رفض ممدوح عباس التعاقد مع محمد صلاح وقال بالنص: "ده لسه بدري قوي عليه عشان يلعب في الزمالك". عندما أقرأ هذه الجملة أتذكر ما قاله البعض عن ميسي وأوبرا ولوراندو وغيرهم من العلماء والمشاهير والعظماء . فكم منّا يسمع عبارات لا تبُث في قلوب البعض الا التشاؤم وفقدان الأمل. فكل هؤلاء يعلموننا درساً: "لا تعبأ بكلام أحدهم بل أبذل قصاري جهدك لتحقيق هدفك وتوكل علي الله فيسخر الله الكون كله لأجلك". فالبشر لا يملكون غير الكلام والاستهزاء بالآخرين اما من لديهم حلم فلا يملكوا غير أن يثبتوا كلامهم وحلمهم أفعال حقيقية علي أرض الواقع. فالبشر لا يصدقون الا ما يشاهدونه واقعاً غير ذلك لن يؤمنوا بك ! لن اتحدث عن محمد صلاح اللاعب بل اتحدث عن محمد صلاح الانسان الذي نجاحه يجب ان يسطّره التاريخ ليكون عبرة لمن يريد النجاح في الدنيا . سمعت وقرأت كثيرًا عن حياته وهذا ما افعله عقب سماعي عن اشخاص تركوا بصمة في التاريخ فوجدت الصفة المشتركة بين العلماء والمشاهير والناجحين صفة الانسانية وكأنهم أرادوا اثبات صدق كلام الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز:" أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ". فالله سبحانه وتعالي رسم لنا طريق النجاح والفلاح في الحياة الدنيا . وميزّ ما بين عباده ولكن التمييز الايجابي:" أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ". فالبعض عندما يري إنساناً منافقاً وعاصياً وغارقاً في نعم الله يُصاب بخيبة أمل وحيرة كيف هذا عاص ويكرمه الله؟!:" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ". والله سبحانه وتعالي تحدث أيضًا عن ذلك:" نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا". اي الله يمتعهم ويغرقهم في النعم شرًا لهم وليس خيرا لهم فالنعمة التي لم يُحسن استخدامها أصبحت نِقمة! ووعد الله سبحانه وتعالي بعدم التمييز في الجزاء ليس فقط في الحياة بل في الممات أيضًا:" أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ". فنجاح محمد صلاح ترك لنا دروساً ليس فقط في قصة نجاحه بل كفاحه الذي لم يضيعه الله وإيمانه بالله والثقة فيه فهناك قصة له تم تداولها علي مواقع التواصل الاجتماعي بأنه عندما كان ناشئاً في نادي المقاولون العرب صرف 5 جنيهات التي كان يمتلكها ولم يتمكن من العودة للمنزل ولم تسمح له عزة نفسه أن يستلف مالاً من أحد فأستأذن للنوم بداخل النادي حتي يعود والده ليعود به الي قريته. فذكرني موقفه بالحديث الشريف" اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير". بل ايضًا ترك الله لنا دروساً في الايمان والانسانية . فكانت حياة محمد صلاح صعبة كما تعودنا من حياة العظماء . فمن لم تكن له بداية مُحرقة لم يكن له نهاية مُشرقة. فهذا يُعطي أمل لكل من لا أملاً له بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا:" وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ". والعبرة بالنهاية وليس بالبداية . فلا تحزن من العقبات التي تُصادفك ومن الصعوبات التي تواجهك . فمقياس نجاح اي شخص يُقاس بعدد الصعاب التي واجهها وتغلب عليها .والعبرة بالخواتيم وليست البدايات.مبروك يا ابن مصر ودائمًا مفرح مصر.