في فترة وجيزة استطاعت وزارة الأوقاف أن تنشر واعظات في عدد كبير من المساجد التابعة لها في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالتجديد. وضخ دماء جديدة في المجال الدعوي. وإيماناً منها بدور المرأة في المجتمع. وتأثيرها البالغ في النشء الذين هم بناة المستقبل. وكذلك في مواجهة فكر أحادي التوجه كان ينتشر من قبل بعض الواعظات التابعات لجهات أخري. لأول مرة تشارك الواعظات في ملتقي الفكر الإسلامي بالحسين وكان حديثهن حول "دور المرأة في مكافحة الإرهاب وحماية الأسرة من التطرف" تحدثت فيها كل من: د.يمني أبوالنصر. والسيدة وفاء عبدالسلام. والسيدة نيفين مختار. وفي كلمتها تحدثت الواعظة نفين مختار عن دور المرأة كمربية ناجحة. وطالبت المرأة أن تصلح من فكر أبنائها وتقوم أخلاقهم تحصيناً له من الوقوع في براثن الفكر المتطرف والمتشدد. كما طالبت بني جنسها من النساء أن يعلمن أولادهن أن الإرهاب لا دين له. ولا وطن له. مشيرة إلي مشكلة الكتائب الإلكترونية. موضحة ان ما يذاع ويبث بها من أخبار معظمها مغلوط. ولها توجهات سياسية باسم الدين استقطاباً للشباب والفتيات.لذلك فنحن في حاجة إلي الثقافة الإلكترونية تماشياً مع روح العصر. كما حذرت من تشويه صورة العلماء المعتدلين. وذلك عن طريق اقتطاع جزء من حديث العالم من باب "ولا تقربوا الصلاة". فيتم تنفير الشباب والفتيات من العلماء المعتدلين. فلا يبقي لهم إلا أصحاب الفكر المنحرف والمتشدد. وعن صفات المربية الناجحة قالت: لابد وأن تكون في معية الله- عز وجل- وأن تكون ذات فهم مستنير في الدين. تزرع في أبنائها القدرة علي السماع والحوار الهادف. وأن يكون عند المربية جانباً من الثقافة أو ما يعينها علي فهم طبيعة وتفكير أبنائها. وفي كلمتها أكدت الدكتورة يمني أبوالنصر أن المرأة هي نصف المجتمع. كما أنها المسئولة عن النصف الآخر. بما حباها الله- عز وجل- من دور محوري وفاعل في حياة الأسرة. كما أشارت إلي أن المرأة مع الرجل جنباً إلي جنب في الدعوة إلي الله عز وجل ومواجهة التطرف. موضحة أن وزارة الأوقاف بها العديد من الواعظات المتميزات اللاتي أصبح لهن العديد من المشاركات الدعوية وقنوات الدعوة إلي الله تعالي. مؤكدة أن المرأة تستطيع أن تقدم للمجتمع جيلاً صالحاً. وأن الحوار الأسري مع الأبناء يحدث ما يسمي بالسياج والحماية للأولاد. وطالبت الأسرة المصرية بغرس الانتماء وحب الوطن في نفوس أبنائها. وزرع العادات والتقاليد والأخلاق الفاضلة المستمدة من كتاب الله- عز وجل- تحصينا لهم من الأفكار المتطرفة والهدامة. وفي كلمتها أكدت السيدة وفاء عبدالسلام أن دور المرأة كخط الدفاع الأول عن المجتمع مهم للغاية لانها تحقيق السلام النفسي لأبنائها لحمايتهم من الاحباط والعنف الذي ينتهي بالإرهاب. واتباع الأفكار المتطرفة الهدامة. كما انها تربي جيلاً مؤمناً محباً لوطنه متعلماً ليشارك في بناء هذا الوطن. كما أشارت إلي أن المرأة عليها أن تربي أبناءها علي الحياء لا الخجل الذي يفقد الثقة في النفس. وقدوتنا في ذلك رسول الله "صلي الله عليه وسلم". حيث قال سبحانه: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة". وعلي ذلك فلابد وأن يجد الأبناء الفعل الراجح من الأب والأم حتي يتوافر السلام النفسي للأسرة ككل. بحضور فضيلة الشيخ عاصم قبيصي مدير عام المساجد الأهلية بالوزارة. وفضيلة الشيخ محمد أبوخشبة وكيل أوقاف القاهرة. والدكتور كمال أبوسيف مدير عام المتابعة الفنية بالوزارة ومنسق الملتقي. وعدد كبير من الواعظات. والسادة قيادات وعلماء وزارة الأوقاف والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية. وجمع غفير من الحضور رجالاً ونساءً. شباباً وشيوخاً. صائم بلا صيام الصيام دون صوم .. جهل بشعائر الدين بعض الكسالي يصومون رمضان لكنهم لا يؤدون فريضة الصلاة التي هي عماد الدين.. فكيف لهؤلاء الصيام دون الصلاة التي هي معراج المؤمن. الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بالقاهرة يقول: إن الله تعالي قال: "ذلك ومَنْ يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب". وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الصلاة عماد الدين مَنْ أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين".. وفيما يتصل بموضوع أن البعض يصومون ولا يصلون فهذا إثم كبير وجُرمُ عظيم ويشبه ممن قال الله فيهم "أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". وأضاف د. كريمة أن الحكم الفقهي هنا أن الصيام من الناحية الظاهرية صحيح طالما تحققت أركانه وشروطه.. لكن يبقي أمر خطير ألا وهو قبول الله تعالي ومثوبته لهؤلاء هذا في علم الله متروك لمشيئته وإرادته إن شاء عفي وإن شاء عاقب.. لكن يقال لهؤلاء إن الصيام مقصوده الأعظم "لعلكم تتقون" فلا يتصور حصول تقوي من تارك للصلاة لا ينفعه صومه وحده يوم القيامة لقول الله تعالي "ماسلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين" فإن أول جريمة أوردتهم المهالك في هذا اليوم العصيب ترك الصلاة. أما الدكتور حساني محمد نور عوض الأستاذ بجامعة المدينة العالمية يقول: إن أول ما يجب الحرص عليه في رمضان هو أداء الصلاة في جماعة. فإذا كان الإسلام قد حث علي ذلك في غير رمضان فلا شك أنه في رمضان أولي لأنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار كما أن الصلاة مع الصيام أوكد وأشد لعظم فرض الصلاة في الإسلام من ناحية. ولمضاعفة الأجر والثواب من ناحية أخري. وليس من المعقول أن يصوم المسلم ولا يلتزم بالصلاة أو يتهاون فيها أو يتكاسل عنها. فالصلاة أفضل الأعمال بعد الشهادتين لحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم: أيُّ العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها قال: ثم أيّ؟ قال: بر الوالدين قال: قلت: ثم أيّ: الجهاد في سبيل الله". وأضاف د. حساني أنه مما ينبغي الحرص عليه في رمضان بل ويُعدُ من شعائر رمضان وعلاماته المميزة قيام الليل "صلاة التراويح" في المسجد ما أمكن المسلم ذلك. فإن تعذر عليه ذلك جعل للبيت نصيبًا من صلاة القيام. ولقيام رمضان من الأجر والفضل ما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم : "مَنْ قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم مِنّ ذنبه". وقال الإمام ابن بطال رحمه الله: ومعني قوله: "إيمانًا واحتسابًا": يعني مُصدِّقًا بالثواب علي قيامه وصيامه. ومحتسبًا. مريدًا بذلك وجه الله بريئًا من الرياء والسمعة راجيًا عليه ثوابه". وعلي الصائم أن يغتنم الفرصة في هذا الشهر بالصلاة وإخراج الصدقات والتقرب إلي الله بالدعاء وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد كما أن الصلاة هي معراج المسلم ونسأل الله أن يتقبل منا الصلاة والصيام والقيام. أما الدكتور أحمد حسين وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر يقول: إن الجهة منفكة بين الصيام والصلاة. وليس التقصير في بعض الفرائض مدعاة إلي التقصير في البعض الآخر.. لكن يتحتم علي المسلم في هذا الشهر الفضيل أن يكون حريصًا علي أن يتقبل الله منه صيامه وهذا لا يكون إلا بأداء جميع الفرائض.. وهو بمجرد الصيام سقط عنه الفرض لكن يبقي علي أن يتقبل الله منه هذا العمل. ولا يمكن لمسلم عاقل حريص علي رضا مولاه أن يفرط في الصلاة التي هي عماد الدين وأساس السعادة في الدنيا والآخرة وهي أول ما يُسئل عنها العبد في الآخرة ومَنّ نجا بها فقد نجا ومَنّ لم ينج فقد خاب وخسر. وأضاف د. حسين أن الصلاة نور والصدقة برهان. ومَنّ أراد أن يناجي مولاه فليدخل في الصلاة ومن الأوقات التي يُقبلُ فيها الدعاء أثناء السجود. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: "قد أظلكم شهر جعل الله صيامه فريضة. وقيام ليله تطوعًا. مَنّ تقرب فيه بخصلة مِنّ الخير كمن أدي فيما سواه. ومن أدي فريضة فيه كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه. وهو شهر الصبر. والصبر ثوابه الجنة. وشهر المواساة. وشهر يزداد فيه رزق المؤمن". وعلي المسلم الحق أن يكون صوَّاما قواما وأن يكون حذرًا من أسباب الطرد والحرمان. وأن يسارع إلي العمل الحقيقي بمقتضي الإيمان فرحًا مسرورًا بفضل الله ورحمته قال تعالي "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرُ مما يجمعون". قضية فقهية إخراج زكاة المال سلعاً.. غير جائز محمود زين العابدين قبل قدوم شهر رمضان نري بعض الناس يقومون بشراء سلع غذائية زكاة لأموالهم لتوزيعها علي المستحقين في المنطقة التي يقيمون فيها.. فما حكم الدين؟ يقول الدكتور محمد راشد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ان الزكاة توزع من النوع الذي تجب فيه فالنقود يجب اخراجها نقوداً أو كذلك الحبوب والأنعام وهذا ما ذهب اليه جمهور العلماء ولكن الإمام أبو حنيفة أجاز اخراج القيمة بما في كل ذلك بما يوازيها من النقود. وبناء علي هذا فلا مانع ان تخرج زكاة جميع الأموال المذكورة بالنقود وهذا فيه مراعاة ومصلحة وتخفيف علي المزكي والفقير واخراج زكاة هذه الأموال للجهات المستحقة سلعاً غذائية لا مانع والأفضل ان تخرج من كل نوع بحسبه كما يري الجمهور. أضاف الدكتور فتحي عثمان الفقي استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ان الله تعالي قال في كتابه "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" وقال: "وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" وكلتا الاثنين ذكر فيهم المال الذي هو وعاء الزكاة ووعاء الزكاة يختلف باختلاف الأموال التي يجب فيها الزكاة فهناك زكاة النقدين الذهب والفضة وما أحل محلهما من الأوراق النقدية. أي البنكنوت وزكاة النعم أو المواشي هي الأبل والبقر والغنم وهناك زكاة للزروع والثمار. وهناك عروض التجارة كالمحلات التجارية وغيرها فيجب علي المزكي طبقا للآيتين المذكورتين. اذا بلغ المال الذي يملكه المسلم من الأوعية التي ذكرناها اذا بلغ نصابا وحال عليه الحول في غير الزروع والثمار وتوفرت بقيمة شروط الزكاة ان خرج القدر الواجب عليه من عين هذه الأموال وذلك لان نظر الفقير قد تعلق بهذه الأموال ورآها بعينه. فاشتاقت نفسه اليها هذا في رأي جمهور الفقهاء. أشار إلي أنه لا مانع شرعا من اخراج قيمة ما وجب علي المزكي من هذه الأموال نقودا اذا كان ذلك يحقق مصلحة للفقير كما ذهب إلي ذلك الحنفية ويجب ان يراعي المزكي حالة الفقير في منطقته أو محل اقامته وهو أدري به فهو يعرف مصلحة الفقير هذا في القيمة أم في عين المال. ويرعي هذه المصلحة وهذا هو الأولي وهذه دلالة واضحة علي سعة الشريعة الاسلامية وانها صالحة لكل زمان ومكان. أوضح الدكتور عطا السنباطي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ان الأصل في اخراج زكاة الأموال من عين المال وان اجاز البعض بإخراج القيمة أو من غير عين المال. فإنما اشترط ان يكون ذلك لمصلحة الفقير. كما اذا كانت هناك سلع اساسية لا يستطيع الفقير الحصول عليها.. فاذا كان الفقير في حاجة إلي المال فلا يجوز شراء سلع أخري واعطائه اياها بدلاً من المال وقبول المستحقين للزكاة من غير عين المال دليل علي الرضا والقبول وانها في مصلحتهم وبذلك يكون المزكي قد أدي ما عليه من زكاة. أشار د.أحمد كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر إلي ان الزكاة المفروضة الموجهة للفقراء والمساكين تمليك نقدي لقول الله تعالي: "انما الصداقات والفقراء والمساكين" واللازم للملكية. اما الصدقات العينية فمن صدقات التطوع ولا تسقط الزكاة المفروضة عمن يخرج عينا. فقد لا يحتاجها الفقير ولا تنفعه وهذا هو المعتمر.