اليوم العاشر من رمضان ذكري انتصار جيشنا العظيم علي إسرائيل عام 1973 واللافت أن الذكري تحل اليوم السبت. نفس اليوم الذي اتفق فيه الرئيس السادات مع الرئيس حافظ الأسد. في سرية تامة علي أن يكون يوم "كيبور" الموعد لتحرير أرضنا في سيناء والجولان تلك الحرب التي حطم فيها جيشنا المصري والجيش السوري أسطورة الجيش الإسرائيلي. وعبرنا الهزيمة إلي الانتصار. هذا اليوم لا يمكن نسيانه في الذاكرة الحية حيث عايشته من البيان الأول الساعة 1405 وكنت وقتها في رمسيس لموعد مع طبيب العيون الشهير المنوفي عبداللطيف صيام وفجأة مع البيان انتابني احساس ان مصر كلها في المعركة مع جيشها البطل. لم يكن الجندي المصري وحيداً في ميدان الشرف والكرامة الجميع كان في اصطفاف واحد خلف قواتنا المسلحة. مآذن المساجد تكبر وأجراس الكنائس تدق. وبسرعة. ذهبت إلي قريتي لأجد ملاحم شعبية ساهرة تنتظر المزيد من البيانات حول الراديو. الحقيقة ان انتصار أكتوبر سبقه إصرار وعزيمة جيشنا البطل علي الثأر من النكسة بحرب الاستنزاف التي مهدت للانتصار العظيم. وسنظل نفتخر بجيل الآباء الشهداء الأبطال الذين عبروا بمصر الوطن بالعبور الأسطوري إلي سيناء. ولن ننسي بطولات جيشنا وملاحم الفداء في ميدان الشرف والوطنية ليسجل أهم انتصار عربي علي إسرائيل. ومن يقرأ كتاب التقصير الذي ألفه 7 من جنرالات إسرائيل سيعرف كيف نجح جيشنا بكفاءة القتال والتدريب.. عندما بكت رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير في منتصف الليل صارخة باكية إلي وزير خارجية أمريكا الداهية كسينجر لإنقاذها وأطلعته علي نجاحات الجيش المصري وعبوره إلي سيناء. ويجب أن نعيد لشبابنا كتابة أنصع صفحات جيشنا البطل ونعيد بزيارة جديدة للتاريخ كتابة أعظم فترات تاريخ أمتنا العربية ننفض عنه غبار الزمن.. ونقدم صور وملاحم بطولات شهدائنا الذين أبهروا العالم بعبور أكبر مانع مائي في التاريخ والذي ظنت إسرائيل أنها بخط بارليف لن تخرج من سيناء وأن الجبل الرملي مع المانع المائي سيحمي جيشها بعد حرب يونيو. وروجت أنه لا يقهر. وقهره جيشنا البطل في 6 ساعات. وسجلت قواتنا المسلحة تضحيات تظل خالدة تتناقلها الأجيال تحكي صفحات الشرف لجيشنا. ولن ينسي الملايين معركة المنصورة الجوية في 14 رمضان وأسر اللواء عساف ياجوري قائد اللواء 190 المدرع في بورفؤاد. واستذكر قول الشاعر اللبناني نزار قباني: "قبل السادس من أكتوبر 1973 كانت صورتي مشوشة وغائمة وقبيحة. كانت عيناي مغارتين تقشش فيهما الوطاويط والعناكب. وكان فمي خليجاً مليئاً بحطام المراكب الغارقة. وكانت علامتي الغارقة المسجلة في جواز سفري هي أنني أحمل علي جبيني ندبة عميقة اسمها حزيران. أما عمري في جواز سفري القديم.. فقد كان مشطوباً لأن العالم كان يعتبرني بلا عمر.. واليوم "6 أكتوبر 1973" يبدأ عمري. كثير من الكتاب تناولوا الانتصار بينهم جمال الغيطاني وتوفيق الحكيم وإحسان عبدالقدوس ويوسف القعيد وغيرهم ومع مرور 45 عاماً تبقي أشياء كثيرة تحتاج لإعادة تسجيل للأجيال الجديدة عن بطولات شعب وجيش.