* سيدتي الجميلة.. لم أكن اتصور انني سأقابلك يوما ما. فأنت تستحقين كل الاحترام والتقدير والمحبة.. هكذا عبر الفنان محمود حميدة عن علاقته بالمناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد التي صنع وجودها في افتتاح مهرجان سينما المرأة الدولي في أسوان جوا من المشاعر النبيلة أعاد لنفوس الحضور كل أيام مصر المحبة والملتزمة بالإنسانية والعروبة. زمن كان الدفاع فيه عن الأشقاء فرضا من خلال عبدالناصر وثورة يوليو. وعلي مستوي الفن عبر يوسف شاهين عن مشاعر المصريين تجاه بطولة المناضلة الكبيرة "جميلة بوحيرد" في فيلمه المتفرد عنها بأداء ماجدة الصباحي نجمتنا المتفردة.. لم ينس الناس في مصر قصة كفاح المناضلة الجزائرية الكبيرة مقاما. والتي كانت صغيرة سنا وقت أن قبض عليها جنود الاحتلال الفرنسي وعذبوها تعذيبا شديدا لمساندتها قوات بلدها ضد الاحتلال. وفي كلمتها في الافتتاح بأسوان اعتذرت الجميلة برقة علي أنها تتحدث بالفرنسية لأن المستعمر لم يمكنها من تعلم العربية بتواضع شديد مؤكدة انها لم تفعل شيئا وقتها إلا الدفاع عن بلدها. وأنها ومئات الآلاف من الجزائريين كانوا يقومون بواجبهم. واختتمت الكلمة القصيرة بتحية مصر. بالعربية ليقف لها جميع الحضور في المسرح في تصفيق حاد متواصل وتترجم جاسمين طه زكي مذيعة الحفل الرائعة الكلمة في اختصار.. وتقدم لها د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة درع المهرجان بينما يكرها أيضا محافظ اسوان مصطفي طاهر بدرع المحافظة. لكن برغم الدروع والاحتفال الكبير الذي شاركت فيه أيضا د.مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة ود.ميرفت التلاوي رئيسة منظمة المرأة العربية والذي تضمن تكريم واحدة من الجيل الجديد والممثلات المبدعات هي مني زكي والحماس الكبير لها من الجمهور ومن زميلاتها اللواتي قدمن نموذجا في محبة بعضهن والحماس الكبير لهذا التكريم مثل منة شلبي وغادة عادل وكندة علوش ولقاء الخميس وغيرهن إلا ان بصمة طعم افتتاح هذه الدورة الثانية من المهرجان جاءت ممهورة بتوقيع امرأة قدمن في الحياة الحقيقية ما خلاه الفن وما دخل قلوب الملايين سواء في بلدها أو عن بعد.. وحين انتهي الاحتفال كان الأمر شاقا علي منظميه فالناس الذين أحبوا هذا الرمز الكبير. انتظروها وكانت هي في لحظة فريدة أيضا. فما من امرأة أو فتاة طلبت أن تقبلها إلا ولبت رغبتها بكل المحبة ودفء المشاعر.. لا أظنها توقعت أن يكون استقبالها في مصر. من الناس وليس المجلس القومي للمرأة ومن خلال مهرجان للسينما وليس مؤتمرا شعبيا أكثر حميمية من هذا. ولا أظن رئيس المهرجان الكاتب محمد عبدالخالق ومديره الإعلامي حسن أبوالعلا إلا أكثر سعادة بهذا الاختيار لهذا الاسم الذي علق بوجداننا ولإنجاز هذا الحضور الكبير المؤثر والمهم فهي المرأة في أعلي صورها كمقاتلة من أجل الوطن وهي ملهمة الفيلم والسينما المصرية في واحد من أهم أفلامها وهي النموذج الذي يجب أن تبحث السينما المصرية عن أمثاله في كل المواقع لتقدم لنا قصصا حقيقية لنساء يعيشن بيننا ويحتاجون للكشف عن بطولاتهن.. لقد ارتبط كفاح "جميلة" بالنضال ضد استعمار صعب. لكنه رحل وهناك غيرها كثيرات في كل أرض عربية. الآن في فلسطين مثل عهد التميمي أحدث مناضلة عربية. ولكن هناك المناضلات في الحياة. وصانعات الحياة برغم كل الظروف والصعوبات وما أكثرهن في مصر.. وما أهمية أن يكون للفن دور في دعم الحياة.. هكذا أعادنا افتتاح الدورة الثانية لمهرجان عن "سينما المرأة" إلي تأمل دور الفن في علاقته بالحياة ودور المؤسسات والقيادات في دعم الفن.. وبرغم ان المهرجان عرض في الجزء الثاني من الافتتاح فيلم جديد مهم لمخرجة إيرانية بعنوان "في البحث عن أم كلثوم" وهذا له مقال آخر.. إلا ان احتفاله بجميلة بوحيرد هو إضافة حقيقية للفن والحياة.