اليوم عيدك يا أمي..اليوم تزداد حسرتي وغمي..كان أملي أشوفك..وفي حضنك ارتمي..وببهجتك ارتوي..اليوم عيدك..وعيد كل الأمهات..وقوفي أمامك وتقديمي هديتي أجمل ذكرياتي..وبعد فراقك أصبح أعز أمنياتي .. وحشتيني ياست الحبايب..رغم أنك في دار الحق والهدي..وأنا في دار الباطل والظلام..دنيا الغدر والخداع..دنيا الكذب والضلال. مفتقدك ياأمي..لمن أشكو من بعدك همي..ويزيل غمي..وألمي..ويلم شملي..منذ أكثر من15 سنة لم يضمني حضنك..ولم أقبل خدك..ولم أطلب ودك..ولكني في كل وقت ياست كل الحبايب أستشعر رضاك وحبك..وحشني كلامك..عتابك..حتي صمتك.. مفتقدك.. ولك مشتاق ولكن هذا هو الموت.. وذلك هو الفراق. حبيبتي..عاجلاً أم آجلاً سآتي اليك.. أرتمي بين أحضانك.. ألتصق بعظامك.. التحف بكفنك..أرتوي بحبك..أئتنس بوجودك كما كان حالي وأنا طفل بين أحضانك أرضع لبنك الممزوج بحنانك... حبيبتي.. أؤكد لك أني مازلت سائراً علي نهجك ودستورك.. مهتدياً بهديك ونورك..وأعيش ببركة دعائك ورضائك. اليوم تذكرت كما أتذكر دائماً لحظة رحيلك..فقد استدعائي أخواتي لأنك تعبانه..ولكني أحسست فراقك للحياة ..قطعت الطريق الي طنطا ياحبيبتي في لحظات ولكن كانت وكأنها الدهر.. لأشاهدك.. وأنت ممده علي سريرك.. وقد غطي وجهك النور.. واعتلته ابتسامتك المعهودة.. وأنا أنحني أمامك بقدر قدرك وقامتك..وناديت عليك استيقظي يا أمي فأنا "علي" ابنك حبيبك..لم تتمكني أنت من الرد.. ولم أستطع أنا إلا تقبيل جبينك..وصلينا عليك ياست الحبايب.. وزففناك إلي مثواك الأخير..ونحن ننقلك من منزلك الفاني إلي منزلك الباقي..لن أنسي طوال عمري لحظة دخولك قبرك الذي استضاء بنور إيمانك..وتفرق عنك أهلك وولدك وأنت تحتمي بربك وعملك..لقد كانت عظتك لنا بالأمس بلسانك..واليوم ياأمي بصمتك..بعد أن ارتديت ياحبيبتي كفنك وسكنت ياست الحبايب قبرك.