شهدت المدرسة السعيدية في الجيزة التي حددتها الإدارة العامة للامتحانات لتلقي اعتذارات المعلمين الراغبين في عدم المشاركة في أعمال المراقبة بامتحانات الثانوية إقبالاً كثيفاً من جانب المعلمين في ثاني أيام المدة الزمنية التي حددتها الوزارة لتقديم الاعتذارات. خصصت مديرية التربية والتعليم بالجيزة حجرتين للمعلمين طالبي المشاركة في أعمال المراقبة و4 حجرات للمعلمين الراغبين في الاعتذار. تنوعت أسباب الاعتذارات لدي المعلمين والمعلمات بسبب رعاية الأطفال أو وجود طلاب في الثانوية العامة أو وجود متاعب صحية تحول دون القدرة علي ممارسة أعمال المراقبة بينما أشار الراغبون في العمل إلي قدومهم بهدف الحصول علي مكافآت المشاركة في أعمال الثانوية العامة. قال محمد أحمد معلم مجالات بالوراق إنه حضر لتقديم اعتذار بسبب متاعبه الصحية حيث إنه أجري عملية تركيب دعامتين في القلب منذ 3 أسابيع ومعه تقرير من القمسيون الطبي ولا يستطيع المشاركة في امتحانات الثانوية العامة. انتقد سوء التنظيم في قبول الاعتذارات. مشيراً إلي أنه حضر منذ الساعة السابعة صباحاً وقبل بداية أعمال اللجنة رغم ظروفه الصحية الصعبة. أضاف رشيد بركة أنه حضر لتقديم اعتذار لزوجته المعلمة في إدارة منشأة القناطر بسبب ظروفهم الأسرية. مشيراً إلي أنه تم انتدابها إلي أطراف محافظة المنوفية وهو أمر صعب للغاية خاصة أن أبناءه في المراحل الجامعية ويؤدون الامتحانات.. مضيفاً أنه أيضاً معلم وتم انتدابه لأعمال الثانوية وينطبق عليه العذر القانوني بإعفاء الزوجة. تساءل عن سبب عدم تفعيل الاعتذارات علي الإنترنت رغم أن زوجته دونت لا أرغب علي النت ومع ذلك تم إرسال خطاب ندب لأعمال المراقبة. أوضح محمد محمد عبدالمطلب مدرس تربية زراعية في إدارة جنوبالجيزة أنه حضر من أجل المشاركة في أعمال الامتحانات. مشيراً إلي أنه تقدم بطلبه للحصول علي خطاب الندب رغبة في الحصول علي مكافأة الامتحانات. اتفق معه سيد عبدالله مدرس مجال صناعي الذي أشار أنه يتمني لو تم زيادة أفراد لجنة النظام والمراقبة الذين يتسلمون رغبات المشاركة في الامتحانات وكذلك الاعتذارات للتخفيف من الزحام مشيراً إلي أن الزحام ناتج فقط عن سوء تنظيم. أوضح محمد شعبان معلم تاريخ أنه حضر للتقدم باعتذار لزوجته نظراً لوجود طفل تجاوز الثانية من عمره بشهرين لديهما إضافة إلي كونها رجعت إلي مدرستها في 6 أكتوبر منذ شهر من اجازة الوضع كما أنها منتدبة لأعمال المراقبة في محافظة المنوفية وهي مسافة بعيدة عنها للغاية. أسباب شهدت المديريات التعليمية إقبالاً كبيراً من المعلمين الذين توافدوا لتقديم الاعتذارات عن المشاركة في أعمال امتحانات الثانوية العامة مؤكدين أن المقابل المادي ضعيف جداً في ظل صعوبة المواصلات وبعد المسافة بين المحافظات والمعاناة والإرهاق الذي يبذله المعلم. أضافوا أن ضعف التجهيزات في الاستراحات يؤدي إلي الضغط الرهيب علي المعلم مادياً وصحياً ونفسياً وهو يتحمل مشقة السفر لمسافات طويلة والإهانة والضغوط النفسية وهذه المنظومة تحتاج إعادة نظر. قال محمود جاد كبير معلمين بالبحر الأحمر إن سبب الإقبال علي الاعتذار التخبط الواضح في توزيع الانتدابات ومعاملة غير آدمية في الاستراحات خاصة ونحن في شهر رمضان ناهيك عن بعد المسافات خاصة في المحافظات الحدودية ونادينا مراراً وتكراراً بأن تكون الانتدابات داخل المحافظة مع تبادل المدن حتي يتسني لهم الذهاب والعودة. أوضح أشرف بدوي كبير معلمين أن هذا العام سوف يشهد كثرة غياب الملاحظين في الثانوية العامة لكثرة الأعباء المالية والعمل والمجهود دون مقابل مادي مناسب مشيراً إلي أن الأعباء المالية التي يتحملها الملاحظ والمراقب للذهاب إلي اللجنة ورفض الإدارات التعليمية صرفها بدعوي أنها داخل القاهرة الكبري مما يؤدي إلي عزوف الكثيرين عن الذهاب إلي اللجان ويؤثر علي سير اللجنة لأنه يجعل العمل برمته غير مجد مادياً. أوضحت أمل غنيم أن العائد المادي الزهيد الذي يحصل عليه المدرس بعد قطعه مسافة طويلة من السفر لا يسد ثمن أجرة سفره إضافة إلي التعب في هذا الجو شديد الحرارة علي أساسي 2014 إلي جانب بعد المسافة بين المحافظات ولابد من نظرة من الوزارة إلي المعلم أولاً لأنه جزء لا يتجزأ من تطوير التعليم. أشار مديح رمضان مدير الخدمات التربوية بالزيتون إلي أن المبلغ الذي يحصل عليه المعلمون بنسبة 75% يذهب في المواصلات. أوضحت راندا طه أن أسباب الإقبال علي الاعتذارات أن الاستراحات سيئة جداً وهناك ظلم كبير خصوصاً أن الامتحانات جزء منها في رمضان والباقي بعد العيد وترك الملاحظين بيوتهم في هذه الفترة صعب جداً علاوة علي الغلاء الشديد للمواصلات أي أن الملاحظين يذهبون ويعودون أكثر من مرة وهذا في حد ذاته عبء مادي ومعنوي وفي الآخر المبلغ المخصص للملاحظة علي أساسي 2014 لا يساوي كل هذا التعب والإرهاق. قال حسن ريان إن القائمين علي موضوع الانتدابات لم يكلفوا أنفسهم النظر لاعتبارات المواصلات المرتفعة وبعد المسافة والنظر في اعتذارات الناس علي الإنترنت وهناك الآلاف من المعلمين الذين يريدون خطابات فلابد أن يكون هناك مرونة. أشار عماد الخضري إلي أنه رغم الضغط الرهيب علي المعلم مادياً وصحياً ونفسياً فإن المقابل صفر والمعلم يتحمل مشقة السفر لمسافات طويلة والإهانة والضغوط النفسية وهذه المنظومة تحتاج إعادة نظر. قال سيد سيد إن عدم ندب معلمي التعليم الابتدائي لأعمال الملاحظة السبب وكان سبب عدم الندب أن الحاصلين علي دبلوم المعلمين الآن أصبحوا خريجي كليات إضافة إلي بعد مسافات الندب وهو سبب آخر للاعتذارات. أوضح عبدالمنعم البراشي أن انتداب معلمي الابتدائي والإعدادي هو الحل لسد العجز أما التصحيح فلابد من معلم المرحلة الثانوية لأنه أدري بالمنهج. أكد سعيد علي معلم رياضيات أن حالته الصحية لا تسمح بالمشاركة في أعمال الامتحانات ولديه ما يثبت من التقارير الطبية مشيراً إلي أن هناك عدم تنظيم لهذه العملية حيث إن هناك الكثير ممن يريدون الحصول علي خطابات للمشاركة وفي نفس الوقت تجد اعتذارات بالجملة فلماذا لا يتم التبادل ومعرفة من لديه رغبة في المشاركة ومن لديه موانع تحول دون مشاركته.