هشام النجار البيان الذي أطلقته جماعة الإخوان الإرهابية بعد انطلاق الحملة العسكرية الشاملة "سيناء 2018م" يعكس مدي ارتباط هذه الجماعة بباقي ميليشيات العنف والإرهاب وفي مقدمتهم تنظيم داعش. القضية ليست جديدة أو وليدة متغيرات طرأت خاصة بعد ثورة يونيو 2013م وعزل الإخوان من السلطة. إنما هي استراتيجية ملخصها توحيد طيف الإسلام السياسي والجهادي ضد الدولة المصرية ومؤسساتها. رأت جماعة الإرهاب الأم ضرورة الدخول فيما يعرف بتوازن الضعف حتي يقول هذا التيار الإجرامي بعضه بعضاً ويتسني له السيطرة علي السلطة في دولة بحجم مصر. بالنظر لثقل وعراقة وتاريخ المؤسسات المصرية العسكرية والمدنية. ظهر التحالف بين الإخوان والتكفيريين المسلحين واضحاً مع أحداث 28 يناير 2011م. عندما تمكنت التنظيمات الإرهابية المسلحة بالتعاون والتنسيق مع أجهزة مخابرات خارجية من تهريب قيادات جماعة الإخوان وغيرها من السجون بعد اقتحامها بالقوة. الإخوان حرصت علي رد الجميل فأخرجت كل قيادات الجماعات التكفيرية المسلحة من السجون وتعهدت لهم بمنحهم السيطرة الكاملة علي سيناء. في سياق تحالف استراتيجي وجدته الجماعة لازماً كورقة ضغط وقوة في يدها ضد الدولة ومؤسساتها وفي مواجهة التيارات السياسية والفكرية علي الساحة. واستفادت الإخوان من هذا التعاون والتنسيق أثناء عامها المشئوم في الحكم. لتتمكن من امتلاك أوراق في الملفات فائقة الحساسية والخطورة خاصة ملف حماس وغزةوسيناء عند التعامل مع الأجهزة السيادية المصرية. ظنت جماعة الإخوان أنها بدخولها في هذا التحالف مع التكفيريين في سيناء أنها سيكون لها أفضلية في التحكم في النشاط الإرهابي سواء بكشف البعض من المعلومات عنه أو بالإيعاز للإرهابيين بالقيام بعملية ما وعلي إثرها تتدخل الجماعة لتحرير أسير أو أكثر في مشهد تمثيلي فتكون قد ظهرت أمام الأجهزة والرأي العام كقادرة علي التعامل مع هذا الملف الحساس والمصيري. في المقابل استفادة تنظيم "أنصار بيت المقدس" التكفيري المسلح والذي صار يعرب ب "ولاية سيناء" بعد مبايعته لتنظيم داعش في العام 2014م. من الدعم السني الذي قدمته الإخوان للتنظيم ومن تمكينها من السيطرة علي مساحات من سيناء ومن تعزيز الرابطة والتواصل اللوجستي والميداني بين غزةوسيناء. كل هذا تغير بعد ثورة يونيو وعزل الإخوان وتقويض مشروعهم الكارثي. والبدء في الحرب علي الإرهاب التي كانت جماعة الإخوان في قمة هرمها وتنظيما داعش والقاعدة في قاعدته. ماذا تعني العملية سيناء 2018م لتنظيم الإخوان الإرهابي وداعميها الإقليميين؟ معناها تقزيم تركيا بعد أن تم تحجيم دور قطر ومحاصرته. وهو ما يؤدي بطبيعة الحال لحرمان الجماعة من حضور ونفوذ ثاني أهم داعم إقليمي لها وهي تركيا. النظام التركي الحالي سعي خلال الفترة الأخيرة للخروج من مأزقه الإقليمي والداخلي وللتشويش علي الإنجازات الاقتصادية المصرية بشأن اكتشافات الغاز. لتكثيف الحضور الإرهابي الموالي له في سيناء وللسيطرة علي أجزاء من الحدود المصرية بين غزةوسيناء. هذه الخطوة مقدمة لنقل حمامات الدم إلي المحافظات والوادي والدلتا. لزعزعة استقرار الدولة وهز الثقة بالنظام السياسي ومؤسسات الدولة. وهي سيناريوهات تخدم هدف تركيا الأكبر وهو إسقاط النظام المصري واستنزاف الجيش وفرض جماعة الإخوان كلاعب في المشهد السياسي لتكون خادمة للمصالح التركية في مجمل البلاد العربية. عملية سيناء 2018 تستبق تلك السيناريوهات الشيطانية وتهدم مخططات تركيا والإخوان بالتعاون مع داعش. بالسيطرة علي حدود الدولة وبإنزال هزيمة حاسمة ورادعة بالتكفيريين المسلحين من تنظيمي داعش والقاعدة بسيناء. وبخلايا جماعة الإخوان المسلحة وعلي رأسها تنظيمي حسم ولواء الثورة في جميع محافظات الدولة. بيان الإخوان يرفض العملية ينطوي علي اصطفاف الجماعة بشكل كامل مع تركيا ضد الدولة المصرية. فالجماعة يهمها أن تتحقق المصلحة التركية علي حساب مصالح مصر. وتعول جماعة الإخوان علي أنه كلما اتجهت الحرب ضد الإرهاب التكفيري نحو الحسم النهائي. زادت فرص انهيارها هي بشكل كامل عندما تفقد ورقة أخيرة لا تزال تضغط بها علي الواقع المصري. جماعة الإخوان لم تتوقف في مرحلة من المراحل عن إرسال هذه الرسالة بزعم أنها قادرة علي إنهاء الإرهاب ووقف عملياته. وأنه إذا تم قبولها في المشهد فستتمكن من احتوائه. سواء بوقف التحريض والتمويل أو بإعطاء إشارة لحلفائها الإقليميين ممولي تلك التنظيمات بأن يوقفوا الدعم.