التقت "الجمهورية" مع مخرجي الأفلام الفائزة في مهرجان الجونة السينمائي.. أحدهما المخرج اللبناني زياد دويري الفائز بجائزة أحسن مخرج عربي عن فيلمه "القضية 23" والذي بسببه قبضت عليه السلطات اللبنانية وأفرجت عنه بعد التحقيق ليلحق موعد مهرجان الجونة.. وهو الفيلم الذي يمثل لبنان علي جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي والآخر المخرج المصري تامر عشري الفائز بفيلمه "فوتو كوبي" بجائزة أحسن فيلم في المهرجان.. وهو أول فيلم يقوم بإخراجه سينمائياً. تامر عشري الفائز بجائزة أحسن فيلم: عشقت بساطة القصة.. وحميدة قدم شخصية شديدة الإنسانية عبر المخرج تامر عشري عن سعادته الكبيرة بجائزة أفضل فيلم عن فيلمه "فوتوكوبي" والذي مثل مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان ونافس بشدة علي احدي جوائز المهرجان والتي تبلغ 200 ألف دولار.. الفيلم بطولة محمود حميدة وشيرين رضا وبيومي فؤاد. يقول تامر عشري : الفيلم هو التجربة الأولي لي كمخرج بعد ان عملت سنوات طويلة في مجال الافلام الوثائقية منذ عام 2006 ثم بدأت عام 2009 كمساعد مخرج مع مروان حامد واحمد علاء وأحمد جلال ومع بعض المخرجين الاجانب في مجال الاعلانات وانا اعتبر أني اخذت السلم خطوة خطوة وتعلمت واكتسبت خبرات لأن الفن علم وممارسة وخبرة فالعمل الفني نصفه ابداعي ونصفه اداري وأنا لا أري انني تأخرت في إخراج أولي تجاربي ولكن الفيلم جاء في وقته فانا كنت اريد ان أقدم فيلما أشعر به. والفيلم صورته بالطريقة والتكنيك التي تتناسب مع شخصياته فالبطل "محمود حميدة" صاحب مزاج معين يحب الموسيقي القديمة والجمال القديم والبيت القديم. وذلك كله حاولت ان اعكسه في حركة الكاميرا وأنا عشقت بساطة القضية وجمالها فهي ليست حكاية معقدة وانما صراع تعيشه كثيراً تهتم بالتفاصيل قصة متطابقة مع الحياة العادية من حولنا وعندما قرأت القصة وجدتها تتفق والفنان محمود حميدة الذي تعاون ورحب جدا واطمأن لفريق العمل ولي وهو فنان قدير يعرف كيف يختار اعماله كذلك كل فرد في الفيلم شيرين رضا تراها بشكل جديد تماما لسيدة مسنة دور تخلت فيه شيرين عن جمالها وقدمت الدور بكل تفاصيله والفيلم يدور حول شخصية محمود رجل فوق الخمسين من عمره صاحب ماكينة تصوير ونسخ مستندات في حي "عبده باشا" أحد احياء الطبقة المتوسطة يري ان مهنته قد تغيرت والعالم من حوله قد تغير وعالمه الشخصي بدأ يتلاشيء تدريجياً ولا يقدر ان يتكيف معه أو حتي مع الناس من حوله وفي أحد الأيام يقرأ موضوعا عن الديناصورات وتبدأ رحلته بالبحث عن اسباب انقراضها وتبدأ رحلة البحث التي تقوده للبحث عن ذاته ايضا واعادة اكتشاف العالم من حوله. وفي تعقيب من بطل الفيلم يقول الفنان محمود حميدة بطل فيلم "فوتو كوبي" الشخصية التي قدمتها كانت شديدة الإنسانية جداً مليئة بالمشاعر والأحاسيس لحظات عاشها البطل مع نفسه ومع المتغيرات من حوله جعلته يفكر في كل شيء حوله. سعيد برد فعل الجمهور ولم أكن أتخيل كل هذا النجاح. شيرين رضا: قدمت دوراً لسيدة مسنة بلا أي مكياج ولم يهمني شكلي وإنما كيف أقدم دوراً اعتبرو من أهم أدواري علي الاطلاق وسعيدة جداً بجائزة الفيلم. زياد دويري أحسن مخرج عربي: مصر بلد الثقافة والفن.. أعطتني جائزتها الثقة والأمل جاء حصول المخرج اللبناني زياد دويري علي جائزة نجمة الجونة الفضية عن فيلمه "القضية 23" بمثابة نصر كبير له بعد ان أثار دويري بأعماله جدلاً كبيراً وردود فعل غاضبة منذ أن قدم فيلمه الأخير "الصدمة" والذي صور جزءاً منه في تل أبيب فاتهم بالخيانة والتطبيع بل وصل الأمر إلي القبض عليه والتحقيق معه ثم إطلاق سراحه ليحضر بفيلمه إلي مهرجان الجونة ويلقي فيلمه نجاحاً كبيراً ويحصد جائزة من أهم جوائز المهرجان. قال زياد دويري: سعيد جداً بالجائزة لها صدي كبير في نفسي كثيراً ما كان الكل يسألونني لماذا تقدم أفلاماً تفتح عليك أبواب المشاكل والجدل والغضب لكن هذه الجائزة أعطتني مناعة وقوة كبيرة أواجه بها كل من يهاجمونني. هذه الجائزة تدفعني للاستمرار فهي شرف لي وأشكر منتج الفيلم وكل أبطاله فهذا يوم عظيم في حياتنا هذا إلي جانب التكريم الكبير الذي منحني إياه المخرج عن فيلمي "القضية 23" ومنحني جائزة أفضل موهبة عربية إخراجية لهذا العام. يضيف دويري: فيلم "القضية 23" أثار ضجة كبيرة وقد قبض علي منذ أسابيع من قبل السلطات اللبنانية وبعد التحقيق تم الإفراج عني. هذا وقد وضعت السلطات دويري تحت أعينها خاصة بعد اتهامه بالتطبيع عام 2011 بعد فيلم "الصدمة" الذي صور جزءاً منه في تل أبيب. ويعتبر تكريم دويري بالجونة حدثاً كبيراً جداً له وللمهرجان حيث إنه من أهم المخرجين العرب التي أثارت أعمالهم جدلاً كبيراً. "القضية 23" عرض في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي وحصل بطل الفيلم الفلسطيني كامل الباشا علي جائزة أفضل ممثل من المهرجان كما رشح ليمثل لبنان رسمياً للمنافسة علي أوسكار جائزة أفضل فيلم أجنبي. وتأتي شهرة دويري من تقديمه عدداً من الأفلام المميزة التي نالت جوائز عديدة في المهرجانات الدولية بداية من فيلم ديروت العربية الذي فاز بجائزة فرانسوا شاليه خلال مهرجان كان عام 1998 وجائزة النقاد الدوليين في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي وفيلم "ليلي تقول" الذي حصد العديد من الجوائز ومنها جائزة السيناريو من مهرجان خيخون السينمائي الدولي حتي جاء فيلم "الصدمة" والذي اثار جدلاً كبيراً وتم منع عرضه في لبنان. يقول زياد دويري وجودي فيمصر حدث سعيد جداً وهام في حياتي ويضيف لي الكثير خاصة بعد الهجوم السلبي الكبير الذي قوبل به الفيلم ولذلك عندما وجه انتشال التميمي مدير المهرجان الدعوة للحضور والتكريم وعرض الفيلم في مهرجان الجونة لم اتردد ورحبت جداً لأن ذلك وسام كبير جداً يمنح لي واشكر المهرجان واشكر مصر عليه وذلك ان دل علي شيء فانما يدل علي ان مصر تحترم الفن والفكر والثقافة وتقدر كل وجهات النظر الفنية. واضاف دويري: للأسف انا اتعرض لهجوم شديد بسبب فيلمي "الصدمة" الذي قدمته عام 2011 والذي صور جزء منه في الأراضي المحتلة في تل ابيب ومن يومها وخرجت دعوات كثيرة ضدي وطالبوا بمحاكمتي وبالفعل تم ذلك ومنذ أيام فتح الملف من جديد وتم احتجازي للتحقيق من قبل المخابرات العسكرية وبعد الاستجواب تم الافراج عني من قبل السلطات اللبنانية. وأكد دويري ان المجتمع العربي ككل يمر بظروف غريبة لمنع وصول الرسالة الفنية والثقافية التي تحمل كلمة ورأي كثيرهم من يحاولون منع وصول صوت الفن لأنهم يعرفون مدي تأثير الفن في عالم وأنا أريد من خلال افلامي ان تصل كلمتي للعالم كله وان تجذب الانتباه الينا وإلي مشاكلنا وقضايانا وهذا واجبنا كفنانين وسينمائيين ووجودي في مهرجان الجونة يؤكد ان هناك أصوات تساند الثقافة والفكر. وقال دويري: من يهاجمونني ويحاكموني ويتهموني بالخيانة والتطبيع أقول لهم كل ذلك أوهام في خيالكم أنا احب بلدي ولست خائناً وانا ضد التطبيع وإذا كانت بعض مشاهد فيلمي الصدمة قد صورت في "تل ابيب" فذلك من منطلق الواقعية والفن وكان مستحيل ان أصور في أي مكان آخر ولا يوجد بديل إلا التصوير في الاماكن الواقعية نحن ليس هوليود حتي نبني مدناً وأماكن ولا نمتلك تلك القدرات الهائلة التي تمتلكها هوليود أنا احب بلدي ومنذ الصغر وأنا ارضع من ثدي أمي ورضعت الوطنية وحب البلد ولم أكن يوماً خائناً ولا يجب ان يحاكموني كرجل سياسة بل حاكموني كرجل فن ولذلك لا تتخيلوا كم هو مساند ومصدر قوي لي وجودي في بلد كبير مثل مصر يؤمن بحرية الفكر والفن بعد ان تعرض فيلمي لكثير من الهجوم رغم ان "القضية 23" هو قضية إنسانية وطنية ادافع فيها عن بلدي وهو عن تجربة بها جزء كبير شخصي. والفيلم تدور أحداثه بين شاب مسيحي لبناني وبين لاجيء فلسطيني مسلم يقيم في لبنان يحدث خلاف بين الاثنين ومشادة بالكلام ولكن للثقافات والأفكار المختلفة يتطور الأمر ويقوم الشاب اللبناني برفع قضية ليتحول النزاع بينهما إلي قضية رأي عام وقضية انسانية وسياسية ونري من خلال الأحداث كيف يسلط الضوء علي ماسأة الحرب الأهلية في لبنان والفيلم يلعب بطولته ايضا عادل كرم وربتا حايل وكميل سلامة وكوشتين شويري. واضاف: ولكن الفيلم تعرض لهجوم شديد من ناس يتربصون بي من بعد فيلم "الصدمة" وأنا مصر عي مواصلة مشواري الفني وتوصيل صوتي وقضايانا العربية للعالم كله واحب ان يمسعنا ويرانا العالم ولكن للأسف هناك من يحاول منع صوت الفن ولكن مستحيل ان يصمت صوت وفكر فنان ولابد من الحريات والعدالة ووجودي بمصر أكبر دليل علي احتضان مصر لكل الفنانين ومساندة كل الحضارات تكريمي بمصر يعطيني هذا الأمل في تخطي كثير من الصعوبات. وأكد علي سعادته من استقبال جمهور المهرجان للفيلم ومساندته وانه لم يستمر أكثر من يوم ونصف في مصر لانه مرتبط بتصوير اعمال أخري تضطره للعودة. وكشف دويري عن ان بطل فيلم "القضية 23" كامل الباشا قضي سنتين من عمره في الحبس الإسرائيلي فكيف تتهم بالخيانة من قبل البعض الذين يخشون صوت الفن ومنع الفيلم ولكن لا أخشي ذلك لأن الشعب اللبناني تجاوز الكلمات التي تخون بعض الاشخاص ولا عجب فكل يوم يخونوا شخصيته فنية وأنا لست علي خلاف مع الشعب اللبناني لأن الكل يعلم انني اريد ان اخذ السينما اللبنانية للعالم كله واذا كان البعض يحاربني فالدولة تتعامل معي بشكل محترم وعادل وتعرف كم أنا أحب فلسطين بل ان هناك اشخاصاً كثيرين من عائلتي ماتوا مع الفلسطينيين في مقاومة ومحاربة العدو الإسرائيلي. واختتم زياد حديثه قائلاً: مصر دائماً هي الدافع لكل الفنانين العرب.