أكد د.حسن إبراهيم. وكيل نقابة الصيادلة أن الكميات المطروحة من البنسلين مازالت أقل من الاحتياج بكثير. وأضاف د.عادل عبدالمقصود. رئيس شعبة الصيادلة بالغرفة أن طرح كل العبوات المتوفرة في مكان واحد. ضاعف الأزمة وزاد من معاناة المرضي. مشيراً إلي أن الكمية المنتجة لا تزيد علي 50 ألف عبوة. بينما السوق تحتاج إلي 2 مليون عبوة. في نفس الوقت مازالت الطوابير ممتدة أمام صيدلية الإسعاف في وسط القاهرة. ويقف فيها المواطنون من كل المحافظات. واقتصر الصرف علي من يحمل روشتة الطبيب بواقع حقنة واحدة. وكتابة تاريخ الصرف عليها. يقول محمد حسن عامل بالأوقاف حضرت من المنيا للحصول علي حقنة بنسلين لابنتي المصابة بالربو. وفوجئت بأن الصرف لا يتم إلا بالروشتة. وحاولت الحصول علي حقنة واحدة. ولكن باءت محاولتي بالفشل. وأصبحت مضطراً للعودة للمنيا مرة أخري لإحضار الروشتة. ويضيف حسين أحمد حسن مهندس: اختفت الحقن تماماً من أسوان وأصبح الحصول عليها مستحيلاً لذلك كل أسبوعين أبحث عن أي شخص من جيراني وأقاربي يكون متوجهاً للقاهرة لإحضار حقنة لابنتي المريضة بالربو. واليوم حضرت بنفسي من أسوان. يتفق معه محمد متولي عامل: رغم انخفاض سعرها. حيث لا يتعدي 7 جنيهات إلا أن الأزمة فتحت الباب علي مصراعيه لمعدومي الضمير للمتاجرة بآلام المرضي. فأصبحت تباع في السوق السوداء وبأسعار متفاوتة. وسمعت أن سعرها وصل إلي 200 جنيه. مضيفاً: إن ابنة أخي مريضة بروماتيزم في القلب. وعمرها 13 سنة وتعالج بالبنسلين منذ سنة ونصف السنة. ولكن والدها منذ أكثر من شهرين لا يجدها بأي صيدلية.. فطلبت من صيدلي البحث عنها لدي أصدقائه من أصحاب الصيدليات. وبعد أن وجد حقنة رفض إعطاءها لي بدون أسباب.. علماً بأن لها موعداً. حيث يجب تعاطيها كل 15 يوماً وعندما يمر موعدها تظل البنت تصرخ من الآلام الشديدة في جميع أجزاء الجسم. ومن قنا حضر حمدي حسن مزارع للحصول علي حقنة واحدة لابنه المريض باللوز. بعد أن بحث عنها في إسنا والأقصر دون جدوي. أما محمد سامي موظف فيؤكد أنه كان يشتريها من الصيدلية كل 15 يوماً لوالدته المريضة بالسكر. حيث يتم علاجها بها منذ 4 سنوات. وحضر من قليوب بعدما سمع المتحدث الإعلامي يؤكد أنها تباع بصيدلية الإسعاف. محمود كامل محمود علي المعاش يقول: حفيدتي مريضة بروماتيزم في القلب. والطبيب كتب لها في الروشتة حقنتين. وعندما حضر ابني منذ أسبوعين أعطوا له واحدة فقط. وحضرت اليوم لشراء الثانية. وتوضح ريهام سيد ربة منزل أن الموظف بالصيدلية يكتب تاريخ الصرف علي الروشتة. ولا يتم الصرف علي نفس الروشتة إلا بعد مرور أسبوعين. حتي لا تباع في السوق السوداء. مضيفة أنها حضرت من شبرا الخيمة لشراء حقنة لابنتها المريضة بالروماتيزم منذ 5 سنوات. أما حورية حسن ربة منزل فتقول: أنا مريضة بالروماتيزم. وبعد حملي أكدت الطبيبة ضرورة العلاج بالبنسلين. بانتظام حتي لا تحدث مضاعفات أثناء الولادة. ولكنني أبحث عنها منذ 4 شهور إلي أن وجدتها اليوم بصيدلية الإسعاف.. مطالبة بسرعة تحرك المسئولين لحل الأزمة التي يعاني منها الكثيرون. يري د.حسن إبراهيم. وكيل نقابة الصيادلة أن المشكلة تكمن في أن الكميات المطروحة أقل من احتياجات المواطنين. مما أدي إلي تفاقم الأزمة وهي ليست الأولي. حيث كانت تنتجه لنا إحدي الشركات العربية. ولكن حدثت بعض الإجراءات التي أثرت علي استيراده والكمية التي يتم تصنيعها محلياً لا تكفي احتياجات السوق. حيث يتم إنتاج 50 ألف عبوة فقط. وكان يتم استيراد 2 مليون عبوة أخري. يضيف د.عادل عبدالمقصود. رئيس شعبة أصحاب الصيادلة بالغرفة التجارية لتجارة الأدوية أنه لا توجد مراقبة ولا متابعة في توزيع العقار. كما أن حصر البيع في مكان واحد ضاعف الصعوبات التي يلاقيها المواطن في الحصول علي العقار خاصة سكان المحافظات مما فتح المجال أمام تجار السوق السوداء استغلالاً للأزمة.