تأتي انطلاقة المؤتمر العلمي الكبير حول "البناء المعرفي والأمن الفكري" من رحاب جامعة الأزهر وتحديداً من كلية الدراسات الإسلامية والعربية. اليوم انطلاقة موفقة واختيار نحتاج إليه في ذلك الوقت وفي ظل ما نواجهه من مخاطر الأفكار المنحرفة والمضللة وعدم وجود بناء معرفي أصيل نابع من ثقافتنا الإسلامية التي تغرس كل القيم والفضائل من أجل بناء شخصية الإنسان المسلم بناء سليماً قوياً متيناً وتعده إعداداً جلياً متسلحاً بسلاح العلم والمعرفة ليتمكن من مواجهة الشر والأشرار أصحاب الأفكار المضللة والمغلوطة. فكرة انعقاد المؤتمر الذي يحظي باهتمام كبير من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ودعم د. محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر ومتابعة من قبل الدكتور أشرف البدويهي نائب رئيس الجامعة لفرع البنات وإعداد جيد ومتميز بإشراف دكتورة اعتماد عفيفي عميد الكلية ودكتورة نهلة الصعيدي وكيل الكلية للدراسات العليا ومقررة المؤتمر ودكتورة سعاد أبوالمجد وكيل الكلية للدراسات العليا وأمين عام المؤتمر.. جاءت فكرته في وقتها بالفعل.. فالمؤتمر ينطلق من أقدم جامعات العالم التي أثرت بعلمها ووسطيتها من خلال ديننا الإسلامي الحنيف ويحمل رسالتها خريجوها المنتشرون في جميع أنحاء المعمورة يؤدون دوراً ورسالة سامية ونبيلة وسط المجتمعات الإسلامية. المؤتمر تأتي إنطلاقته في ظل ظروف تحيط الأمة الإسلامية ويحاك ضدها الشر وينشر الأشرار فكرهم المضلل والمتطرف والبعيد كل البعد عن الإسلام السمح الوسطي.. وبالفعل نحن في مرحلة حرجة لذلك نحتاج إلي إثراء البناء المعرفي ونشر الثقافة المتعددة والمتنوعة البعيدة عن كل غلو أو تطرف.. نحتاج تلك الثقافة المستنيرة لشبابنا تأميناً له من التضليل والتغرير وبث مفاهيم وأفكار مغلوطة من أجل تأمينه فكرياً وثقافياً من خلال توعية مستنيرة. والبناء المعرفي والأمن الفكري يكملان بعضهما البعض ونحتاج إليهما الآن لاننا للأسف وأعتقد أننا لم نكن طوال السنوات الماضية نهتم بالبناء المعرفي ولا حتي التعليم والكل يعترف بذلك لذلك نحن في أشد الحاجة أن نعود إلي أهمية التعليم الجيد الثري ثراء الفكر والنضج الفكري المبني علي معرفة مستنيرة متعددة المصادر والمعارف ومنطلق من قيم الإسلام النبيلة التي تحث علي كل نيل وتؤكد علي كل فضائل بل الأديان السماوية جميعها أيضاً تؤكد علي كل الفضائل التي لو اتبعناها كان هذا حالنا. نود أن نعود إلي ثقافتنا العربية والإسلامية العريقة والأصيلة التي تبني الإنسان... الإنسان السوي الواعي.. العارف بالحقائق.. المنتمي إلي تراب وطنه والغيور عليه.. والحريص علي أمنه وأمانه والساعي دوماً إلي البناء والتنمية هذا الإنسان المتعلم الواعي المدرك لقضايا وطنه لذلك نقول إن عميد الأدب العربي د. طه حسين كان مدركاً تماماً لأهمية أن يكون التعليم مجاناً كالماء والهواء.. رغم أن الماء الآن أصبح له ثمناً غالياً وأسعاره في ازدياد.. لأنه بالفعل لو أحسنا التعليم وحرصنا علي تنمية المعرفة وغرس الحب للثقافة والتنوير ومن ثم يصلح فكر الإنسان المصري ويزداد إدراكه لقضايا وطنه ويتمسك بإنتمائه لترابه.. وبذلك نكون أحسنا بناء الإنسان المصري وهو ما يؤكد مدي الاحتياج إلي البناء المعرفي والأمن الفكري وتنمية الثقافة والتشجيع علي الإقبال علي التثقيف ولابد أن تعود الحياة إلي قصور وبيوت الثقافة وأيضاً مراكز الشباب المنتشرة في مختلف أنحاء مصر لتؤدي دورها في بناء الإنسان بجد باعتبار أن الأقاليم بقراها ومدنها يسكنها أغلبية المصريين وأبناؤها وشبابها في أشد الاحتياج إلي البناء المعرفي والتثقيف الواعي لينير لهم الطريق وليكونوا دوماً حائط صد لمن يريدون بنا شراً من أهل الشر. فعلاً نحتاج البناء المعرفي وتأمينا فكرياً لأن عدونا الآن من أهل الشر يستخدمون الفكر والمعرفة في الحرب معنا بما ينشرونه وما يبثونه من سموم علي مئات الآلاف من المواقع الالكترونية والقنوات التليفزيونية من مغالطات وتشويه لكل انجاز.. لذلك لابد أن نهتم بهذا البناء المعرفي بالطرق الصحيحة ولدينا البنية الأساسية لهذا البناء وتحقيق ذلك الأمن أقصد الأمن الفكري الذي أصبحنا في أشد الاحتياج إليه حرصاً علي تأمين العقول وتحصين الأنفس بالمعلومة الصحيحة والثقافة الراقية وتقديم المعلومة الأكيدة والمعلومات الحقيقية. وتقول دكتورة نهلة الصعيدي إن المؤتمر سيكون بالفعل ملفاً مفتوحاً للحوار والمناقشة من خلال تنوع وسائل التناول والطرح ليصبح بمقدور الجميع تحصيل الإدراك بأبعاد تلك القضية المهمة قضية "البناء المعرفي والأمن الفكري" من أجل اعادة بناء الأمة الوسط التي ستكون شاهدة علي الناس لأن المنظومة المعرفية هي التي تحدد قسمات الأمة. وترسم مسارها. وتؤمن فكرها وتطمئنها لصواب منطلقاتها وسلامة أهدافها وأصالة مرتكزاتها. وبالطبع فإن عملية البناء المعرفي والتحويل الثقافي تحتاج لمدي طويل ومعالجات شتي ومتنوعة لأنها محاولة لإعادة تشكيل الإنسان وهي عملية صعبة وأكثر تعقيداً وتشابكاً بحكم طبيعة الإنسان والعوامل المتعددة والمعقدة أيضاً التي تتحكم في شخصيته. د. أشرف البدويهي نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات أثني علي فكرة المؤتمر وعنوانه وموضوعاته وتوقيته باعتباره جاء في وقت نحن جميعاً نواجه الفكر المتطرف والمغلوط الذي يروج لتلك الأفكار المغلوطة المغررة بالشباب وأبناء الوطن لكن عندما نحصنه بالفكر والثقافة فنستطيع التصدي لكل ذلك بل وكشفه أيضاً. ويوضح د. أشرف البدويهي أن المؤتمر ينطلق اليوم من رحاب جامعة الأزهر التي أنارت العالم بعلمها المستنير ووسطيتها من خلال طلابها وخريجيها المنتشرين في أنحاء المعمورة يؤدون رسالتهم الدعوية والتنويريه.. ودعا د. أشرف الطالبات إلي ضرورة الحرص علي التعليم والتثقيف ليكون علي علم ووعي باعتبارهن أمهات المستقبل اللاتي يتحملن مسئولية الأجيال الجديدة. يستعرض المؤتمر 45 بحثاً حول "البناء المعرفي والأمن الفكري" من خلال سبعة محاور.. يقول عنها د. محمد وهدان رئيس قسم الصحافة والإعلام بالكلية إن المحاور تشمل البناء المعرفي في المؤسسات التعليمية الأزهرية والأمن الفكري والبناء المعرفي الذاتي ومصادر التلقي والانحرافات الفكرية في النصوص وأثرها علي البناء المعرفي. والبناء المعرفي الفقهي والأصولي والأمن الفكري. البناء القانوني والأمن الفكري. البناء المعرفي اللغوي وأثره في البناء المعرفي والأمن الفكري والبناء المعرفي ودوره في استثمار العقول والمعارف والأفكار وتوظيفها في شتي المجالات. لذلك نقول لابد أن يتكاتف الجميع لتحقيق هذا البناء المعرفي والأمن الفكري الذي أصبحنا الآن في أشد الاحتياج إليهما لتحصين شبابنا ضد ما يبثه "أهل الشر" من سموم ومغالطات وللأسف باسم الدين والدين منهم براء. أداء الأمانة.. كما يجب 1⁄4 الحقيقة يحرص د. أشرف البدويهي نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات بالقاهرة علي التواصل المباشر مع الطالبات دون حواجز علي الاطلاق من خلال اللقاء المباشر شبه اليومي معهن من خلال جولاته الميدانية اليومية في مخلف الكليات.. والاستماع اليهن والعمل علي حل مشاكلهم.. لدرجة أنه وقف وسطهن أمام بوابات الدخول ليتعرف علي آرائهن في كيفية دخولهن وخروجهن من تلك البوابات.. والتعليمات صريحة وواضحة لمسئولي الأمن بحُسن التعامل والمعاملة.. بجانب المقابلة الفورية لمن يحضر إلي مكتبه تلك القيادات التي نحتاج إليها بما تحرص عليه علي التواصل المباشر لمعرفة الحقائق بجد.. ومن ثم يتمكن من إيجاد الحلول الفورية وتخفيف المعاناة بدلاً من تراكم المشاكل وازدياد تعقيدها.