"خدمات ما بعد البيع" عبارة لا تعرفها كثيرا في مصر.. وهم كبير وحبر علي ورق.. خاصة في الأجهزة المنزلية.. رغم قيام الشركات المنتجة بدعاية تدفع فيها الملايين.. دون خدمة حقيقية أو صيانة مرضية والسبب أنه لا توجد جهة رقابية تحاسب المخالفين.. هذا ما أكده المواطنون.. وأيدته جمعيات حماية المستهلك مؤكدين أنهم يتلقون آلاف الشكاوي يوميا بسبب عدم التزام الشركات بشروط الضمان.. وأنهم يتخذون إجراءات قانونية ضد هذه الشركات لكن المشكلة أنها تستغرق وقتا طويلا. تقول لمياء محمد - ربة منزل: إن لديها غسالة حديثة من إحدي الماركات الشهيرة ومازالت في فترة الضمان وتعطلت منذ شهر نوفمبر الماضي واتصلت بالشركة وجاء الفني الذي أكد أن الغسالة في حاجة لقطعة غيار وبالرغم من أن الغسالة في الضمان إلا أنه سيتم تغييرها علي حسابي ووافقت ومع ذلك لم يتم إصلاح الغسالة حتي الآن بالرغم من اتصالي بالشركة أسبوعيا لكنهم لا يستجيبون.. فهل يعقل أن نعيش أكثر من 5 شهور بدون غسالة. تشاركها الرأي ماجدة عبدالحليم - ربة منزل - وتضيف أن ابنتها كانت عندها نفس المشكلة مع الشركة واتصلت بهم عشرات المرات وتشاجرت معهم حتي استجابوا بعد شهور وقاموا بإصلاح الغسالة وهل المطلوب من العملاء التشاجر معهم حتي يستجيبوا؟ ويتعجب عمر حسن - صيدلي - من موقف الكثير من شركات الأجهزة المنزلية المشهورة والتي تنفق مئات الملايين علي الدعاية وعندما يقع الزبون فريسة ويقوم بشراء منتجاتها يجد معاملة سيئة وتجاهل منهم مشيرا إلي أنهم لو أنفقوا جزءاً من المخصص للإعلان علي خدمة ما بعد البيع سيكون أفضل دعاية لهم. محمد تمساح - صيدلي - يقولك إنه قام بشراء سخان من إحدي الشركات المعروفة وقام بالاتصال بهم لتركيبه كما هو موضح في الضمان وجاء الفني وعند تركيبه اكتشفنا أن السخان به مشكلة كبيرة لو تركناها من الممكن أن تتسبب في كارثة ولا أعرف كيف خرج من الشركة دون التأكد من سلامته وبالفعل قاموا بتغييره بعد رفضي إصلاحه. صالح الصاوي - معاش - يضيف شركات الأجهزة الكهربائية كثيرة والأسعار بينهم متفاوتة ولكني أفضل الشركة التي تقوم بإعطائي ضماناً لمدة طويلة وخدمة صيانة جيدة. "نشكوهم لمين" هكذا تساءل علي محمد - بائع - ويقول: إنه اشتري شاشة من إحدي الشركات المعروفة سعرها 5300ج وبعد شهور تعطلت وذهب للشركة لإصلاحها وأخبرني المهندس أن الشاشة خارج الضمان وتعطلت لسوء الاستخدام وحدثت مشكلة كبيرة بيني وبينهم ولكنهم رفضوا التعاون معي وأخبروني أن إصلاحها سيتم علي حسابي وتقريبا تكلفة الإصلاح هو نفس تكلفة شراء شاشة جديدة. وتقول أميرة حسين - طالبة - إنها اشترت محمول من إحدي الشركات العالمية ولكن الشاشة الخاصة به لا تعمل وعندما سألت عن قيمة وسعر الشاشة أكدوا لها أنها ب 700 جنيه وعندما ذهبت لاستلام التليفون في اليوم التالي قالوا إن سعر الشاشة ارتفع وأصبح ب 1000 جنيه وعندما سألت قالوا إنها زيادة أسعار وأصبح الأمر واقعا. ويشاركها الرأي مينا ميلاد - موظف - قائلا: سمعت عن جهاز حماية المستهلك ولكني فشلت في الوصول إليهم ونصحني زملائي بتوفير وقتي وجهدي لأنهم لم يفعلوا شيء فهو جهاز ليس بيده أي شيء خاصة إذا كانت الشكوي من الشركات الكبيرة. ويؤكد سامح محمد - موظف - أنه وقع ضحية لإحدي الشركات حيث اشتري ثلاجة 16 قدماً من المفروض أن ضمانها 5 سنوات ولكنها تعطلت بعد 3 سنوات وعندما جاء فني من الشركة طلب مني مبلغاً كبيراً نظير تغيير قطعة غيار بالإضافة إلي مبلغ مقابل الزيارة بالرغم من أنها لاتزال في الضمان وأكد الفني أن الضمان لا يشمل كل أجزاء الثلاجة وهذا غير موضح في الضمان واضطررت للموافقة. سعاد الخولي - رئيس اتحاد جمعيات حماية المستهلك - خدمة ما بعد البيع في مصر مشكلة كبيرة في الكثير من الشركات ويعاني منها المستهلك فالجهاز يستقبل يوميا العديد من شكاوي المواطنين خاصة في خدمات الضمان علي الخط الساخن 19588 وبعد تلقي الشكوي نطلب من المستهلك كافة الأوراق الخاصة بالشكوي مثل فاتورة الشراء والضمان وغيرها ونبدأ بالحل الودي بمخاطبة الشركة بشكوي المواطن وضرورة حلها وإذا لم نجد تجاوباً نقوم بإعطائها مهلة وإذا رفضت التعاون نقوم باتخاذ الإجراءات القانونية ضدها. وتوضح الخولي أنه بالرغم من أن الشركات تقوم بصرف مبالغ باهظة علي الدعاية ولكن الكثير منهم لا تهتم بخدمة ما بعد البيع ما يسيء لسمعة الشركة ويقوم بعمل دعاية سلبية ضدها مطالبة المستهلك عندما يقوم بشراء أي جهاز ألا ينساق وراء الدعاية المضللة ففي الكثير من الأحيان تكون الدعاية غير صادقة وكذلك الشراء من شركات لها اسم وسمعة جيدة في السوق ويكون لديها العديد من مراكز الصيانة والتمسك بالحصول علي فاتورة مختومة وكذلك ضمان معتمد وعند تشغيل الجهاز يكون عن طريق فني من الشركة حتي لا يخرج من الضمان.