لم يكن انتصار 6 أكتوبر المجيد قرارا لهذا الرئيس أو غيره بل كان إرادة شعب رفض الهزيمة وصمم علي رد العدوان وتحرير أرضه واسترداد كرامته وقدم من التضحيات مالم تقدمه شعوب اخري في الغرب والشرق وجعل من ابنائه في القوات المسلحة الباسلة قربانا لتحقيق النصر. فلم يبخلوا بأرواحهم وهم يعبرون اخطر سد مائي في الحروب ويقتحمون خط بارليف الحديدي الاقوي من خط "ماجينو" في الحرب العالمية الاخيرة. ويواجهون بأجسادهم وصواريخهم احدث الدبابات الأمريكية المرسلة جوا إلي قوات العدو في ميادين القتال بما يقدم للتاريخ شاهدا علي ان مصر لم تحارب اسرائيل وحدها بل كانت تحارب ايضا الولاياتالمتحدةالامريكية وحليفاتها الغربيات التي جعلت من إسرائيل قاعدة امامية لها في المنطقة العربية تسمح لها بضرب حركات التحرر وتمنع تحقيق حلم الوحدة العربية وتحرس ثروات النفط التي استولت عليها الشركات الاستعمارية المستغلة لثروات الشعوب الساعية للنمو والتقدم. لقد وجه الشعب المصري ومعه كافة الشعوب العربية المتضامنة معه في انتصار اكتوبر ضربة قوية لهذه الدول الاستعمارية التي مالبثت تواصل تنفيذ مخططاتها مبتدئة بضرب التضامن العربي ومحاولة الوقيعة بين مصر وشقيقاتها العربية لتنفرد هذه القوي المعادية بكل دولة عربية علي حدة وتدمر قواتها المسلحة وتسقط مؤسساتها الوطنية علي النحو الذي يجري تنفيذه في المنطقة منذ سنوات وكادت شروره تصل إلي مصر لولا يقظة الشعب المصري الذي فرض ارادته في 30 يونيو 2013 مثلما فرضتها في 6 اكتوبر 73 وتتصدي ببسالة ومعه ابطاله في القوات المسلحة لمخططات العدو واسقط عملاءه من جماعات الارهاب في الداخل والخارج.