كشف الأهلي أمام الترجي عن المشاكل المزمنة التي تعاني منها الكرة المصرية منذ عشرات السنين وخاصة في العقد الأخير حيث يأتي في مقدمتها الأخطاء الفادحة التي يرتكبها المدافعون سواء عن طريق ضعف التمركز وعدم الانسجام بين أفراد هذا الخط أو نقص في الجوانب المهارية وبالطبع معهم حراسة المرمي في أغلب الأحيان. .. والمشكلة الثانية تكمن في سوء التحركات في الملعب خاصة بدون كرة وأيضاً عدم وضوح الرؤية للأدوار التي يجب أن يقوم بها لاعبو الارتكاز والذين يعتقدون أن دورهم يقف عند الجوانب الدفاعية فقط وبالتالي لا نري منهم ما هو مطلوب من القادمين من الخلف في بعض الأوقات المهمة من عمر اللقاء والتي يشدد فيها دفاع الفريق المنافس من مراقبة المهاجم الصريح وتضييق الخناق علي لاعبي الوسط المهاجمين. .. ويبقي الشيء الأبرز في الجانب الهجومي والذي تفتقد فيه الكرة المصرية بشكل عام إلي الشيء الكثير ويتعلق بدقة التمريرات في الثلث الأخير من ملعب المنافس واستغلال أنصاف الفرص ومعها بالطبع الكثافة العددية المؤثرة. .. الأمر الآخر والمهم تجده في بداية المباراة بشكل حماسي وهجوم ضاغط قد يسفر عن إحراز هدف مبكر وضياع العديد من الفرص السهلة وبعدها ينفك عقد الفريق رويداً رويداً فنجد المساحات الكبيرة والخالية وضعف الترابط بين خطوط الفريق والاحتفاظ الزائد عن الحد بالكرة والذي يسهل مهمة المنافس في إغلاق الطرق المؤدية إلي مرماه. .. كل هذه الأمور كان "المانشيت" الكبير والعريض لأسلوب وأداء فريق الأهلي أول أمس أمام الترجي حيث لم يستفد لاعبو الأحمر من الفرص التي لاحت لهم والتي كانت كفيلة بخروجهم فائزين ببرج العرب وتسبب خط الدفاع مع إكرامي في الهدف الأول الذي أحرزه الترجي.. ورفض شريف إكرامي أن يشاركه أحد في مسئولية الهدف الثاني فقدمه للفريق التونسي علي طبق من ذهب!! رفضوا هدية البنزرتي يجب أن يعلم كل المتابعين لمثل هذه المباريات أنها لا يمكن أن تخرج من طرف واحد بل في غالب الأمر قد يغلفها التوازن لأن فريقين بحجم الأهلي والترجي لا يمكن أن يستسلمها للأداء الدفاعي البحت سواء في مصر أو تونس بل يسعيان لتحقيق نتيجة إيجابية بصرف النظر عن مكان إقامة المباراة والجماهير الغفيرة التي قد تحضر اللقاء.. لأن لاعبو الفريقين تعودوا علي اللعب تحت كل الضغوط والظروف المعاكسة وهذا سر تحقيق الفريقين لإنجازات عديدة سواء داخلية أو قارية.. ناهيك عن ثقافة الفوز التي يتمتعون بها.. كما أن أغلب لاعبي الفريقين دوليون ويمتلكون خبرات كثيرة. .. فالترجي لعب بطريقتي 4/4/2 و4/4/1/1 حسب ظروف ومعطيات المباراة لإيقاف مفاتيح لعب الأهلي خاصة القادمين من منتصف الملعب أمثال آجاي وعبدالله السعيد ومعلول من الناحية اليسري بالإضافة إلي الرقابة الصارمة التي يفرضها علي رأس الحربة.. فلم يستفد الأهلي كثيراً من هذه الطريقة في أوقات كثيرة بسبب عدم دقة التمريرات وأيضاً التأخر في تحويل اللعب من جهة إلي أخري بالسرعة المطلوبة فتفوق وسط الترجي علي الأهلي تكتيكياً وفق الخطة التي وضعها مدربهم العجوز فوزي البنزرتي والذي فضل عدم تقديم كل أوراقه في لقاء الذهاب واستغلالها في مباراة العودة برادس بعد أسبوع. حرف الكاف كلمة السر في الترجي صنع الإيفواري فوسيني كوليبالي والكاميروني فرانك كوم الفارق مع فريق الترجي حيث ساهما بشكل كبير ومؤثر وواضح في ترجيح كفة وسط الترجي علي وسط الأهلي عبر التحركات الواعية وامتلاكهم للجوانب التكتيكية والمهارية.. فساهما أغلب الوقت في تفوق هذا الخط وفق الخطة التي وضعها مدرب الترجي بجانب غيلان الشعلاني والفرجاني ساس الدوليين.. وبالتالي تفوق الرباعي في الحد من خطورة لاعبي وسط الأهلي الذي لعب بطريقة 4/2/3/1 وهي الطريقة التي اعتاد الأهلي علي اللعب بها في المباريات التي تقام علي ملعبه.. لكنه يفتقد إلي الاندفاع بكثافة عددية ومعها سلاح التسديد علي المرمي من خارج منطقة الجزاء. قدم أحمد فتحي وعلي معلول مستوي طيباً خاصة في الدور الهجومي والتقدم لمساندة لاعبي الوسط والهجوم لكن عابهما الاحتفاظ بالكرة أكثر من اللازم في بعض الأوقات ولو استغل المهاجمون خاصة أزارو هذه التمريرات لخرج نجم المباراة الأول.. بل ساهمت بعض الكرات العرضية غير الدقيقة في إظهار دفاع الترجي بمستوي عال رغم بطء قلبي الدفاع منتصر الطالبي والذي تسبب في ركلة الجزاء مع أزارو ومعه زميله شمس الدين الزوادي. لا تظلموا إكرامي لا يختلف اثنان علي أن الخطأ الذي ارتكبه شريف إكرامي غير مقبول لأنه جاء في وقت قاتل ومنح فريق الترجي فرصة أكبر للوصول إلي نهائي البطولة.. لكن أثق كثيراً في قدرات لاعبي الأهلي علي تحقيق هدفهم علي ستاد رادس بتونس حيث له سوابق كثيرة في ذلك وسبق للأهلي أن انتزع اللقب والكأس من معقل الترجي ومع الكابتن حسام البدري.. فالأهلي لا يفقد الأمل إلا مع الصافرة الأخيرة لحكم مباراة العودة. كما أن آخر مرة التقي فيها الفريقان كان للأهلي اليد العليا والطولي بعدما فاز علي الترجي 3/صفر في السويس و1/صفر في رادس في دوري المجموعتين بالكونفيدرالية عام .2015 المساعدان.. فضيحة! لم يكن الحكم السنغالي مالانج سيئاً كما يصفه البعض وإن كنت أري أن خطأه الوحيد تمثل في عدم احتساب ركلة جزاء صحيحة للمغربي أزارو عندما عمله قلبا دفاع الترجي "ساندويتش".. لكن الفضيحة الحقيقية تتمثل في مساعدي الحكم واللذين حرما الأهلي من هجمتين خطيرتين تم احتسابهما تسلل. عموماً تظل المشكلة القائمة والمقولة الشهيرة.. اللي يضيع.. يستقبل مرماه ولا يلوم غير نفسه!! هكذا كان الأهلي.. أهدر لاعبوه العديد من الفرص السهلة فاستقبلت شباكه هدفين وسجل مثلهما.. وتبقي الكلمة الفصل في لقاء العودة.