سعر الذهب اليوم الأربعاء 22-10-2025 بعد انخفاضه في الصاغة.. وعيار 21 الآن بالمصنعية    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 22-10-2025.. كم سجل طن عز الآن؟    عبد الله جورج: الجمعية العمومية للزمالك شهدت أجواء هادئة.. وواثقون في قدرة الفريق على حصد لقب الكونفدرالية    موعد مباراة الأهلي والاتحاد السكندري في الدوري والقنوات الناقلة    طقس حار نهارًا ومائل للبرودة ليلًا.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الأربعاء 22 أكتوبر في مصر    طالب يطعن زميله بسلاح أبيض في قرية كفور النيل بالفيوم.. والضحية في حالة حرجة    قبل بدء ظاهرة التعامد.. توافد الآلاف من الأفواج السياحية أمام بوابات معبد أبو سمبل    بعد انخفاضها 2040 للجنيه.. مفاجأة بأسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة محليًا وعالميًا    كوريا الشمالية تطلق صاروخا بالستيا باتجاه بحر اليابان.. لماذا الآن؟    «حقك عليا».. أحمد فهمي يعتذر ل شيكابالا.. ويؤكد: «احنا الاتنين على الله» (فيديو)    رسميًا.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وحقيقة تعميمه إجازة للموظفين (تفاصيل)    وزير الزراعة: تحديد مساحات البنجر لحماية الفلاحين وصادراتنا الزراعية تسجل 7.5 مليون طن    عاجل- الحكومة: لا تهاون في ضبط الأسعار.. ورئيس الوزراء يشدد على توافر السلع ومنع أي زيادات غير مبررة    تعليمات جديدة من التعليم للمعلمين ومديري المدارس 2025-2026 (تفاصيل)    أكثر من 40 عضوًا ديمقراطيًا يطالبون ترامب بمعارضة خطة ضم الضفة الغربية    إصابة 13 شخصا في إنقلاب ميكروباص على طريق «أبوسمبل- أسوان»    عاجل- بدء التقديم لحج الجمعيات الأهلية اليوم.. 12 ألف تأشيرة وتيسيرات جديدة في الخدمات    نائب الرئيس الأمريكي يعرب عن تفاؤله إزاء وقف إطلاق النار في غزة    جداول امتحانات شهر أكتوبر 2025 بالجيزة لجميع المراحل التعليمية (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)    أنظمة الدفاع الجوي تتصدى لهجوم روسي على كييف    محافظ الغربية: رفع درجة الاستعداد القصوى لانتخابات مجلس النواب 2025    سفيرة قبرص بالقاهرة: مصر خيارنا الأول.. ولو كان بوسعنا اختيار جيراننا لاخترناها    باريس سان جيرمان يكتسح ليفركوزن بسباعية في دوري الأبطال    «تقريره للاتحاد يدينه.. واختياراته مجاملات».. ميدو يفتح النار على أسامة نبيه    موعد مباريات اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025.. إنفوجراف    أرتيتا: مواجهة أتلتيكو مدريد كانت صعبة.. وجيوكيريس استحق التسجيل    ريكو لويس: سيطرنا على مباراة فياريال.. وجوارديولا يعلم مركزي المفضل    القومى للمرأة بسوهاج ينفذ مشروع تحويشة لدعم السيدات اقتصاديا بمركز المراغة    إلغاء مباراة برشلونة وفياريال فى ميامى.. والبارسا يصدر بيانًا رسميًا    وزير الخارجية الأمريكي يبلغ رئيس وزراء العراق ضرورة نزع سلاح الفصائل الموالية لإيران    إخلاء مبنى الكابيتول في وايومنغ بعد العثور على عبوة ناسفة    اعترافات المتهم بمحاولة سرقة مكتب بريد العوايد في الإسكندرية: من قنا وجاء لزيارة شقيقته    وفاة شاب ابتلع لسانه أثناء مباراة كرة قدم في الدقهلية    الحماية المدنية تسيطر على حريق تدوير مخلفات شرق الإسكندرية    تشييع جثمان شاب بأسيوط ضحية انهيار بئر في محافظة المنيا    ياسر عبدالحافظ يكتب: هدم العالم عبر اللغة    د. محمد العربي يكتب: دور الأزهر في التصدي للفكر الإرهابي    رومانسي وحساس.. 4 أبراج بتحب بكل جوارحها    انطلاق مهرجان القاهرة الدولى لموسيقى الجاز 30 أكتوبر بمشاركة 12 دولة    تكريم ياسر جلال فى مهرجان وهران للفيلم العربى بالجزائر    فعاليات للتوعية ضد الإدمان وزواج القاصرات بعدد من المواقع الثقافية بالغربية    جامعة طنطا تحتفي بإنجاز دولي للدكتورة فتحية الفرارجي بنشر كتابها في المكتبة القومية بفرنسا    «نحن فى ساحة الحسين نزلنا».. المصريون يحييون ذكرى استقرار رأس الحسين.. وانتشار حلقات الذكر والابتهالات.. وخدمات الطرق الصوفية تقدم الطعام والشربات للزوار.. وطوارئ بمستشفى الحسين الجامعى لخدمة المحتفلين.. صور    مواقيت الصلاة فى أسيوط الاربعاء 22102025    إمام مسجد الحسين: المصريون يجددون العهد مع سيدنا النبي وآل البيت    مجلس كلية طب طنطا يناقش مخطط تدشين مبنى الكلية الجديد    استشاري مناعة: الخريف أخطر فصول العام من حيث العدوى الفيروسية.. واللقاحات خط الدفاع الأول    خطر يتكرر يوميًا.. 7 أطعمة شائعة تتلف الكبد    تخلصك من الروائح الكريهة وتقلل استهلاك الكهرباء.. خطوات تنظيف غسالة الأطباق    أبرزها الموز والزبادي.. أطعمة تجنب تناولها على الريق    وزير الخارجية: نشأت فى أسرة شديدة البساطة.. وأسيوط زرعت الوطنية فى داخلى    الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثماني محتجزين اثنين جنوب غزة    هل يجوز تهذيب الحواجب للمرأة إذا سبّب شكلها حرجًا نفسيًا؟.. أمين الفتوى يجيب    المصري الديمقراطي يدفع ب30 مرشحًا فرديًا ويشارك في «القائمة الوطنية»    رمضان عبد المعز: "ازرع جميلًا ولو في غير موضعه".. فالله لا يضيع إحسان المحسنين    شاريسا سولي تشارك في لجنة القضايا العامة بمجلس الكنائس المصلحة العالمي    رئيس الوزراء يتابع عددا من ملفات عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألف باء
السيد هاني.. يكتب عن الفرصة التاريخية لإنقاذ القدس
نشر في الجمهورية يوم 18 - 12 - 2017

لا المظاهرات.. ولا الهتافات بسقوط أمريكا وإسرائيل.. ولا حرق المجسمات والأعلام الأمريكية والإسرائيلية.. يمكن أن تلغي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل..
الوسيلة الوحيدة لإبطال هذا القرار . هي صدور قرار دولي من الجمعية العامة للأمم المتحدة برفض قرار ترامب.. والتأكيد علي الوضع القانوني لمدينة القدس القائم علي قرارات الشرعية الدولية.. بدءا من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 نوفمبر 1947. وانتهاء بقرار مجلس الأمن رقم 2334 الصادر في 23 ديسمبر 2016..!
أقول الجمعية العامة للأمم المتحدة.. لأن مجلس الأمن سيعجز عن اتخاذ أي إجراء ضد قرار ترامب . بسبب الفيتو الأمريكي..!
بالتالي يجب علي الدول الاسلامية اللجوء الي الجمعية العامة وفق مبدأ "الاتحاد من أجل السلام" المعمول به في الأمم المتحدة بالقرار "A377" . والاستفادة من حالة الزخم الدولي السائدة الآن ضد قرار ترامب . في حشد الأصوات داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار القرار المطلوب.. لاسيما أنه تتوفر قاعدة قانونية يمكن البناء عليها . تتمثل في 7 قرارات دولية صدرت من الأمم المتحدة . تخص موضوع القدس الشرقية بالذات.. حيث تدين كلها محاولات إسرائيل ضم القدس الشرقية..
- سأتوقف هنا عند أحد هذه القرارات السبعة. وهو قرار مجلس الأمن رقم 478. الذي جاء ذكره في البيان الختامي للقمة الاسلامية التي عقدت باسطنبول الأسبوع الماضي.
- هذا القرار صدر يوم 20 أغسطس 1980 في أعقاب صدور قرار من الكنيست الإسرائيلي باعتبار القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لإسرائيل . وهي مقر الرئاسة والكنيست والحكومة والمحكمة العليا . ولإسرائيل السيادة الكاملة عليها.. فصدر القرار 478 بأغلبية 14 صوتا مقابل لاشئ وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.. واعتبر أن قرار الكنيست بشأن القدس باطلا . وأن تطبيقه يعد خرقا للقانون الدولي . كما دعا الدول التي أقامت سفاراتها لدي إسرائيل بمدينة القدس الي نقل سفاراتها الي خارج المدينة.
- في تلك الأثناء كانت توجد في مدينة القدس سفارات 13 دولة.. هي: هولندا - بوليفيا- تشيلي- كولومبيا- كوستاريكا- الدومنيكان- السلفادور- أكوادور- جواتيمالا- هايتي- بنما- أوروجواي- فنزويلا.. كما كانت توجد أيضا قنصليات لكل من الولايات المتحدة . وبريطانيا. واليونان.
- هذه السفارات والقنصليات كانت توجد في الجزء الغربي من مدينة القدس . دون أن تعترف دولها بأن القدس عاصمة لإسرائيل.. وبصدور قرار مجلس الأمن رقم 478 قامت ال13 دولة بنقل سفاراتها الي خارج القدس .
- في عامپ1995پأصدر الكونجرس الأمريكي قانونًا يعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل . ويدعو الرئيس الأمريكي إلي نقل السفارة الأمريكية لدي إسرائيل إلي القدس. لكن القانون يسمح في نفس الوقت للرئيس الأمريكي بتأجيل اتخاذ هذه الخطوة كل 6 أشهر. حسب متطلبات الأمن القومي الأمريكي ومصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.. وهو ما فعله جميع رؤساء الولايات المتحدة السابقون.. حتي جاء ترامب وأعلن يوم 6 ديسمبر 2017 اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأمر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الي القدس..!
التحدي الأمريكي
قرار الرئيس الأمريكي وضع العالمين العربي والاسلامي أمام تحد كبير.. يستلزم تحقيق إنجاز علي أرض الواقع مضاد لقرار الرئيس الأمريكي..!
- الانجاز المطلوب هو الاعلان عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. علي الحدود التي وردت في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 نوفمبر 1947.. وتشمل مناطق : الجليل الغربي "عكا والناصرة" - السامرة "نابلس وجنين وطولكرم" - قطاع القدس "عدا مدينة القدس الدولية" - قطاع بيت لحم "عدا مدينة بيت لحم" - قطاع الخليل "عدا الجزء الموازي للبحر الميت" - مدينة يافا - معظم قطاع اللد والرملة - السهل الساحلي في جنوب فلسطين "المجدل وغزة وخان يونس" - الجزء الشمالي الغربي من قطاع بئر سبع "منطقة عوجا الحفير".. وذلك علي مساحة 11 مليوناً و589 ألفا و870 دونماً تمثل نسبة 42,88% من مساحة فلسطين.. كما جاء في القرار 181.
- الآلية المطلوبة لتحقيق هذا "الانجاز¢.. هي إعلان الدول الاسلامية "56 دولة" الاعتراف بقيام دولة فلسطين علي حدود القرار 181. وفتح سفارات لها في جميع عواصم الدول الاسلامية.. ومطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مستوي تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة من مستوي "مراقب" الي مستوي "العضوية الكاملة¢.
- هذا "الانجاز" يمكن تحقيقه الآن.. إذا توحدت الدول الاسلامية.. وأجمعت علي إتخاذ هذه الخطوة.. مستفيدة من حالة الزخم الدولي السائدة الآن في العالم ضد قرار الرئيس ترامب.. خاصة موقف دول الاتحاد الأوربي . التي أكدت علي لسان مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد فيدريكا موجيريني رفضها لقرار الرئيس ترامب . وتمسكها بالقدس عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.!
- إذن.. نحن الآن أمام "فرصة تاريخية" لحل القضية الفلسطينية علي أساس قرارات الشرعية الدولية.
- أقول "فرصة تاريخية¢.. لأنه لأول مرة منذ عام 1948 تظهر هذه الحالة من الاجماع الدولي ضد الولايات المتحدة وإسرائيل لصالح القضية الفلسطينية.. بالتالي لابد من التحرك السريع للاستفادة من هذه الفرصة.
- الخطوة الأولي نحو إرساء الدولة الفلسطينية علي أرض الواقع . يجب أن تبدأ من الدول العربية والاسلامية.. لايجب أن ننتظر من الآخرين القيام بها.
- إن دول الاتحاد الأوربي والصين وروسيا ودول أمريكا اللاتينية وكل دول العالم التي أعلنت رفضها لقرار الرئيس ترامب ترقب الآن رد الفعل العربي والاسلامي.. فإذا اقتصر رد الفعل علي بيانات الشجب والادانة والمظاهرات وحرق الأعلام والمجسمات.. فإن هذه الدول ستسلم بالأمر الواقع الذي تحاول الولايات المتحدة وإسرائيل فرضه الآن . وهو جعل القدس الموحدة العاصمة الأبدية لإسرائيل.
- أما إذا جاء رد الفعل العربي والاسلامي قويا بالاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية . فإن هذه الدول ستعترف بالدولة الفلسطينية وبالقدس الشرقية عاصمة لها..!
الخطر القادم
لا يجب أن نخدع أنفسنا بأن عملية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الي القدس ستستغرق عدة سنوات.
- أولا : لأن إسرائيل حريصة علي إتمام هذه الخطوة بأسرع ما يمكن حتي تتبعها خطوات مماثلة من دول أخري. خاصة الدول الصغيرة والفقيرة التي تتلقي المعونات المالية من الولايات المتحدة وإسرائيل.
- ثانيا : لأن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة سيضغط علي ترامب للإسراع بهذه الخطوة . التي أصبحت بمثابة "تحصيل حاصل" لأن القرار بنقل السفارة تم اتخاذه بالفعل.. وسيستجيب ترامب لهذه الضغوط . بسبب حاجته الشديدة لدعم اللوبي اليهودي في مواجهة تصاعد أزمة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية التي بدأت تهدد بقاءه في البيت الأبيض.. وكذلك في مواجهة الاتهامات له بالتحرش الجنسي التي تقدمت بها 3 نساء الي الكونجرس الأمريكي منذ عدة أيام وبدأ التحقيق فيها.
هنا لابد من الاشارة الي التصريح الذي صدر منذ أيام عن مسئولين كبار في الادارة الأمريكية بأن حائط البراق في أي تسوية للقضية الفلسطينية . لابد أن يكون جزءا من أرض إسرائيل..!
هذا "التصريح" يضرب بقرارات "اليونيسكو" بشأن مدينة القدس عرض الحائط.. خاصة القرار الصادر في اكتوبر 2016. الذي ينفي وجود أي ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصي وحائط البراق ويعتبرهما تراثا إسلاميا خالصا.. كذلك القرار الصادر في يوليو 2017 الذي يؤكد علي أنه "لا سيادة إسرائيلية علي مدينة القدس¢..!
هذا "التصريح" من شأنه أيضا منح إسرائيل "الضوء الأخضر" من الإدارة الأمريكية . للاستمرار في عمليات الحفر التي تقوم بها أسفل المسجد الأقصي . للعثور علي أثر من هيكل سليمان..!
السؤال الصعب.. هو:
بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل . وبحائط البراق جزء من أرض إسرائيل.. هل يصبح هدم المسجد الأقصي شأنا داخليا لإسرائيل لا يجوز لأحد التدخل فيه..؟!
المخطط جاهز
تفاصيل المخطط الإسرائيلي لهدم المسجد الأقصي وقبة الصخرة وإعادة بناء هيكل سليمان.. تم وضعها بكل دقة والانتهاء منها.. لم يبق إلا التنفيذ..!
- هذا ما تؤكده الكاتبة الأمريكية "جريس هالسل" في كتابها "النبوءة والسياسة¢.. تقول في بداية الفصل السابع من الكتاب:
خلال الرحلة التي قمت بها الي الأرض المقدسة عام 1985.. زرت مع مجموعة من الحجاج مدينة القدس.. وصلنا الي الحرم الشريف الذي يضم قبة الصخرة والمسجد الأقصي . وهما يمثلان أكثر الصروح الاسلامية قدسية في القدس.. وقفنا أمام المسجد جهة الحائط الغربي.. وهو جدار من الحجارة البيضاء عرضه 200 قدم وطوله 1200 قدماً . ويعتقد أنه الأثر الوحيد المتبقي من هيكل سليمان الثاني.. قال لنا الدليل وهو يشير الي قبة الصخرة والمسجد الأقصي : هناك سنبني الهيكل الثالث.. لقد أعددنا جميع الخطط لبناء الهيكل.. حتي إن مواد البناء أصبحت جاهزة.. إنها محفوظة في مكان سري !.. هناك معامل عديدة يعمل فيها الإسرائيليون لإنتاج التحف الفنية التي سنزين بها الهيكل الجديد.. إن أحد الإسرائيليين ينسج الآن قماشا من الحرير الخالص لاستعماله في صناعة أثواب الحاخامين في الهيكل¢..
- ماقاله الدليل الإسرائيلي للحجاج الأمريكيين عام 1985 عن الاستعدادات التي تجري لإعادة بناء الهيكل. أضيفت له معلومات أخري ظهرت بعد ذلك.. منها علي سبيل المثال:
- أن مواد البناء المحفوظة في مكان سري . هي عبارة عن أحجار من عناصر طبيعية لم تمسسها مطرقة أو أزميل.
- أن حركة أمناء جبل الهيكل جلبت في أكتوبر عام 1997 صخرة كبيرة تزن حوالي 4 أطنان . تتميز بمواصفات خاصة . ليصنع منها العرش..
- إنه تم الانتهاء من عمل طراز مثير للمذبح الذي ستذبح فوقه القرابين من طيور وحيوانات.
أعود الي ما ذكرته "جريس هالسل" في كتابها.. تقول: ¢لما غادرنا المكان. تحدثت مع زميل لي في المجموعة حول ما قاله لنا الدليل من أن هيكلا سيقام مكان قبة الصخرة دون أن يذكر شيئا عن مصير الصروح الاسلامية.. فأجاب زميلي: سوف يدمرون هذه الصروح !!.. لأن الانجيل يقول إنه يجب إعادة بناء الهيكل ولا يوجد مكان آخر لذلك سوي هذا المكان.. إنه مذكور في قوانين موسي¢.
- تضيف : ¢سألته عما إذا كان مقتنعا بأن علي اليهود بمساعدة المسيحيين هدم المسجد الأقصي وقبة الصخرة لإعادة بناء الهيكل من أجل إرضاء الله ؟.. فأجاب : إن هذا ما يجب عمله.. إنه في الكتاب المقدس.. إن توقيت إعادة البناء سيشكل الخطوة التالية في الأحداث المؤدية الي عودة الرب.. إن الكتاب المقدس لايقول لنا كم يجب أن يكون حجم الهيكل.. إن كل ما يخبرنا به هو أنه سيكون هنا تجديد في التضحية . وهذا يتطلب بناء صغيرا نسبيا.. لقد مارس اليهود طقوس التضحية حتي عام 70 بعد الميلاد . وعندما يكون لهم هيكل سيتولي ذلك اليهود الأرثوذكس الذين سيذبحون الأغنام والثيران في المعبد ويقدمونها قرابين لله¢..!!
- تقول "جريس هالسل" : ¢تركت المجموعة تتسوق من المحال التجارية وتوجهت وحيدة الي الحرم الشريف.. كان ذلك يوم جمعة.. وكما أن باريس كانت لآلاف السنين فرنسية . كذلك فإن القدس كانت طوال تاريخها عربية¢.. "إن ما نسميه نحن في كتب التاريخ في الغرب . بأنه الشرق . سيبقي كذلك¢..!
- تضيف: ¢ إن مساحة الحرم الشريف للمسجد الأقصي تغطي سدس المدينة القديمة . ولمدة 13 قرنا . منذ القرن السابع حتي اليوم بلا انقطاع - باستثناء 88 سنة من فترة الصليبيين المسيحيين - حافظ المسلمون علي المسجد الأقصي وأداروه من خلال المجلس الاسلامي الأعلي وذراعه التي تسمي الأوقاف الاسلامية . التي تدير الي جانب المسجد الأقصي 35 مسجدا آخر في القدس . بالاضافة الي عدة مقابر وغيرها من المواقع الاسلامية المقدسة داخل المدينة القديمة.. في عام 1967 سيطر الإسرائيليون عسكريا علي المدينة القديمة. وبسبب رغبتهم في توسيع مساحة الأرض الفضاء من الحرم الشريف ناحية حائط المبكي. قاموا بهدم منازل وتشريد نحو 6 آلاف شخص كانوا يعيشون في هذه المنطقة التي يطلق عليها الحي المغربي !.. إن إزالة البيوت والمدارس والمساجد في هذه المنطقة أثار اهتمام مدرسة التنقيب عن الآثار . وهي مدرسة إنجليزية في القدس.. التي خشيت علي سلامة الآثار الاسلامية الرئيسية حول الحرم الشريف . فقامت بإجراء دراسة لحصر هذه الآثار.. كشفت الدراسة عن وجود 30 صرحا إسلاميا في المدينة القديمة منذ عهود الأمويين والعباسيين والأيوبيين . و79 صرحا من العهد المملوكي. و37 بناء من العهد العثماني¢.
- تقول "جريس هالسل" في كتابها : ¢لقد زرت قبة الصخرة . وهي واحدة من أجمل الصروح في العالم . وتقارن غالبا بجمال تاج محل¢.. "إن هذا البناء الذي هو الأجمل في القدس تم تشييده لسبب وحيد . وهو حماية الصخرة الضخمة . إنني أنظر إليها فلا أجد سوي مادة معدنية . غير أن المسلمين ينظرون الي الصخرة فيرون فيها الخلود . الحجر الأساس للكون مركز العالم وأساس عقيدتهم.. كان النبي محمد يعتقد أن أصول هذه الصخرة الضخمة في الجنة¢..
- تضيف: ¢بعد زيارة المسجد الأقصي تملكني الخوف من أنه إذا شن اليهود المتعصبون بمؤازرة المسيحيين المتعصبين حربا مقدسة . أو جهادا ضد المسلمين . وإذا أقدموا علي تدمير أكثر الأماكن الاسلامية المقدسة في القدس . فإنهم قد يتسببون في حرب عالمية ثالثة ومجزرة نووية¢..!
مخاوف الكاتبة الأمريكية "جريس هالسل" التي عبرت عنها في كتابها منذ عدة سنوات . تكاد تتحقق الآن..!!
- فعلي الرغم من أن عمليات الحفر أسفل المسجد الأقصي المستمرة منذ عشرات السنين . لم تسفر عن أي أثر لهيكل سليمان..
- وعلي الرغم من أن علماء الآثار اليهود اعترفوا بذلك.. بل ذهب بعضهم الي التشكيك في قصص التوراة.. وبعضهم نفي وجود أي علاقة في التاريخ لليهود بمدينة القدس..!!
- إلا أن جماعات اليمين المتطرف في إسرائيل لا تعترف بما وصل إليه العلماء.. إنها متمسكة بمعتقداتها وماضية في مخططها لهدم المسجد الأقصي وبناء الهيكل.. لأنها تعتبر ذلك مقدمة ضرورية لعودة المسيح الي الأرض..!
- الخطورة تكمن في أن هذه الجماعات أصبحت الآن هي صاحبة الصوت الأعلي في إسرائيل.. هي صانعة القرار.. لأنها تمثل دائما الجزء الأكبر في تشكيل أي حكومة إسرائيلية..!
جمع التبرعات
من أجل العمل علي تحقيق النبوءة التوراتية بإعادة بناء الهيكل الثالث.. تأسست عدة منظمات لجمع التبرعات وحشد الجهود وعمل الدراسات اللازمة للمشروع..
من هذه المنظمات علي سبيل المثال :
1- فريق الصلاة لأورشليم.. تقوم هذه المنظمة بدعم الجهود التي تبذل لإزالة الأماكن الاسلامية من القدس . وتهويد المدينة بالكامل..
2- هيئة المائدة المستديرة الدينية.. تأسست عام 1979 لحشد وتنسيق جهود اليمين المسيحي.. تعتبر أن تقديم الدعم لإسرائيل واجب ديني منصوص عليه في الكتاب المقدس.. تضم في عضويتها عددا من الشخصيات الانجيلية البارزة والمنظمات اليمينية . مثل : منظمة مترجمو الكتاب المقدس. وعصبة الكنيسة في أمريكا. وهي عبارة عن مركز أبحاث غاية في السرية . يحوي ملفات عن آلاف الشخصيات العالمية..
3- السفارة المسيحية في القدس.. أنشأها المسيحيون الانجيليون في سبتمبر عام 1980 . للإعراب عن تأييدهم لقرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة مناحم بيجين بضم القدس الشرقية.. وذلك ردا علي قيام 13 دولة أجنبية بنقل قنصلياتها من القدس الغربية الي تل أبيب احتجاجا علي ضم القدس الشرقية الي إسرائيل.. كما أنشأ الانجيليون للسفارة المسيحية 15 قنصلية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.. من أجل تقديم الخدمات للحجاج الأمريكيين الذين يسافرون من مختلف الولايات الأمريكية الي إسرائيل لزيارة الأماكن الدينية.. وقد أعدت السفارة شريطا مصورا تباع النسخة منه ب 5 دولارات . يتضمن خطة إعادة بناء الهيكل في مكان المسجد الأقصي..!
بعد إنشاء هذه السفارة بدأت الأموال تتدفق عليها من الولايات المتحدة واستراليا وهولندا ونيوزيلندا وغيرها من مختلف الدول الغربية.. ثم تبين بعد ذلك أن هذه الأموال كانت تسلم الي الجماعات اليهودية المتطرفة في إسرائيل لمساعدتها علي طرد الفلسطينيين وإزالة معالم الأماكن الاسلامية المقدسة في المدينة القديمة.. من أجل تهيئة المكان لإعادة بناء الهيكل..
من أهم الخدمات التي قدمتها السفارة المسيحية لإسرائيل هي زيادة عدد وفود الحجاج التي تزور إسرائيل في المناسبات الدينية . خاصة من المسيحيين الانجيليين الذين يؤمنون بنظام ديني يقول : ¢إن الله بدأ عملية العد العكسي لنهاية التاريخ . وأن أحداثا هامة ستقع في إسرائيل¢..!
4- مؤسسة جبل الهيكل.. أسسها مليونير أمريكي أسمه "تيري ريزنهوفر" مع عدد آخر من الأمريكيين . لتقديم المساعدة للمتطرفين اليهود في تدمير الأماكن الاسلامية بمدينة القدس.
"ريزنهوفر" هو رجل أعمال مسيحي يعيش في ولاية كاليفورنيا الأمريكية . يمتلك شركة "ألسكا" للعقارات . وشركة عقارات أخري اسمها "بيوت الحزام الشمسي" . وشركة للتنقيب عن البترول.
يعتبر نفسه "نهيميا الجديد¢.. فكما تفرغ نهيميا التوراتي لإعادة بناء القدس . يعتقد "ريزنهوفر" أنه شخصيا مدعو لإعادة بناء هيكل سليمان!..
من أجل ذلك يقوم بجمع الأموال من الأثرياء الأمريكيين ونقلها الي إسرائيل معفاة من الضرائب كما ينص القانون الأمريكي . لتمويل عمليات شراء الأراضي من الفلسطينيين في الضفة الغربية وأطراف مدينة القدس.
- قالت صحيفة "دافار" الإسرائيلية في مقال لها عام 1983 إن مؤسسة جبل الهيكل نجحت في جمع 10 ملايين دولار لتمويل عمليات شراء الأراضي والمساعدة في مشروع إعادة بناء الهيكل . كما نظم "ريزنهوفر" حملة جمع تبرعات عام 1983 للدفاع عن 29 مسلحا من المتطرفين اليهود الذين قاموا بقصف المسجد الأقصي.. وقد تمكن المحامون من تبرئتهم وإطلاق سراحهم.!
كذلك يقوم "ريزنهوفر" بتقديم الدعم المالي الي معهد "ميشفيا" في إسرائيل.. الذي يعد الكهنة للخدمة في الهيكل بعد بنائه.. حيث يتدرب 25 طالبا في هذا المعهد ساعة كل يوم علي طرق العبادة في الهيكل . ويقوم ثلاثة من الحاخامات بتدريس الطلاب كيف يحرقون البخور . وكيف يقدمون القرابين الحيوانية . وكيف يقومون بالطقوس الدينية في الهيكل..!
5 - مؤسسة التعاون اليهودي المسيحي.. أسسها كل من "ريزنهوفر" و "دوجلاس كريفر" و "ديفيد بن آمي" المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "آريل شارون¢.
من أكثر الشخصيات التي عملت مع "ريزنهوفر" في تنفيذ مخططاته بمدينة القدس . هو "ستانلي جولد فوت" الذي كان سكرتيرا عاما لمؤسسة جبل الهيكل.. وهو إرهابي.. هاجر من جنوب أفريقيا الي إسرائيل عام 1930. ثم انضم الي عصابة "شتيرن" التي كان يتزعمها إسحاق شامير. وارتكبت عدة مجازر ضد الفلسطينيين.. وهو الذي وضع القنبلة التي دمرت جناحا في فندق الملك داوود بالقدس في 22 يوليو 1946.. حيث كانت تقيم بالفندق السكرتارية العامة لهيئة الانتداب البريطاني بالاضافة الي مجموعة من الضباط البريطانيين.. وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل حوالي 100 بريطاني . وكما خطط الصهاينة فقد أدت العملية الي تسريع الانسحاب البريطاني من فلسطين¢..!
تكتيك العصابات
خلال رحلتها الي إسرائيل.. التقت الكاتبة الأمريكية "جريس هالسل" مع مجموعة من المستوطنين اليهود - وثلثهم يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية - قالوا لها : ¢إذا كان تدمير المسجد الأقصي من أجل بناء الهيكل سوف يتسبب في نشوب حرب كبيرة . فليكن ذلك¢..!
وقال لها أحدهم . وهو "بوبي برادن" من بروكلين : ¢عندما بدأنا عملياتنا بمصادرة الأراضي باعتماد تكتيك حرب العصابات . من أجل إقامة المستوطنات . بدا لنا ذلك مثيرا.. أما الآن فقد بدأنا نشعر بالضجر.. إننا مسلحون تماما . ونشعر بأن وجود مسجد وسط أرضنا يشكل وصمة لنا !.. إذا نظرت الي أي صورة من صور القدس تجد هذا المسجد.. يجب إزالة هذا المسجد.. يوما ما سنبني معبدنا هناك.. يجب أن نفعل ذلك لنبين للعرب وللعالم كله أن لليهود السيادة علي القدس وعلي كل أرض إسرائيل¢..!
- تقول "جريس هالسل" إنها التقت "براون" في منزل من المنازل المصنوعة مسبقا في مستوطنة "تاكوا" التي تقع بالقرب من مدينة "بيت لحم¢.. اعترف لها بأنه ومجموعة أخري من اليهود المستوطنين قد استولوا علي أرض هذه المستوطنة بالقوة المسلحة من الفلسطينيين عام 1979 وإنهم قرروا العمل بالسياسة . وأن يكون لهم حزب "تحيا" . ليشكلوا به قوة ضغط علي الحكومة لاقرار مشروع بناء الهيكل..!
- قالت له : ¢إن بناء هيكل للعبادة شئ وتدمير المسجد الأقصي شئ آخر.. لأن تدمير المسجد يمكن أن يؤدي الي نشوب حرب بين إسرائيل والعرب"..
- رد عليها قائلا : ¢تماما.. إن هذا ما نريده أن يحدث !.. لأننا سوف نربح هذه الحرب.. ومن ثم سنقوم بطرد العرب من إسرائيل.. ثم نعيد بناء الهيكل وننتظر مسيحنا¢..!
تشير "جريس هالسل" في كتابها الي أن "روبرت فريدمان" نشر تفاصيل مخطط هدم المسجد الأقصي بمجلة "صوت القرية" العدد الصادر بتاريخ 12 نوفمبر 1985 كما يلي :
"حصل مناحم ليفني - قائد وحدة احتياط في سلاح المهندسين بالجيش الإسرائيلي وقائد التنظيم السري في حركة "غوش ايمونيم" - علي صور حديثة للمسجد الأقصي.. واتفق مع طيار من سلاح الجو علي سرقة طائرة لقصفه.. غير أن "لفني" عدل بعد ذلك عن فكرة القصف من الجو وفضل عنها الهجوم الأرضي.. فقامت مجموعة من اليهود الخبراء بالمتفجرات بقياس جدران المدينة القديمة حتي ساحة المسجد.. وصنعوا نموذجا للمسجد.. وأجريت تجارب لتحديد الوقت المناسب لتنفيذ العملية.. كما أجريت تجارب في الصحراء علي القنابل التي ستستخدم في عملية التفجير.. وحدد "ليفني" اتجاه انهيار المسجد بعد نسفه . والمدي الذي ستتناثر فيه أحجاره.. كان المهم عدم إلحاق الأذي باليهود المقيمين في المناطق المجاورة للمسجد.. كما كان المهم أيضا عدم إلحاق أي ضرر بحائط المبكي.. وأخيرا حصل المكلفون بالقيام بهذه العملية علي تراخيص لحمل رشاشات "أوزي" وقنابل مسيلة للدموع لاستخدامها في التغلب علي حراس المسجد من المسلمين¢..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.