محمد فاضل رباب حسين ابراهيم الشوادى أحمد النحاس أين هم كبار مخرجي الدراما من الأعمال الفنية التي يجري تصويرها؟! وهل أصبحوا مثل «خيل الحكومة» في أنتظار رصاصة الرحمة بعد أن أثروا الشاشة علي مدي تاريخهم الفني بالعديد من الأعمال الناجحة؟! تساؤلات طرحناها علي عدد من هؤلاء المخرجين وجاءت اجاباتهم لتؤكد أن الدراما الآن تقاسي بالكم ونسبة المكسب علي حساب القيمة والمضمون والهدف الذي تسعي لتقديمه للمشاهد في ظل توقف الجهات الحكومية عن الإنتاج والاكتفاء بدور المشاركة فقط؟! في البداية تقول المخرجة رباب حسين «إنت جيت علي الجرح» فما يقدم الآن هو ابتذال وتدن واضح وصريح وهذا سبب دعوتي لأن أجلس أنا وغيري من المخرجين في منازلنا حتي تنتهي هذه المهزلة، وللأسف بعد أن كان الأمر مقتصراً علي القطاعات الخاصة التي لا يهمها المضمون أو المحتوي، امتد الآن إلي القطاعات الإنتاجية الحكومية التي كانت تمثل الأمل الباقي للدراما، فالآن يعرض علي شاشات التليفزيون المصري مسلسل «قلوب» وهو دليل قاطع علي أن التليفزيون وشاشاته التي كانت لا تقدم إلا الأعمال الهادفة، قد انجرف إلي الهاوية، فهذه الأنواع من الأعمال هي بحق السبب الأول لتفشي الفساد وانعدام القيمة في المجتمع المصري، وبدلاً من أن يردع الإنتاج الحكومي هذه الأنواع من الأعمال ويقدم أعمالاً جادة ذات أفكار ويعيد سيطرته علي العرض الدرامي من جديد، انساق وراءها راجياً الربح المادي». وتقول: سأظل في منزلي حتي تستعيد الدراما دورها الحقيقي في تنمية الإنسان ولن أغامر بتاريخي وما قدمته للدراما بالانسياق خلف أعمال لا تحمل سوي الدمار للمجتمع من أجل التواجد. ويقول المخرج محمد النجار: هناك عدة أسباب لهذا الأمر أولها ضرورة أن يأخذ الجيل الجديد من مخرجي الدراما فرصتهم في تقديم ما لديهم، ولكن ذلك لا يكون علي حساب القدامي فلابد من التواصل بين الطرفين. أما السبب الأكبر الحالة الاقتصادية السيئة التي وضعت الجميع في مأزق وعلي رأسهم المنتج الذي أصبح لا يعلم هل سيحصل علي أمواله التي سوف ينفقها أم لا وهذا ما يجعله يلجأ إلي الأعمال التي لا تحتاج إلي نفقات كثيرة مما يجعله يستعين بمخرجين شباب تتناسب أجورهم وأيضاً متطلباتهم للتصوير مع الحالة الاقتصادية المتدنية، وهذا لن يرضي به المخرجون الكبار. ويضيف: انتشرت في الآونة الأخيرة موضوعات بعينها يصر بعض المنتجين علي تقديمها بحجة أنها تستهوي شريحة كبيرة من الشعب، وهذا ما لا يتناسب معنا كمخرجين لا نقبل تقديم هذه الأعمال لأننا ندرك ما تمثله الدراما للمجتمع، وأعتقد أنه من أسباب غيابنا تخلي التليفزيون عن الإنتاج وترك الساحة للقطاع الخاص، الذي أصبح يتحكم ويفرض شروطه ورؤيته ولا عزاء للمجتمع. أما المخرج محمد فاضل فيقول: في زمن التقلبات السياسية وعدم وضوح الرؤية للإنتاج الدرامي وتخلي الدولة عن دورها في الإنتاج الدرامي واعتبار الإعلام الرسمي مجرد شاشة عرض فقط فلابد أن تكون كل المعادلات مقلوبة، فرغم تفاؤلي بالأحوال السياسية في مصر ومستقبلها إلا أنني غير متفائل علي المستوي الدرامي، فلم يحظ الإنتاج الدرامي بأي اهتمام من جانب مرشحي الرئاسة الذين اهتموا بالإعلام وبرامج التوك شو التي تخدم علي حملاتهما الانتخابية وأهملا قضية الإنتاج الدرامي الذي يعد هو القائد للمجتمع. ويري المخرج أحمد النحاس أن هذه هي سُنّة الحياة فيقول: لا أري سبباً حقيقياً لذلك فكما أخذنا مكان السابقين، أخذ مكاننا الشباب وهذه سنة الحياة وطبيعتها ومن الطبيعي أن يغيب المخرجون الكبار وأن يقدموا كل عدة أعوام عملاً درامياً وأعتقد أنه عندما تعود الحالة الإنتاجية الدرامية إلي رونقها من جديد وتقدم الدراما 100 عمل في السنة سيكون هناك متسع للجميع قدامي وجدد. ويؤكد المخرج مصطفي الشال أن هذا الموضوع شائك ويفتح الكثير من القضايا بعد أن أصبحت شركات الدراما والإعلانات هي المتحكم الأول الآن في الإنتاج الدرامي ولذلك لا مكان للقيمة إلا من رحم ربي من الأعمال، وهذه الشركات لها شروطها الخاصة التي لا تتناسب مع المخرجين الكبار الذين يعلمون جيداً قيمة الدراما وأهميتها للمجتمع، كما أن الدولة تركت الإنتاج للقطاع الخاص واكتفت بمحاولات تأتي من بعيد كل فترة زمنية، ولم تجد أمامها سوي الانغماس والمشاركة في مثل هذه الأعمال ولذلك أصبح الحال الدرامي مترديا ولا يشجع أحدا علي العمل فيه. وبغضب كبير عبر المخرج ابراهيم الشوادي عن رأيه قائلاً: لا أدري لماذا يدفع التليفزيون المصري 7 ملايين ونصف المليون جنيه لشراء مسلسل مثل «قلوب» الذي يعرض الآن علي شاشاته، ويحمل كما كبيرا من الألفاظ الخارجة التي كان التليفزيون يرفض عرضها من قبل في نفس الوقت الذي تقدم فيه أعمالا جيدة ورغم ذلك لم نحصل علي مستحقاتنا ولكن ما لا نرضاه عنه هو أن يحصل 3 آلاف موظف مرتباتهم من القطاعات الحكومية دون أدني جهد، ودون أن يقدموا شيئا يذكر يجعل هذا الراتب مستحقاً، والذي أتوجه بالنداء إلي المسئولين في القطاعات الحكومية، لابد أن يعود الإنتاج الحكومي حتي لا ينهار المجتمع. ورغم ذلك فنحن علي استعداد للتنازل عن هذه المستحقات مقابل ترشيحنا لاخراج أعمال جيدة. ويقول المخرج محمد عبدالعزيز ان لكل حدث ملابساته الخاصة فالآن عدد الأعمال مقارنة بالاعوام الماضية قليل وهذا ما أثمر تواجد كثير من المخرجين وايضا الفنانين والفنيين، كما ان الاعمال الآن تنتج بتكاليف أقل لا تتناسب مع كبار المخرجين الذين يبحثون عن القيمة والجودة في أعمالهم. ولكن هذا لا يقلل من شأن المخرجين الشباب فاعمالهم متميزة والدليل مستوي الاعمال الدرامية في رمضان الماضي كان مرتفعا جدا ويبشر بالخير.. ولكن من المهم أن يتواجد أهل الخبرة والشباب معا ليكتمل الشكل الجمالي للدراما التليفزيونية.