المؤكد أن لجنة الدراما التي شكلها المجلس الأعلي للإعلام برئاسة المخرج الكبير محمد فاضل ليست للتنكيل بالأعمال الدرامية التي ستعرض في رمضان أو غيره وسواء بالتعديل في موضوعاتها أو بالتدخل في عمل المخرجين المسئولين عنها لأنه لا يوجد مبرر معقول لذلك وليس صحيحا أن المخرج فاضل ورفاقه من الزملاء النقاد أعضاء هذه اللجنة الذين عرفناهم يحملون لواء النقد في أعمالهم وكشف السلبيات قد تحولوا وصاروا بين يوم وليلة ضد حرية الإبداع أو إنهم صاروا يعزفون أنغام الانغلاق والتعتيم ولا أتصور ان هناك تعليمات قد تلقوها بغلق نوافذ تنويرية. ان العكس هو الصحيح تماما وفي تصوري الخاص فإن البعض من هواة الكسب المادي فقط لا يجدون في رمضان إلا أنه فرصة لازعاجنا بتكرار التسويق لإعلاناتهم استغلال لموسم الدراما الجميل الذي تعودنا عليه بل إنهم يختارون أعمالا درامية تروج لبضاعتهم أولا وربما لا تمت إلي الفن بصلة اللهم إلا من مشاهد عنف أو حرق للآباء أو إخلال بقيمنا التي تربينا عليها تحت بند الأكشن بهدف جذب المشاهد للإعلان ولهذا لم نعد نري دراما بعد ان فرضت علينا الإعلانات. ثم إن الضرورة فرضت تواجد هذه اللجنة بعد أن رفعت الدولة ممثلة في ماسبيرو يدها عن الإنتاج الدرامي وسيطر الإنتاج الخاص علي الساحة وكان لابد من رقيب يتابع أعمالها خاصة في ظل فوضي الإنتاج التي شاهدنا بعضها في السنوات السابقة وكذلك التحولات الاجتماعية التي أفرزها مخترعو الربيع العربي الأغبر بنشر أخلاقيات الإرهاب والتمزق التي غزت واقعنا العربي. وقد يقول قائل: أن القطاع الخاص في السابق كان مشاركا في الإنتاج وأقول لهم إن هذه حقيقة ولكنه كان يواكبه في نفس الوقت وجود إنتاج قوي للدولة وهذا الإنتاج كانت له رقابة خاصة داخل ماسبيرو وأقول لمن يعترض علي عمل هذه اللجنة إن الرقابة التي كانت موجودة من قبل وتم في ظلها إنتاج أفضل الأعمال الراقية فما الذي نتوقعه في زمن الفوضي وعدم وجود رقابة وبقي ان نتحدث عن توسيع مهمة هذه اللجنة لتشمل دراسة كيفية عودة الدولة من جديد للإنتاج بدلا من التوقف للتهجم عليها. ثم إن هؤلاء الذين يتحدثون عن الأعمال الجيدة تطرد العمال الرديئة لا يدرون ان هذا قول حق يراد به باطل خاصة بعد ان استشري الفساد وصارت الأعمال الدرامية بضاعة للتربح المادي فقط بل إن سوق الإعلان لم تعد هي الأخري ترحب بالأعمال المتميزة بدليل مساحة الوقت المتاحة للإعلان والأخري المتاحة للدراما وقد قرر البعض مشاهدة الدراما علي اليوتيوب وأصبح زباين الشاشات ضحايا الإعلانات. وقول اخر يتعلق بالفيس بوك والأماكن التي يعدونها ساحات للتواصل الاجتماعي وهي في الأساس لخلق توترات اجتماعية وتحقيق أهداف سياسية مزقت الدول ووصلت مؤخرا إلي حد التجسس علي الناس وصار كل الناس مشغولين بها فهل يتخلي عنها الناس في رمضان بعد أن صدعتنا علي مدار العام لتكون الغلبة للدراما أما ان الاثنين سوف يتحالفان ضدنا ويفسدان صيامنا. دعونا نتحالف ضد الشيطان.