لم يكن الاحتفال بتحرير سيناء العام الجاري عادياً مثل كل سنة. بل كان استثنائياً بكل المقاييس فأرض الفيروز التي استردتها مصر بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي وفقاً لمعاهدة كامب ديفيد في عام 1982 واكتمل تحريرها باستعادة طابا في عام 1989. تشهد الآن حرباً جديدة ضد مأجورين يسعون إلي احتلالها لتحويلها إلي إمارة للإرهاب والعنف. لكن جيش مصر الوطني وشرطتها الباسلة يقفان بالمرصاد لهذه المحاولات وسيظلان الدرع الواقية لها من كل من تسوُّل له نفسه الاقتراب منها أو محاولة الاستيلاء علي ثرواتها. وهم رجال لا يهابون الموت بل يضحون بدمائهم الزكية من أجل تطهيرها من الإرهاب الذي ترعاه جماعة الإخوان. لتحقيق حلمها بالعودة إلي حكم مصر. يشعر المصريون الآن أن سيناء باتت قريبة من العودة لأحضانهم. وظني أنهم لن يفرطوا فيها أبداً مهما كانت التحديات والتمويل الذي يأتي من الخارج خصوصاً من قطر وتركيا ودول أجنبية للخونة الذين لايزال بعضهم يختبئون كالجرذان في بعض المناطق الجبلية علي أمل العودة لارتكاب عملياتهم الإرهابية من جديد. لكنهم لا يعلمون أن عقيدة الجيش المصري التي تعتمد علي النصر أو الشهادة لا يمكن أن تفرط في حبة رمل واحدة مهما كان الثمن لأن استقرار سيناء يعني تنمية مصر. ولذا تحرص الدولة علي تسخير كافة إمكاناتها العسكرية والاقتصادية للقضاء علي هؤلاء القتلة الذين باعوا الوطن بحفنة من الدولارات لتقسيمه وتحويله إلي دويلات يسيطر عليها الإرهابيون. ولذا لم يكن غريباً أن يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة. أن التحدي الأبرز أمام المصريين في الوقت الحالي هو تماسك الدولة وتلاحمها. مشيراً إلي أنه مسئولية الجميع وفي المقدمة المفكرون والإعلام. معلناً أن الجيش والشرطة والشعب علي قلب رجل واحد وأن التنمية ماضية علي قدم وساق في سيناء. موجهاً الشكر لأهالي أرض الفيروز علي البطولات التي صنعوها خلال حرب أكتوبر وما تحملونه نتيجة الإرهاب خلال السنوات الماضية. وأقول لكم: إن مصر التي ضحت ولاتزال بدماء شهدائها من أجل أن تظل وطناً واحداً للجميع لا ينبغي أن يسمح أبناؤها المخلصون أن تظهر أي بوادر للشقاق لأنه يقود إن عاجلاً أو آجلاً إلي سقوط دولتنا فريسة في يد الإرهابيين الذين ينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض علي ما حققه الشعب من إنجازات.