إثبات براءتها. في الجريمة القادمة. التي لا تستطيع التكهن بنوعها.. وأقامت دعوي طلاق. "أهل الليل" "الليل".. عالم زاخر بالمتناقضات والأسرار. التي لا تبدأ إلا بعد أن يرخي الظلام سدوله .. وتىغلق الأبواب. وتىوصد النوافذ. وتىسدل الستائر.. ساعتها تموج العتمة بالحياة. التي يحكمها قانون خاص. لا يعرفه إلا "أهل الليل". قبل المساء.. تسرع الفتيات للعودة لمنازلهن.. لكن "بسمة" تسير عكس الطبيعة.. فهي ممنوعة بأمر القانون. من قضاء الليل في البيت!! ومع أن عمر "بسمة". تجاوز العشربن بسنوات قليلة فقط. إلا أن تجاربها الحزينة. تركتها كسيرة النفس. وجعلت بهجة الشباب. تختفي من عينيها. ولم يتبق فيهما سوي مكر الأنثي. في صدر شبابها.. كانت أحلامها. أكبر من جدائلها الصغيرة.. لكن الأحلام تحطمت بوفاة أبيها المفاجئة.. كانت هي أكبر أشقائها الثلاثة. وكان لا بد أن تضحي.. تركت المدرسة ونزلت إلي سوق العمل. مع أمها. لتجلب الطعام للأفواه الصغيرة الجائعة. كانت تنظر من وراء زجاج المحل. الذي تعمل فيه. فتشاهد البنات في مثل سنها. يذهبن إلي المدرسة. التي تركتها. فتزداد حزنا وتركبها الهموم. وهي علي هذه الحال.. التقطتها أيدي قذرة.. كانت زميلتها في العمل. تراقبها بعيني خبيرة. ورأت أن الوقت قد حان. لتقع السمكة في السنارة. كانت تصرفات هذه الفتاة مريبة.. فراتبها يمكن أن تنفقه في يوم. لكن العمل غطاء لابد منه. لتقول لمن حولها. من أين تأتي بالمال.. قالت لصديقتها الحزينة: اليوم سأريك كيف يعيش الناس "الرايقة".. هوّ يعني الشهادة كانت هتعمل لك إيه؟ اصطحبت الفتاة "المريبة". صديقتها "الخام" إلي مكان فخم. تجمدت قدمي "بسمة" أمام الباب. كانت تخشي أن يطردها الأمن. فملابسها "المبهدلة". تؤكد أنها ليست من أهل المكان. جذبتها صديقتها من ذراعها.. قالت لها: هوّ احنا داخلين نشحت! انبهرت الفتاة المسكينة بالمكان. وكانت -بحس الأنثي- "تخمّن" لماذا تأتي صديقتها هنا. ومن أين تأتي بالمال. لكنها لم يكن لتقول ذلك صراحة. والفتاة الأخري -بدورها- لم تحدثها في شئ غير طبيعي. كانت "بسمة" في ذلك اليوم. غيرها في الأيام التي سبقتها. فقد تفتحت عينيها علي الحياة.. كانت تتحرق شوقا. لدعوة جديدة من زميلتها. ولم يطل انتظارها. فقد تحققت أمنيتها.. سارت مع صديقتها مسلوبة الارادة. لم تقل -مثلا- لماذا أنا هنا. عندما تركتها صديقتها. في حجرة "سائح ثري". فقد كانت تتوقع هذا السيناريو. لكنها عندما أنهت مهمتها. وأفاقت من ذهولها. كانت "تحتكم" علي "رزمة" فلوس(....) . بعد الغلطة الأولي. لم يعد هناك ما تبكي عليه. فسارت في الطريق. حتي ألقت شرطة الآداب القبض عليها. وقضت المحكمة بحبسها 3 سنوات. و3 سنوات أخري مراقبة. تقضيها الآن في قسم الشرطة. بعد انتهاء فترة الحبس.