مستشفي النيل للتأمين الصحي كواحد من العيادات الثلاث الكبري بالقليوبية.. ولم نستعرق وقتاً.. ولم نبذل جهداً كي نكتشف أن الحصول علي الخدمة الطبية هناك "رحلة عذاب". فالمرضي يشكون من الانتظار لساعات طويلة ونقص الأدوية واعتذار بعض الأطباء. بينما يؤكد المسئولون ان العمل بالمستشفي يجري علي "قدم وساق" ويتم التغلب علي المشكلات وأن ملف التأمين الصحي معقد وشائك في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. يقول محمود عبدالسلام "معاش" احضر لعيادة الأسنان من الساعة 8 وحتي 11 صباحاً منذ يومين في انتظار الطبيب الذي لا يأتي سوي ساعتين فقط ويكتفي بعدد محدد للكشف متسائلاً حتي احضر لكي استطيع الحصول علي دور؟ يضيف مصطفي محمد "معاش" ان علاج الأسنان واشعته كانت تتم علي نفقة التأمين الصحي ولكني فوجئت بطلب الطبيب عمل اشعة علي نفقتي الخاصة وبالرغم من أن تكلفتها لا تزيد علي 4 جنيهات إلا أنها ليست في مقدوري حيث إن المعاش يكفي الاحتياجات الأسرية بالكاد. يؤكد محمود عيد "موظف" ان خدمة العيادة ممتازة بالنسبة للطلبة ولكن بالنسبة للعاملين وأصحاب المعاشات تغير ذلك فأنا اعالج من الصدفية وانسداد الشرايين وقمت بإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة داخل وخارج المستشفي علي نفقتي الخاصة ناهيك عن العلاج "يحدث بلا حرج" فالشراء من الخارج أفضل. فيروس سي يروي شعبان عبدالعزيز "معاش" مأساته قائلاً اتردد علي المستشفي منذ عام لتناول جرعة "السوفالدي" الخاصة بفيروس "سي" والحجز يبدأ من الساعة 8 صباحاً والطبيب لا يحضر قبل الواحدة والنصف ويتساءل متي يبدأ الكشف؟ علماً بانني احضر من إحدي قري قليوب البلد. اما فتحي طه "معاش" يشكي من علاج الأنسولين قائلا لا يشفي حيث إن المادة الفعالة له ضعيفة جداً وقد أدت ارتفاع معدل السكر لأكثر من 350 الأمر الذي اضطرني لشراء المستورد والاستغناء عن انسولين التأمين. يطالب محمد النبداوي "معاش" بتعديل منظومة التأمين والاهتمام بالتشخيص السليم للمريض لأن ما يحدث بشكل عبئاً علي الدولة حيث إنه يتردد علي المستشفي عدة مرات بسبب عدم الكشف بالسماعة والاعتماد علي السمع فقط بالرغم من خصم 120 جنيه شهرياً مقابل هذه الخدمة. يصرخ عبدالوهاب عبدالله "معاش" قائلاً إن من يمتلك المال يستطيع العلاج ومن لا يمتلك يبحث عن مقبرة "يدفن فيها نفسه" مضيفاً ان انعدام الضمير مشكلة العصر حيث إن كل شخص لا يهتم بأداء عمله علي الوجة الأكمل لذا لابد من تشديد الرقابة. يقول فايز لمعي "معاش" اضطر للحضور للمستشفي للحصول علي العلاج الشهري ولكن المشكلة الكبري التي تواجهني هي الانتظار الطويل في طوابير لحين الدخول للطبيب المعالج أو من ينوبه لاقرار الدواء ثم الانتظار بطابور آخر لصرفه من الصيدليه. يؤيده في الرأي أحمد مصطفي "معاش" مشيراً إلي أنه يضطر للحضور كل شهرين لصرف العلاج حيث إن اليوم بالكامل يضيع في "التأمين الصحي" مطالباً المسئولين الرأفة بكبار السن ومراعاتهم. تحكي مني محمد "ربة منزل" معاناتها قائلة اجريت جراحة لإزالة كيس دهني في قدمي اليمني بالمستشفي منذ حوالي أسبوعين كنت أقوم بالغيار عليها بالصيدليه بالمجاورة ونظراً لأن الجرح لم يشف بعد حضرت للكشف علي الجرح لكن الطبيب رفض بحجة انتهاء مواعيد الكشف. الأوضاع الاقتصادية بمواجهة الدكتور محمد حجاج - مدير عيادة النيل للتأمين الصحي أكد أن ملف التأمين الصحي معقد وشائك بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد التي لا تسمح برفع أجر ساعة الطبيب والتي تبلغ حتي الآن 20 جنيها لدرجة ان بعض الأطباء حديثي التخرج يستغنون عن وزارة الصحة ومستشفيات التأمين باحثين عن المستشفيات الخاصة الأعلي أجراًَ مما دفع الوزارة والهيئة للتعاقد مع أطباء فوق السن ويتابع أن نظام التأمين الجديد لم يعلن حتي الآن مع العلم بان فكرة التأمين منذ بدايتها كانت تسير بنفس الخطي لذا حدث بها أخطاء أدت إلي فشلها. مضيفاً أن البيروقراطية تعطيل العلم والمجال الطبي يحتاج لإجراءات سريعة وخدمة متطورة وبالفعل استطعنا التطوير لمكافحة عدوي بنسبة 70% حتي الآن ونجاحها سيكون مكتملاً في حال توافر قوي بشرية ودواء متوفر الذي بعد مشكلة مستشفيات التأمين بالكامل ويوضح ان المشكلة التي نتعرض لها من قبل المرضي بسبب نقص الأدوية لأن المريض يبحث عن الاسم التجاري في حين أن الصيدليات الخاصة بالتأمين تصرفها بالاسم العلمي إضافة إلي أن العيادة يوجد بها صيدليه تجارية تساعد المريض بصرف علاجه منها علي ان يتم سداد 40% أو 60 من قيمته والأطفال يصرف لهم بالمجان. يشير محمد ان معامل العيادة بها كل الإمكانيات التي تسمح للمريض إجراء جميع الفحوصات بها موضحاً أن عيادة "PCR" والتي يتم فيها أخذ عينات فيرس "سي" كانت في مكان ضيق وعدم تهوية وخصوصية لذا قمنا باستغلال أحد المخازن وتجهيزه بما يتناسب مع المرضي بالجهود الذاتية كما يتم حالياً عمل دورات لهيئة التمريض وكذلك لكل العاملين سواء إداريين أو صحيين بحيث لا يكون العمل متوقف علي موظف بعينه ويستكمل يتم تطوير منظومة الكشف حيث إن المريض يقوم بالتسجيل بالأرشيف والحصول علي بطاقة مدون عليها اسم الطبيب ورقم الغرفة والدخول وبعد ذلك يقدم المريض تذكرة الكشف للصيدليه التي تمنحه رقم للحصول علي العلاج دون معاناة مضيفاً ان سطح العيادة يعتبر "فيو" للقسم الداخلي للمستشفي لذا سيتم تحويله لمسطح أخضر وبذلك يكون أول مسطح أخضر فوق منشأة حكومية.