يعاني واقع الأحزاب السياسية ومسارها أزمة مزمنة تتمثل في غياب حضورها السياسي وعدم قدرة معظمها علي جذب اهتمام المواطنين علي الرغم من المناخ الاصلاحي الذي نعيشه علي كافة المستويات. آن اوان المراجعة الشاملة لمسيرة الأحزاب المصرية.. لأن العبره ليس بالكم ولكن بالتأثير في الحياة السياسية ومدي شعبيتها والتحامها بالمواطنين.. انتظر المواطن طويلا دون جدوي ان تقوم الأحزاب بهذه المراجعة الذاتية حتي أصبحت المرحلة القادمة لا تحتمل أي صور حزبية لاتعبر عنه. انفصال العديد من الأحزاب السياسية عن الجماهير وفشلها في الوصول إلي قلب الشارع المصري والتعاطي مع آماله وطموحاته واهتماماته وتحدياته. ادي الي عدم قدرة الاحزاب علي القيام بالوظائف المنوطة بها كتجميع المصالح والحاجات والتعبير السلمي عنها. والتنشئة السياسية. والتثقيف السياسي. وغير ذلك من الوظائف. وهو ما ادي الي عزوف المواطنين عن المشاركة الجادة في الحياة السياسية بكل مستوياتها بصفة عامة. والمشاركة في الانتخابات النيابية بصفة خاصة. وترسيخ قيم السلبية واللامبالاة وضعف الانتماء. وإتاحة الفرصة أمام تيارات الإرهاب والتطرف الفكري لاستيعاب واستمالة بعض الشباب في إطار تنظيمات غير شرعية قد تؤدي إلي أساليب غير سلمية. الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً علي الديمقراطية ومستقبلها في مصر. تلعب الأحزاب دوراً هاماً في تدعيم الممارسه الديمقراطية باعتبارها همزة الوصل بين الحكام والمحكومين. بما يسمح بتنشيط الحياة الحزبية.. وتُعَدُ الأحزاب السياسية من حيث القوة أو الضعف مؤشراً علي درجة تطور أي نظام السياسي. يرجع تاريخ التجربة الحزبية في مصر الي ما يزيد عن 100 عام لم نشهد خلالها تجربة حزبية نشطة او فعالة ...ورغم ما شهدته الحياة السياسية في مصر بعد ثورة 25 يناير من حراك سياسي. وكان من أبرز مظاهر هذا الحراك ارتفاع عدد الأحزاب السياسية الا ان غالبية هذه الأحزاب لم تترك اثر يذكر لدي المواطن.. فوجب التطوير بالشكل الذي يجنبنا مشاكل الماضي ويحقق الغرض والدور السياسي المرجو من تواجدها.