تقوم الحكومة الفلسطينية بالتنسيق مع جامعة الدول العربية لاتخاذ خطوات قانونية ازاء الدعوة البريطانية للاحتفال بمئوية وعد بلفور. ودعوة رئيس وزراء اسرائيل لحضورها.. من ضمن تلك الخطوات التحضير لمقاضاة بريطانيا علي المظلمة التاريخية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني جراء هذا الوعد. وهناك تجربة سابقة للتعاون بين الجانبين في عهد الامين العام السابق للجامعة العربية د. نبيل العربي حيث تم تشكيل لجنة قانونية دولية من الخبراء في مجال قضايا الجنائية الدولية عام 2015 ومحاولة استصدار قرار من مجلس الامن لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. او توفير قوات طوارئ دولية مؤقتة في القدسالمحتلة تضمن سلامة المدنيين الفلسطينيين في جميع الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بالضفة الغربية وقطاع غزة. ولتوضيح كافة الخطوات التي تم اتخاذها كانت ل "للجمهورية" هذا الحوار مع المستشار اول مهند العكلوك بسفارة فلسطين بالقاهرة ونائب مندوبها بالجامعة العربية. * تم الالتفات الي نوايا الحكومة البريطانية بالاحتفاء بمئوية وعد بلفور مبكرا فكيف تم التعامل معه؟ علم الجانب الفلسطيني بنوايا الحكومة البريطانية بالاحتفال بمئوية وعد بلفور منذ عام ونصف واثير هذا الموضوع لاول مرة خلال القمة العربية في دورتها السابعة والعشرين بنواكشوط في الكلمة التي ألقاها وزير خارجية فلسطين نيابة عن الرئيس محمود عباس والتي اعلن فيها عن طلب فلسطين من جامعة الدول العربية المساعدة في النظر في مقاضاة الحكومة البريطانية علي الاحتفاء بوعد بلفور. وبالفعل عملت معنا جامعة الدول العربية في دراسة أفق هذه المساعدة القانونية بعد ان تداعت الينا معلومات مؤكدة عن نية الجانب البريطاني المضي في الاحتفال بهذه المناسبة المشئومة وكان القرار في القمة العربية الاخيرة بعمان بتشكيل لجنة قانونية تساعد في رفع القضايا وطلب التعويضات لاصرار الحكومة البريطانية تعميق الجراح والاستدامة لمأساة الفلسطينيين وطلب الاعتراف بدولة فلسطين وحق تقرير المصير. * ما هي الإجراءات التي ستتخذها هذه اللجنة القانونية المنبثقة عن القمة العربية بعمان؟ حاليا يجري التنسيق بين الحكومة الفلسطينية والجامعة لدراسة هذه القضية وكيفية تقديمها وفي اي جهة قضائية دولية سيتم تداولها فهناك المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومحكمة التحكيم الدولي وتحديد الجهات القانونية التي ستشارك في رفع القضايا ودراسة هذا الملف بدقة حتي يحقق المرجو منه والاستفادة من كل الاجراءات والآليات والقوانين لاستصدار احكام تساعد علي حفظ حقوق الشعب الفلسطيني. * وما فائدة هذه الاحكام القضائية عندما تتحصل عليها الحكومة الفلسطينية في مقابل ممارسات الاحتلال الاسرائيلي؟ القانون الدولي هو عبارة عن اتفاقيات دولية وقرارات تم اتخاذها في الاممالمتحدة ومجلس الامن الدولي واصرار دولة فلسطين علي المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني بوقف الاستيطان الاسرائيلي والحماية الدولية ضد هجمات الاحتلال والمطالبة بتجريم الاحتفاء بوعد بلفور والمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين والمطالبة بحماية المقدسات كلها قرارات يتم التحصل عليها اولا بأول ولها اثر سياسي وقانوني بعيد الامد حيث ان تراكم كل هذه القرارات يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في الارض والهوية والفلسطينيون "نفسهم طويل" ولم نتراجع عن موقفنا منذ مائة عام وسنظل نقول للعالم ان فلسطين ارض عربية. * كيف عالجت جامعة الدول العربية ملف مئوية بلفور؟ تري فلسطين والجامعة العربية ان الحكومة البريطانية تتحمل مسئولية تاريخية منذ وعد "من لا يملك لمن لا يستحق" وحاليا نحن امام حادثة نفاق سياسي بالاعلان عن الاحتفال بفخر بهذه المناسبة المشئومة وهذا الامر عالجه قرار قمة عمان بالاضافة الي قرارات وزراء الخارجية العرب في سبتمبر الماضي حيث اتفقوا علي التنديد بالمحاولات البريطانية بالاحتفاء بمئوية وعد بلفور ودعوة لندن بتحمل مسئوليتها التاريخية وذلك بالاعتذار للشعب الفلسطيني وتعويضه عما تكبده من هذا الاعلان والاعتراف بدولة فلسطين والاعتراف بحق ممارسة تقرير المصير للشعب الفلسطيني وممارسة مهام الدولة المستقلة وهو القرار الذي اصدره مجلس العموم البريطاني منذ ثلاث سنوات بالاعتراف بدولة فلسطين ولم تستجب له الحكومة . * مالدور الذي يقع علي الدول العربية من أجل مساعدة فلسطين للرد علي الإصرار البريطاني بالاحتفال؟ نطالب الدول العربية - تنفيذا لقرارات القمة العربية بعمان وقرار مجلس الجامعة علي المستوي الوزاري في دورته العادية ال148 بالتواصل المباشر والثنائي مع الحكومة البريطانية لثنيها عن التمادي في هذا الاحتفاء المشئوم واستخدام العلاقات العربية البريطانية لحث بريطانيا علي الاعتراف بدولة فلسطين علي حدود الرابع من يونيه عام 1967وعاصمتها القدس وبالفعل قامت المندوبية بمخاطبة الجامعة العربية لتعميم هذه المطالب.