أجمع أساتذة التغذية وأطباء الأطفال علي ضرورة الاهتمام بالتغذية السليمة للطفل في سن المدرسة لضمان أكبر استفادة للأطفال من الناحية التعليمية وللحفاظ علي صحة الطفل في هذه المرحلة المهمة من حياته. أكد خبراء التغذية علي ضرورة ان تكون التغذية متوازنة تشمل جميع العناصر الغذائية المفيدة لبناء الجسم من الناحية الجسدية والعقلية وفي نفس الوقت مواجهة الأمراض الأكثر انتشاراً بين طلاب المدارس ومن أهمها الانيميا ونقص الكالسيوم إضافة إلي ثمانية أمراض أخري وان كانت بنسب أقل وهي الخصبة والجديري والانفلونزا وحساسية الصدر والتهاب الحلق والاكتئاب والفصام والأمراض الجلدية. أكد الخبراء أيضاً علي ضرورة مواجهة الانيميا ونقص الكالسيوم من خلال كوب لبن يومياً يتناوله الطفل إلي جانب الكبدة التي توفر للطفل مصدراً مهماً للحديد وكذلك الحرص علي تناول الطفل للخضراوات المتنوعة والفاكهة واللحوم لامداده بالبروتين والدهون والفيتامينات. ويعرف الدكتور خالد ناجي أستاذ التغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا التغذية السليمة للطفل بانها حصول الطفل علي احتياجاته من المواد الغذائية السليمة صحياً كما ونوعا بشكل سليم موزع علي اليوم بشكل كامل بحيث يتضمن احتياجاته الطاقة والفيتامينات وهو ما دفع الدولة إلي إجراء دراسة لمحافظات مصر المختلفة للوقوف علي مدي حصول التلميذ علي احتياجاته من الغذاء الآمن من حيث السلامة وأيضاً الكمية والنوع وهي احتياجاته من الطاقة والفيتامينات والمعادن ومدي تأثير ذلك علي نمو الطفل بشكل سليم بدنياً وعقلياً مما يكون له الأثر الكبير علي القضاء علي أمراض سوء التغذية أو نقص التغذية مثل أمراض قصر القامة والانيميا التي تنتشر في بعض المناطق الفقيرة وهي أمراض سوء التغذية. يضيف ناجي وضعت الدولة برنامجاً قومياً علي مستوي محافظات مصر لحل هذه المشكلة ويقدر دعم الدولة للوجبات المدرسية بمليار و100 مليون جنيه سنوياً وتتركز في محافظات الصعيد والوجه البحري والمناطق الأكثر فقراً بداية من حلايب وشلاتين جنوباً حتي الإسكندرية شمالاً والعريش شرقاً ومطروح غرباً بعد دراسة مستفيضة لاحتياجات التلاميذ في جميع المحافظات من المكونات الأساسية مثل الطاقة والفيتامينات والمعادن وذلك بالاشتراك مع جميع المؤسسات القومية وعلي رأسها وزارة الصناعة ووزارة الصحة. ويشير ناجي إلي ان وزارة الزراعة وضعت بالتعاون مع الصحة والمعهد القومي للتغذية ووزارة التضامن والتربية والتعليم شروطاً خاصة ينبغي توافرها بالوجبات المدرسية التي تقدم للطلاب بشكل يومي ووضعت لها حدوداً للسعرات الحرارية والبروتينات والدهون والمعادن طبقاً لما يحتاجه التلميذ في المرحلة الابتدائية. مواصفات قياسية كما قامت بوضع مواصفات قياسية لكل المواد الخام الداخلة في الإنتاج وكيفية انتاجها وشروط المصانع الصحية التي تقوم بالإنتاج من مواصفات تشمل المباني وخطوط الإنتاج ومعامل الجودة وظروف التهوية والتعقيم داخل المصانع مع تواجد لجنة ثلاثية بشكل دائم بالمصنع الذي يقوم بإنتاج الوجبة المدرسية وهذه اللجان الثلاثة ممثلة في الصحة والتربية والتعليم والتموين مكلفة طبقاً للقانون بالإشراف الكامل علي عملية الإنتاج من البداية للنهاية. يؤكد ناجي علي انه من الضروري اختيار المصانع التي تقوم بالتصنيع طبقاً للشروط التي وضعتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة وهذا ينطبق علي كل من القطاع الخاص والعام ممثلاً في كل الجهات الحكومية المشتركة في المنظومة مثل قطاع الخدمات الوطنية بوزارة الدفاع ووزارة الزراعة وبعض جهات القطاع العام حيث تعتبر وزارة الزراعة من الجهات الحكومية الناجحة جداً لتحقيق الأهداف القومية من التغذية المدرسية كأحد الجهات الخدمية التي لا تهدف إلي الربح ويشرف عليها نخبة أساتذة مركز البحوث الزراعية المتخصصين في مجال تكنولوجيا الغذاء بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ويشرف عليها وزير الزراعة. ويتابعها عن كثب كاحدي المشروعات التي لها أهداف قومية حيث يشارك مركز البحوث الزراعية مع وجود اللجنة الثلاثية من الصحة والتمون والتربية والتعليم والإشراف الكامل من الاساتذة المتخصصين بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بداية من اختبارات التي تخص المواد الخام الداخلة في الإنتاج مروراً بالعملية الإنتاجية حتي التعبئة والتغليف والتوزيع وذلك بمتابعة كاملة من الباحثين بمعهد تكنولوجيا الغذية حيث يقوم مشروع التغذية المدرسية ووزارة الزراعة بإنتاج الوجبة المحشوة العجوة والتمر ومربي الفاكهة والمعبئة والمغلفة بأحدث ماكينات التعبئة والتغليف تحت إشراف مشروع التغذية المدرسية ومركز البحوث الزراعية. تقوم الشركات الخاصة بإنتاج الوجبة الجافة مثل البسكوت السادة وأيضاً الوجبات غير الجافة مثل الجبن أو الحلاوة الطحينية وبعض العصائر والألبان. يحدد د. ناجي مسئولية القطاع الخاص بصورة كبيرة عن مشاكل الوجبة المدرسية بسبب التلوث الذي يحدث نتيجة للتخزين في مخازن غير مطابقة للمواصفات مما يؤدي لتلوث المنتج واحداث تسمم غذائي عارض في بعض المدارس كما حدث في العام الماضي وهذا ما لا يحدث في انتاج وزارة الزراعة نتيجة لان الإنتاج والتوزيع يتم أول بأول دون الحاجة إلي تخزين المنتج ويخرج المنتج من المصنع مباشرة يوم التوزيع للمدارس ولا يسمح بالتخزين أي منتج للمدارس حتي ولو وجبة واحدة نتيجة للتعرف علي نسبة غياب التلاميذ قبل التوزيع ولا يسمح بتخزين أي وجبة للمدرسة طبقاً للشروط المتعاقد عليها من وزارة التربية والتعليم وهذا يحدث بالمتابعة مع إدارة الجودة في مصانع التغذية المدرسية بوزارة الزراعة. وجبة غذائية متكاملة الدكتور محمد إمام خبير التغذية وأستاذ الخضر بكلية الزراعة جامعة عين شمس ينصح بأهمية احتواء الوجبة الغذائية السليمة للأطفال علي كربوهيدرات وبروتينات وفيتامينات وعناصر معدنية ودهون وألياف وكل هذا موجود في محاصيل الخضروات والفاكهة وبعض المكونات الأخري ويرشد الامهات بضرورة تقديم كوب من اللبن الطازج يومياً لابنائهم قبل الذهاب للمدرسة صباحاً حتي يتوفر لديهم عنصر الكالسيوم ويصبح جسدهم قوي البنيان عند الكبر. يضيف ان هناك دراسة اثبتت ان تناول الطفل لكوب لبن يومياً مع ثمرة بطاطا في الصباح فهذا يعني أنه يتناول وجبة غذائية متكاملة تشمل كربوهيدرات ونشويات. أو يتنال طبق سلطة تحتوي علي طماطم وخيار وخضراوات بجانب ساندويتش من الجبن لضمان حصوله علي الكربوهيدرات من الخبز والبروتين والدهون من الجبن ويفضل تناول ثمرة تفاح يومياً فهناك مثل يقول اذا أكلت تفاحة كل يوم لا تذهب للطبيب. كما ينبغي الابتعاد عن تناول الشيبسي والمقرمشات والحلويات التي تسبب الأمراض للأطفال بسبب اقبالهم علي تناولها في الصباح لخطورتها واحتوائها علي نسبة كبيرة من المواد الحافظة والألوان الصناعية التي تتسبب في أمراض السمنة والسكر وهشاشة العظام واتلاف الأسنان. يضيف أيضاً ان الدراسات تؤكد أن قطعة البروكلي الخضراء عندما يتناولها الأطفال تنشط الذاكرة وتقلل من التعرض لأمراض السرطان. ولذلك ينبغي نصح الأطفال بعدم الانسياق وراء الإعلانات التليفزيونية وشراء ما يعلن عنه من حلوي ومشروبات غازية ومقرمشات لا تسبب سوي في أمراض سواء التغذية وهشاشة العظام وتعليمهم أهمية تناول الخضروات والفاكهة لاحتوائها أيضاً علي الألياف والعناصر المعدنية لتسهيل عملية الهضم وزيادة الامتصاص للأغذية الأخري. أما عن المشروبات الهامة لصحة أطفالنا كوب من اللبن أهمهم لامدادهم بالكالسيوم ويعتبر النعناع والقرفة والزنجبيل من المشروبات الهامة والمفيدة للجسم لمساعدتها علي تسهيل عملية الهضم ويمكن إضافة الزنجبيل والنعناع والقرفة لبعض الأطعمة لتحقيق نفس الغرض. وعن المواصفات الواجب توافرها في الوجبة المدرسية طول مدة الصلاحية للوجبة حتي لا تفسد بسرعة ويجب ان تحتوي علي العناصر الأساسية في الوجبة المتكاملة من سكريات ونشويات وبروتينات ويقدم معها ثمرة فاكهة. ويفضل ان تكون الوجبة مغلفة بطريقة جيدة ومحفوظة جيداً ومن مصادر موثوق فيها. ولضمان سلامة الوجبة المدرسية بدءاً من الإنتاج إلي التوزيع ينصح الدكتور أمام بأهمية وضع شروط في العقد نفسه عند التعاقد مع المورد منها توافر طول فترة الصلاحية لأي منتج وان تأخذ من مصادر موثوق فهيا ووضع شر جزائي في عقد التوريد في حالة مخالفة المواصفات المطلوبة كما ينبغي علي وزارة التربية والتعليم التعاقد مع مخازن مبردة لحفظ الوجبات المدرسية فكل منتج له درجة حفظ مختلفة وكلما كانت درجة الحرارة منخفضة تقل نسبة البكتيريا والفطريات بالوجبة. ويؤكد علي ضرورة توزيع الوجبات المدرسية وتوصيلها من المنتج للمدارس داخل سيارات مبردة ويتم بشكل مباشر لان معظم مدارسنا مخازنها لا تحتوي علي ثلاجات فلا يجب تخزينها لفترة طويلة في المدرسة لعدم توافر مخازن مجهزة للتخزين في المدراس فيجب نقلها بشكل سليم إلي ان يتم تسليمها للطلاب. وبالتالي ينبغي ان يتحمل المورد المسئولية بشكل كامل عن التوريد والتخزين والتوزيع حتي لا تتكرر أزمة البسكويت مثلما حدث العام الماضي. بسكويت وتمر توضح الدكتورة سيدة محمد طبيبة أطفال ان من أمراض سوء التغذية وهي المنتشرة بين طلاب المدارس وأشهرها مرض الانيميا ونقص الكالسيوم وتكمن خطورته في تأثيرة السلبي علي المخ وتأخر دراسي وضعف التركيز للأطفال وعلاجها بتناول الكبدة الطازجة فتأثيرها قوي جداً في امداد الجسم بالحديد أما مرض نقص الكالسيوم يرجع أسبابه للأم نفسها وعدم تناولها كوب لبن أثناء فترة الحمل يومياً بالإضافة لعدم تناولها أدوية الكالسيوم وبالتالي يولد الطفل وهو يعاني من نقص كالسيوم وينشأ علي ذلك وبالتالي لابد من تعويضه باعطائه كوب لبن يومياً ويفضل اللبن المعبأ عبوات لقلة البكتيريا به وعدم إضافة فورمالين لحفظه بالإضافة إلي الاهتمام بتناول الكبدة لامداد بالحديد الهام للجسم. وتنصح بالابتعاد عن تناول الحلويات والمقرمشات لاحتوائها علي المواد الحافظة التي تسد الشهية وتجعله يشعر بالشبع وتسببها في النهاية لأمر السرطان. وعلي الأم ان تعطي الطفل قبل ذهابه للمدرسة كوب لبن وساندويتش بيض بالإضافة لثمرة فاكهة وخاصة التفاح الذي يقيه من الأمراض. وتري الدكتورة سيدة ان الوجبة المدرسية التي تقدم لطلاب المدارس ينبغي ان تحتوي علي عنصري الكالسيوم والحديد وهما يتوفران في علبة لبن مع عبوة بسكويت بالتمر لان التمر مليء بالحديد. وتشدد علي أهمية التعبئة والحفظ بشكل سليم حتي لا تفسد وتسمم الطلاب في النهاية كما حدث في العام الماضي. العدوي.. والزحام أما الدكتورة أميرة سامي استشاري طب أطفال فتقول ان تلاميذ المدارس أكثر عرضه للأمراض لجلوسهم بجانب بعض وسط الازدحام الكثيف بالفصل الواحد وبالتالي العدوي تنتشر بسهولة وتنقل الأمراض بالإضافة لتناولهم الوجبات وأيديهم ملوثة وتناولهم أيضاً لاطعمة ملوثة من الباعة الجائلين بجوار أسوار المدرس وبالتالي يصابون بأمراض التلوث الغذائي التي تصيب الجهاز الهضمي ويوجد عشرة أمراض تهدد طلاب المدارس الانيميا ونقص الكالسيوم والجديري والحصبة والاكتئاب والتهاب الحلق والأمراض الجلدية وحساسية الصدر والانفلونزا والفصام وتنصح الامهات بتقديم وجبة افطار لابنائها تحتوي علي الكالسيوم والحديد ويتمثل في اللبن والجبن والبيض والتمر حتي لا يعاني من هشاشة عظام عند الكبر وتقوس أقدام كما تشاهد بين طلاب المرحلة الابتدائية والتنبيه عليه بعدم شراء اطعمة ملوثة من الخارج. ويفضل ان تحتوي وجبة الغذاء علي الخضروات والسلطة بجانب قطعة اللحوم والارز مع تناول ثمرة فاكهة مثل التفاح والتمر وذلك لانهما يساعدان علي امتصاص الحديد الموجود بالجسم. سلامة الغذاء تراقب من جانبه أكد د. حسين منصور رئيس هيئة سلامة الغذاء أنه للمرة الأولي في مصر يتم إنشاء هيئة متخصصة لسلامة الغذاء بقرار من وزارة الصناعة كإحدي الجهات الإشرافية والرقابية علي سلامة المنتجات المتعلقة بالوجبات الموردة لجميع مدارس الجمهورية لمرحلة أولي يليها الإشراف سلامة الغذاء لكل المواطنين في مصر. يقول رئيس الهيئة ان دورنا سيكون خاصاً بالرقابة وضمان سلامة الوجبات المدرسية بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة لوزارة التضامن والتربية والتعليم والتموين والصحة والزراعة ومدي مطابقتها للمعايير المنصوص عليها في الاتفاقيات والعقود والمبرمة بين وزارة التربية والتعليم والجهات المنتجة سواء في القطاع العام مثل وزارات الدفاع والزراعة أو الشركات والمؤسسات الخاصة التي تساهم في التوريد من خلال مصانع الوجبات والمنتجات التي تقدم للتلاميذ بالمدارس. أضاف أن دور هيئة سلامة الغذاء يكمن في وضع منظومة جديدة للوجبات المدرسية تتفادي أخطاء وحالات التسمم من خلال مراجعة ورقابة منتجات المصانع الموردة للوجبات المدرسية ومطابقتها للمواصفات القياسية وضمان سلامتها وعدم تلوثه وضمان توزيعها في الاوقات المناسبة لعدم تعرضها للتلف بسبب مدة الصلاحية.