ظهر المعدن الأصيل للشعب المصري وأذهل العالم أجمع بعد أن تحدي الظروف التاريخية العصيبة ووقف خلف جيشه ليسطر أروع ملاحم البطولة والتضحية فعلي الرغم من مرارة الهزيمة والشعور بالانكسار عقب هزيمة يونيو 1967 إلا أنه خرج في حشود هائلة بالملايين يملأون الشوارع والميادين قادمين من كل ربوع مصر يعلنونها مدوية تزلزل الارض "ها نحارب" قالوها ل عبد الناصر رغم إعلانه التنحي مؤكدين خسرنا المعركة ولكننا لم نخسر الحرب لأنها مازالت مستمرة. وقد كانت الشرارة لتحقيق النصر المبين في السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. لتعود للمصريين وللأمة العربية كرامتها وسط العالم أجمع. ويحتفل المصريون هذه الأيام بذكري انتصار أكتوبر العظيم العاشر من رمضان أو كما يطلق عليها البعض حرب الصائمين والتي تعد الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية . حيث استطاع المصريون بالتحدي والصمود قلب موازين القوي العالمية بخطة اعتمدت علي مفاجأة اسرائيل بهجوم من كلتا الجبهتين المصرية والسورية. وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية الأمريكية لاسترداد الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة. بهجوم موحد مفاجئ يوم العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر 1973 الذي وافق عيد الغفران اليهودي. بدأت مصر الحرب بضربة جوية تشكلت من 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد. استهدفت محطات التشويش والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخري ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. وعقب الضربة الجوية بخمس دقائق قامت أكثر من 2000 قطعة مدفعية وهاون ولواء صواريخ تكتيكية بقصف مركز لمدة 53 دقيقة صانعة عملية تمهيد نيراني من اقوي عمليات التمهيد النيراني في التاريخ. ثم بدأت عمليات عبور مجموعات اقتناص الدبابات قناة السويس. لتدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القوات الرئيسية وعدم استخدام مصاطبها بالساتر الترابي علي الضفة الشرقية للقناة. وفي الساعة الثانية وعشرين دقيقة أتمت المدفعية القصفة الأولي لمدة 15 دقيقة. وفي توقيت القصفة الثانية بدأت موجات العبور الأولي من المشاة في القوارب الخشبية والمطاطية وتدفقت موجات العبور بين كل موجة والاخري فاصل 15 دقيقة وصولا الي عبور 8 موجات من المشاة حتي الساعة الرابعة والنصف مساء حتي أصبح لدي القوات المصرية علي الشاطئ الشرقي للقناة خمسة رؤوس كباري في الوقت الذي كانت قوات سلاح المهندسين تقوم بفتح ثغرات في الساتر الترابي لخط بارليف. وحين فتح الثغرات قامت وحدات الكباري بإنزالها وتركيبها في خلال من 6 9 ساعات ومع حلول الظلام أتمت عملية العبور حتي أكملت 80 ألف مقاتل مشاة و800 دبابة ومدرعة ومئات المدافع. نجحت مصر وسوريا في تحقيق النصر وتم اختراق خط بارليف وتدمير حصونه خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية. ومنعت القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم. كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.