* * عشوائية الانتاج الدرامي التليفزيوني وضعت المنتجين في مأزق.. لولا تدخل التليفزيون في الوقت المناسب وانقاذهم بشراء اعمالهم وعرضها علي شاشات التليفزيون المصري. شركات الانتاج الخاصة هي السبب الرئيسي والاساسي في رفع اسعار الانتاج بسبب رفع اسعار النجوم حتي وصلت إلي ارقام فلكية.. رغم ان العمل الدرامي التليفزيوني يعتمد في المقام الأول علي المضمون اكثر من النجم.. ففي البدء كانت الكلمة.. فالكلمة هي التي يعتمد عليها أي عمل درامي ثم يتم البناء عليها.. ولابد ان يأتي الكاتب المؤلف في المقدمة ثم المخرج ثم جهة الانتاج والممثل هو أحد العناصر المهمة في العمل الدرامي وليس الاساس.. فالاساس يكمن في المؤلف ثم المخرج ثم الممثل ثم الديكور والتصوير والاضاءة ........ الخ العمل الدرامي التليفزيوني يعتمد علي المضمون أكثر من النجم.. ولكن السينما تحتاج إلي النجم.. ولا توجد موانع علي الاطلاق في وجود نص جيد ومخرج جيد وممثل نجم في عمل درامي إلا التكلفة التي تكون مرتفعة جدا وتسويق العمل صعب وبالتالي يتم الاعتماد علي الاعلانات حتي تتمكن من تغطية التكلفة.. ولكن المنتج الآن اصبح يشترط توقيع النجم أولاً وموافقته علي العمل قبل الموافقة علي الانتاج.. من هنا جاءت العشوائية. من أجل تصحيح مسار الدراما التليفزيونية أولا انتاج اعمال درامية تليفزيونية لمؤلفين ومخرجين "من ذوي الاسماء الكبيرة" اصحاب الخبرة ولا يشترط هنا وجود ممثلين "نجوم سوبر" وانما يتم الاستعانة بممثلين عاديين.. فهذه الاعمال كفيلة بالنجاح ويجب ان يتولي انتاجها جهات الانتاج التابعة للدولة وتعرض في اوقات مميزة علي الشاشة الصغيرة. ثانياً انتاج اعمال درامية يلعب بطولتها النجوم الكبار "السوبر" ومن الممكن تكون بالشراكة مع شركات القطاع الخاص مع جدية الموضوع للمسلسل ككل حيث يعفي من موضوع الاعلانات ولا يحتاج إليها. ثالثاً: مطلوب من جهات الانتاج التابعة للدولة قيادة العملية الانتاجية بالكامل من الألف إلي الياء دون ادخال أي وسطاء أو شركاء من الباطن كما يحدث حالياً. هناك مشكلة في الدراما حالياً تتمثل في اهدار القيمة مقابل المادة ففي البداية كان الاهتمام بتقديم اعمال متميزة والآن اصبح الاهتمام بتقديم اعمال لنجوم.. وهؤلاء النجوم عادة لا يقدمون شيئا جديداً.. لكن المهم أن يكون نجما من أجل الاعلانات.. واصبحت الثقافة الآتية من الشاشات التليفزيونية في يد شركات الاعلانات وهي العشوائية بعينها.