زاد في الفترة الأخيرة الحديث عن الندم علي فعل الخير او مقابلة الإحسان بالاساءة! وكنت أقرأ في كتاب الله تعالي : "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان" فعندما يَقُل الله ذلك حتمًا الخطأ عندنا حتي ولو تمثّل في الفهم الخاطيء للآيات. ومن خلال خبرتي الصغيرة بالحياة . في بداية الأمر كنت أشعر بما يشعر به الكثير بالحزن والآسي بل الندم علي كل ما يتحلي به الإنسان من صفات إنسانية بل وأشعر بالصدمة عندما استقبل الإحسان بالإساءة ولكن مع التأمل في الحياة تبينّ لي صدق قوله تعالي : "وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله هو خيرًا واعظم اجرًا". "وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْري يَعْلَمْهُ اللَّهُ". فهذه هي الحقيقة أن الخير الذي تفعله يُرد إليك ليس حتمًا من الشخص الذي قدمت له الخير بل من أشخاص آخرين او من الله سبحانه وتعالي ولا يتمثل في أشياء مادية فقط بل معنوية بشعورك بالأمان الذي يُغني عن كنوز الدنيا وأيضًا يُشعِرك الله براحة البال. بل يتمثل الخير أيضًا في تسخير الله لك عباده الصالحين الذين اختصهم في قضاء حوائج الناس وحبب إليهم الخير. فخلال رحلتي لليونان تعلمت الكثير. فقديمًا سمعت أن في السفر سبعة فوائد وبالفعل رأيت آيات الله فعليًا في سفري . بداية علمت معني قوله تعالي:" وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ". "ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين". فخلال تواجدي بمؤتمر دولي لمناقشة قضايا دولية يجمع العديد من الجنسيات فأدركت معني أن الاختلاف سنة الحياة. وأننا جميعًا واحد الفرق بيننا كما قال الله سبحانه وتعالي في التقوي والعلم والإيمان والأخلاق الحميدة اي في الاشياء المعنوية وليست المادية. كما علمت صدق قوله تعالي : "وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْري فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمى". وعلمت أيضًا أن كما أن هناك أناس سيئة . هناك أناس جميلة تُحب الخير للناس. يحبون مساعدة الناس وهم عباد الرحمن الذين اختصهم الله في قضاء حوائج الناس. فسمعت كثيرًا عن الغربة ولكن من سَمَعَ ليس كمن عاش الموقف وشعر به. فكان الوفد الذي معي يضُم العديد من الجنسيات ولكن كنت المصرية الوحيدة. ولكن تعرفت علي أناس مصريين يعيشون في اليونان لم أجد وصفاً لهم غير أن الخير الذي تفعله تجده عند الله . تجده في موقف لا أحد معك غير الله فيسخر الله لك عباده الطيبين ليكونوا بجانبك. تعلمت ايضًا أننا سنظل دائمًا أمدًا نبحث عن الحقيقة ولكن لا يتوقع أحد أن يعثُر عليها فالله سبحانه وتعالي قال : "إِلَي اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ". فلن يتوقف الاختلاف بيننا الا يوم القيامة بل الاختلاف سُنة الحياة والله وحده من يفصل بيننا يوم القيامة. لذا نحن في هذه الحياة للبحث عن الحقيقة. التدبر في آيات الله وسنة الله في كونه فقط وليس لفرض آرائنا علي بعضنا البعض. ولا يظُن أحد أنه يملك الحقيقة كاملة . فقد يُخيل إلي أحدهم أنه توصَلَ إلي الحقيقة ولكن سُرعان ما يكتشف أنه كان يسعي وراء سراب . فالحقيقة الواحدة في الحياة هي الموت فقط غير ذلك لا يمكن أن تكون هناك حقيقة مطلقة بل نسبية .